أرسلت عشائر وأهالي دير الزور قافلة صهاريج كبيرة محملة بمياه الشرب، صباح الثلاثاء، إلى مدينة الحسكة التي تشهد أزمة مياه خانقة.
ومنذ نحو شهرين توقفت محطة "علوك" عن العمل وهي المصدر الرئيسي لمياه الشرب لقرابة مليون شخص في مدينة الحسكة وريفها، بعد فشل مساعي من منظمة "الأمم المتحدة للطفولة" (يونيسيف)، والصليب الأحمر الدولي لتشغيل المحطة.
أحد أعضاء حملة "فزعة عشائر دير الزور لإخوانهم في الحسكة" قال، لموقع "تلفزيون سوريا"، إن عشائر من دير الزور إلى جانب جمعية نور الهدى الخيرية ومتبرعين من الأهالي أطلقوا الحملة بهدف "فزعة" أهالي الحسكة المحرومين من مياه الشرب.
ما أهداف الحملة؟
وضمت القافلة نحو 200 صهريج وشاحنة محمل بمياه شرب نظيفة وأكثر من ألفي قالب ثلج (بوظ) بالإضافة لعشرات طرود المياه الصحية، وفق المصدر.
وسوف تقوم اللجنة المشرفة على الحملة بتمويل عملية حفر أكثر من 20 بئراً في أحياء مدينة الحسكة.
ومن المتوقع أن تستمر الحملة وعملية توزيع المياه في أحياء المدينة لقرابة أسبوعين، بحسب المصدر.
"الحملة من عطشى لعطشى"
ودعا الشيخ أحمد الحسن أحد مسؤولي الحملة في كلمة مصورة لإيجاد حلي جذري لمشكلة انقطاع المياه عن مدينة الحسكة، معتبراً أن الحملة إسعافية وغير قادرة على الاستمرار في تلبية حاجة السكان لمياه الشرب والذين يتجاوز عددهم مليون نسمة.
وقال الحسن إن أهالي محافظة دير الزور أصروا على إطلاق هذه الحملة بالرغم من الأزمة المعيشية الخانقة التي يعيشونها، مضيفاً: "هذه الحملة من عطشانين إلى عطشانين".
وأكد أن أوضع المياه في دير الزور لا تقل مأساوية عن الحسكة، إذ تعاني من انقطاع مستمر للمياه، ما يجبر الأهالي على شراء صهاريج المياه بأسعار باهظة.
العطش يهدد سكان الحسكة
وسيطر الجيش الوطني السوري بمساندة القوات التركية على محطة مياه "علوك" خلال عملية "نبع السلام" العسكرية في تشرين الأول 2019. ومنذ ذلك الحين، توقفت المحطة أكثر من 36 مرة، امتد بعضها لأشهر طويلة وسط تقاذف الاتهامات بين "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) والجيش الوطني بمسؤولية توقف المحطة التي تعد المصدر الرئيس للمياه في الحسكة، بالرغم من تدخل منظمات دولية إلى جانب القوات الروسية لتحييد المحطة.
وينص التفاهم بين الجيش الوطني و"قسد" على تزويد مناطق عملية "نبع السلام" ومحطة علوك بالكهرباء من المحطة الواقعة ضمن مناطق "قسد"، مقابل ضخ المياه من محطة علوك. وفي الثالث من حزيران الماضي، عادت محطة علوك للعمل بعد الاتفاق بوساطة منظمة "اليونيسيف" وتزويد "الإدارة الذاتية" مناطق المعارضة السورية بالكهرباء مقابل ضخ مياه الشرب لمدينة الحسكة، إلا أن ضخ المياه توقف مجدداً بعد عدة أيام، إلى أن خرجت المحطة تدريجياً عن الخدمة.