وصل ثلاثة لاجئين سوريين قادمين من بيلاروسيا إلى هولندا بعد أيام من المعاناة على الطريق المحفوف بالمخاطر، وروى الثلاثة تفاصيل رحلتهم من سوريا إلى هولندا.
وبحسب ما ذكر موقع "1 ليمبورخ" الهولندي، أتى الإخوة الثلاثة من ريف العاصمة دمشق حيث تتولى الميليشيات المرتبطة بنظام الأسد مسؤولية إدارة المنطقة هناك بعد أن تم طرد تنظيم "الدولة"، مضيفاً أن تلك الميليشيات تجبر سكان المدينة على الالتحاق بها.
ويقول أحد اللاجئين الإخوة ويدعى سامي إن سبب مغادرتهم هو رفضهم الانضمام إلى تلك الميليشيات التي لسان حالها يقول: "انضم إلينا، أو أنك عدونا (..) اقتل أو تقتل".
ويضيف سامي أنه وأخويه تمكنوا من الحصول على تأشيرات دخول إلى بيلاروسيا، مشيراً إلى أن الكلفة هي نحو 2600 يورو للفرد، أما كلفة الرحلة إلى مينسك عاصمة بيلاروسيا فهي ما يقرب من 900 يورو لكل واحد منهم.
من مينسك، استقل الإخوة سيارة أجرة إلى مدينة غرودنو على الحدود مع بولندا، وقال سامي: "عندما وصلنا إلى غرودنو، كانت المدينة مليئة باللاجئين (..) كان هناك سوريون، وعراقيون، وأفغان، وجميع اللاجئين يريدون الذهاب إلى الاتحاد الأوروبي".
وبعد ذلك وجد الإخوة شخصاً يعدهم بأخذهم إلى هولندا في شاحنة، وأخذ الرجل سامي وإخوته إلى غابة على الحدود مع بولندا، عندما خرجوا قيل لهم أن يواصلوا السير في اتجاه معين وستكون هناك سيارة سوداء في انتظارهم، وهذا يكلف الإخوة 3500 يورو أخرى للفرد، ويقول سامي إن مدخراتهم نفدت تقريبا "حتى أن أخي باع خاتم زواجه".
مشى الإخوة في الغابة لمدة يوم تقريباً، يقول سامي: "رأينا شروق الشمس وغروبها"، بحسب ما نقل الموقع الهولندي.
وصل سامي وإخوته إلى الشاحنة السوداء، ونقلتهم تلك الشاحنة إلى مدينة أرنهيم الهولندية، ولا يعرف اللاجئ السوري بالضبط كم من الوقت استغرقت الرحلة ويقول: "كنا ننام في الطريق".
"بعض السكان الآخرين في مركز الإيواء في سخينين (حيث يعيش الإخوة حالياً) كانوا أقل حظاً، سمع سامي قصصاً عن مجموعة قضت أكثر من أسبوعين في الغابة، واضطرت إلى شرب مياه المستنقعات وأكل أوراق الأشجار للبقاء على قيد الحياة".
بمجرد وصولهم إلى هولندا، حجزوا تذكرتهم لنقلهم إلى مركز الاستقبال في مدينة تير آبل من أجل تسجيل نفسهم كطلاب لجوء، وتم إجراء اختبار كورونا لأحدهم وثبت أنه مصاب بالفيروس، وبعد ذلك قضوا أسبوعاً في الحجر الصحي، ثم تم إرسالها إلى كامب في مدينة الميرا.
ويعيش الإخوة السوريون حالياً في مدينة سخينين بمقاطعة ليمبورخ منذ أسبوع، ويقول سامي: "المكان هنا أفضل منه في ألميرا (..) كنا هناك في خيمة بدون تدفئة وكان الجو بارداً ولم يتم تزويدنا إلا ببعض البطانيات"، أما مركز الإيواء في سخينين فمعزول جيداً ومجهز بالتدفئة.
عبر سامي وأخواه عن سعادتهم بالرعاية التي يتلقونها في سخينين، ومع ذلك مثلهم مثل السكان الآخرين، فإنهم يواجهون بعض المشكلات، الوجبات التي يحصلون عليها قليلة وغير موزعة بالتساوي على مدار اليوم.
ويقول سامي "نحصل على آخر وجبة لدينا قرابة الساعة 6:30 مساءً (..) وبعد ذلك غالباً ما نشعر بالجوع في وقت متأخر من الليل".
كما أنهم لا يتلقون أي مبالغ مادية كـ"مصروف جيب" لأن إجراءات لجوئهم لم تكتمل بعد، ويوزع موظفو الوكالة المركزية لطالبي اللجوء "COA" بعض الحاجات الضرورية أيضاً كفراشي الأسنان والشامبو لكنهم لا يوزعون السجائر في حين أن نسبة كبيرة من هؤلاء يدخنون، بحسب الموقع الهولندي، لذلك يذهب الإخوة الثلاثة أحياناً إلى متجر "COOP" في مدينة سخينين لإنفاق آخر مدخراتهم لشراء السجائر.
ليس من الواضح ما إذا كان يُسمح لسامي وإخوته بالبقاء والإقامة في سخينين، وتم نقل مجموعة كبيرة صباح الثلاثاء الماضي إلى مكان آخر، لكنهم لا يعرفون أين سيعيشون في المستقبل "سمعنا فقط أن مجموعة جديدة قادمة وبعضنا يتم نقله.. هذا كل شيء".