عاودت قوات النظام السوري مدعومة بالقوات الروسية استخدام قذائف كراسنوبول الموجهة بالليزر في قصف المدنيين والآليات المتحركة في محافظة إدلب وما حولها شمال غربي سوريا، بعد توقف متقطع خلال الفترة الماضية.
وقال مصدر محلي لموقع تلفزيون سوريا، إن القوات الروسية وقوات النظام كثفت من استخدام قذائف كراسنوبول الموجهة في عام 2021، واستهدفت من خلالها أحياء سكنية ومراكز طبية، وشخصيات عسكرية بارزة في بعض الأحيان.
ووصف الدفاع المدني السوري قذائف كراسنوبول في تقرير سابق له بأنها "قذائف لا يمكن الاختباء منها"، ووثق 63 هجوماً بواسطتها من 21 من آذار حتى 31 من كانون الأول عام 2021.
واستهدفت الهجمات خلال هذه المدة 43 منزلاً، و11 هجمة على الحقول الزراعية، بالإضافة إلى استهداف مخيمات المهجرين، ومستشفى الأتارب غربي حلب، ونقطة مرعيان الطبية جنوبي إدلب ومركز للخوذ البيضاء في بلدة قسطون في سهل الغاب.
السلاح الغائب - الحاضر
أشار المصدر المحلي إلى أن ذروة استخدام قوات النظام وروسيا لقذائف كراسنوبول الموجهة في قصف المدنيين، كانت في عام 2021، ثم تركز استخدامها بالقصف على إدلب بين شهري نيسان وتموز من عام 2022.
وتوقفت هذه القوات عن القصف بقذائف الكراسنوبول بعد ذلك بسبب سعرها المرتفع مقارنة بقذائف المدفعية التقليدية خاصة في ظل التكاليف المرتفعة للغزو الروسي لأوكرانيا، إلا أن الأسابيع الماضية شهدت عودة هذه القذائف للواجهة بقصف الأحياء السكنية في منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب.
وأفاد المصدر بأن الاستخدام لهذا النوع من القذائف قليل في الوقت الحالي، ويتركز على أهداف محددة، ولا يشبه الغزارة التي كان عليها الحال في عام 2021.
وذكر أن القذائف الجديدة من كراسنوبول تختلف عن تلك المستخدمة قبل عامين، إذ لوحظ أن القدرة التدميرية لها أقل، كما أن صوتها أقل حدة، سواء عند الإطلاق أو السقوط.
وأول أمس استهدفت قوات النظام بلدة مرعيان جنوبي إدلب بقذائف كراسنوبول، في حين جرى قصف بلدة معرزاف في منطقة جبل الزاوية بالنوع ذاته من القذائف أيضاً يوم أمس.
ما هي قذيفة "كراسنوبول"؟
صُممت قذائف كراسنوبول لاستهداف الدبابات والعربات المدرعة والتحصينات والمباني والمخابئ، ويتم توجيهها بواسطة ليزر، يكون مثبتاً على الأرض، أو في طائرة استطلاع.
وبمجرد اكتشاف إشارة الليزر، سيقوم نظام التوجيه على متن الطائرة بمناورة المقذوفات إلى الهدف، وهذا يسمح لقوات خط المواجهة باستدعاء بعثات إطلاق النار على أهداف محددة ذات أولوية عالية للتدمير بواسطة مقذوفات فردية.
ويبلغ عيار القذيفة 152 أو 155 ملم، ويتم إطلاقها عبر عدة أنواع من المدافع، مثل أكاسيا، وهاوتزر، ويزيد وزنها على 50.8 كيلوغراماً، ورأسها الحربية 20.5 كيلوغراماً، وتحتوي على 6.4 كيلوغرامات من المتفجرات.
وكان الدفاع المدني السوري قد ذكر أن هذا النوع من الذخائر يشكل خطراً كبيراً على المدنيين بسبب دقة الإصابة وشدة تدميره ويمكن أن تخترق القذيفة الجدران وتسبب ضرراً شديداً للمباني، إذ إن معظم المباني التي استهدفت بقذائف كراسنوبول قد دُمرت بالكامل.
وأشار الدفاع المدني إلى أنه وبعد الإطلاق من المدفع تتواصل القذيفة مع مُحدد ليزر خارجي يضيء هذا المُحدد الهدف باستخدام ليزر ويرسل إشارات لتوجيه مسار القذيفة ويصل مداها إلى 7 كم، وتصل دقة إصابة الهدف إلى 90 في المئة، وتستخدم القذيفة في الأصل لمواجهة الدبابات واختراق التحصينات الصعبة.
روسيا تباشر باستخدام كراسنوبول المحدّثة في أوكرانيا
وكانت شركة "روستيخ" الروسية، قد أكدت أن الجيش الروسي باشر باستخدام قذائف كراسنوبول المدفعية الموجهة الحديثة عالية الدقة في العمليات العسكرية في أوكرانيا.
وأشار مصدر في الشركة إلى أنه "يتم في منطقة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا استخدام نموذج محسن من قذيفة مدفعية كراسنوبول القابلة للتوجيه".
وفي شهر آب الماضي ذكرت مؤسسة "المجمعات عالية الدقة" الروسية، التي تنتج هذه القذائف، أن المختصين فيها تمكنوا من تحسين خصائص قذائف المدفعية الموجهة كراسنوبول، مما أدى إلى زيادة فعالية استخدامها.