icon
التغطية الحية

غطفان غنوم يروي قصصاً مؤثرة من "بابا عمرو" ويتحدث عن "ابتسم أيها الجنرال"

2024.09.02 | 19:24 دمشق

غطفان غنوم يروي قصص مثيرة عن حي "بابا عمرو".. ماذا قال عن "ابتسم أيها الجنرال"؟
غطفان غنوم يروي قصصا مؤثرة عن حي "بابا عمرو" ويتحدث عن "ابتسم أيها الجنرال"
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

استعاد الفنان السوري غطفان غنوم خلال لقاء في برنامج "ما تبقى" على شاشة تلفزيون سوريا، ذكريات مؤلمة وأحداثاً مثيرة عاشها بحي "بابا عمرو" في حمص، حيث اندلعت شرارة الثورة السورية. 

ولفت غنوم إلى أنه توقع منذ بدأ الثورة السورية انتفاضة بابا عمرو ضد النظام السوري بسبب التهميش الذي عانى منه سكان الحي، مشيراً إلى أن الحي كان يغلي دوماً بسبب وجود عدد كبير من المثقفين واليساريين والإسلاميين ومن كل الأطياف التي شكلت نسيجاً فريداً.

وأضاف: "عندما اندلعت الثورة، بدأت المظاهرات بشكل مباشر في حي باب عمرو، وكنت في الشام، وبعد فترة ذهبت إلى باب عمرو. كانت الأمور سيئة، والحارة محاصرة ومقطوعة عن العالم الخارجي. لكن رغم كل هذا الحصار، لأول مرة في حياتي شعرت بأنني حر. والله، إنه شعور غريب! كأنك تختار لأول مرة مكانك في هذه الحياة".

وسرد غنوم أيضاً مشهداً مؤثراً لن ينساه حدث أمامه في بابا عمرو، حيث شهد تشييعاً حاشداً لشهداء الحي، تبعه مشهد صادم عندما جلب النظام السوري مجموعات تهتف بشعارات طائفية "شنيعة"، بهدف تأجيج الوضع.

غطفان غنوم: خرجت بأعجوبة من حيّ "بابا عمرو"

وفي روايته عن مغادرته الحي، كشف غنوم أنه خرج بأعجوبة من "بابا عمرو" بفضل تدخل والده الذي أخرجه بسيارته، بعد أن وصله خبر من صديقة مقربة من أجهزة النظام الأمنية بأن الحي سيدمر بشكل كامل قريباً. 

وعن تلك اللحظات العصيبة قال: "اتصلت بي صديقة من دمشق وقالت لي خبر أهلك والناس أن بابا عمرو ستدمر بشكل كامل. وكنت أصدقها لأن لديها علاقاتها الأمنية رغم أنها في باطنها كانت معنا".

وأضاف: "بسبب عملي في الشام، كنت مضطراً للخروج من بابا عمرو. لأنني كنت أنتج فيلمي الأخير، وحظي ساعدني على الخروج في الوقت المناسب.. خرجت ووجدت أن حي بابا عمر محاصر، وبدأ تدميره".

وتابع: "سمع الناس والاهالي أن الدبابات وصلت إلى مشارف باب عمرو.. وعندما أيقظتني أمي، هرعت للخروج فوراً.. ركبت في سيارة أبي وأنا منبطح ورجلي كانت ترتعش من شدة الخوف. عندما خرجنا من المدينة، جلست بجانب والدي وقلت له: الحمد لله أننا استطعنا الهروب".

غطفان غنوم يتحدث عن الفن مع بداية ولاية بشار الأسد

تحدث الفنان السوري غطفان غنوم عن تجربته في بداية ولاية بشار الأسد، حيث أشار إلى أن النظام السوري روج لفكرة "الشفافية والحرية" مع بداية حكم الأسد، مما دفع الكثيرين للاعتقاد بأن هناك مساحة حقيقية للتعبير عن الرأي. 

وأوضح غنوم أنه خلال مشاركته في مهرجانات مسرحية بدمشق وحمص، أُوحي للجميع بوجود حرية تعبير، وهو ما دفعه للشعور بالخداع مثل الكثيرين.

وفي إحدى المناسبات، وبعد عرض مسرحي، تم استدعاؤه لإبداء رأيه حول أسباب تأخر المسرح في سوريا، فاغتنم الفرصة وصعد إلى المنبر ليعبر عن رأيه بصراحة، مشيراً إلى أن المشكلة الحقيقية في سوريا هي غياب الحريات، مؤكداً أن المسرح يجب أن يكون مساحة للحرية، إلا أنه مراقب أمنياً شأنه شأن كل جوانب الحياة في البلاد.

ولم تمضِ سوى نصف ساعة حتى تلقى غنوم تحذيراً من نقيب الفنانين بأن قوات الأمن ستستدعيه، ونصحه بالهرب من المركز الثقافي فوراً. وبالفعل، في صباح اليوم التالي، استيقظ ليجد عناصر أمن الدولة في منزله، مما أكد له أن "الشفافية والحرية" التي روج لها النظام لم تكن سوى خدعة.

غطفان غنوم يتحدث عن مسلسل "ابتسم أيها الجنرال"

وعن تجربته في مسلسل "ابتسم أيها الجنرال"، أعرب غنوم عن رضاه التام عن دوره في العمل وشكر الكاتب سامر رضوان على النص الرائع الذي منحه هذه الفرصة. 

وأوضح أن العمل كان تحدياً كبيراً، خاصة أنه يتحدث عن قصة حصلت في سوريا ولكن تم تصويره في تركيا. 

وأبدى غنوم استياءه من الانتقادات التي وجهت للمسلسل قبل عرضه، لا سيما من بعض جمهور الثورة الذين اتهموه بأنه سيعرض على الفضائية السورية التابعة للنظام، ودعاهم للاعتذار بعد أن تأكدوا من محتواه الحقيقي.

غطفان غنوم يتحدث عن مسلسل "الخروج من البئر" 

أما فيما يتعلق بمسلسل "الخروج من البئر" للكاتب سامر رضوان والذي أعلن عن بدأ العمل عليه مؤخراً، كشف غنوم أنه لم يقرر بعد مشاركته في العمل، رغم إعجابه الكبير بالنص، معرباً عن أمله في أن يحقق نجاحاً يضاهي نجاح "ابتسم أيها الجنرال".

وتطرق غنوم إلى موقفه من الثورة السورية، مؤكداً أنه شارك فيها لأنه كان يرى أن النظام قمعي وإجرامي، مشيراً إلى أن كل سوري لديه جرح عميق كان يجب أن يثور في يوم من الأيام على هذا النظام. 

وأضاف: "أعتقد أن كل من ساند النظام السوري بوعي وعن قصد فهو شرير، أما من وقف مع الثورة فهو إنسان جيد".

غطفان غنوم يتحدث عن المعهد العالي للفنون في سوريا

واختتم غنوم حديثه بالحديث عن المعهد العالي للفنون في سوريا، موضحاً أن المؤسسة تخضع لرقابة أمنية مشددة، مثلها مثل باقي المؤسسات في البلاد. 

وأشار إلى أن المعهد، رغم ما يشاع عن دخول البعض إليه بالواسطة، يبقى مكاناً حساساً لتكوين الفنانين والمفكرين، مما يجعله تحت أعين النظام باستمرار.

وقال: "الوسط الفني في سوريا مهيأ أمنياً للدفاع عن النظام السوري والمسلسلات في سوريا التي تنتقد النظام وتتحدث عن الفساد هي تنفيس ولا تطال المسبب الرئيسي لهذا السبب".

من هو "غطفان غنوم"؟

غطفان غنوم هو ممثل ومخرج سينمائي سوري ولد عام 1976 بحي بابا عمرو في حمص، وعاش متنقلاً بين مدينته والعاصمة السورية دمشق.

تخرج غنوم عام 2006 من الأكاديمية الفنية الحكومية في جمهورية مولدافيا الشعبية عن قسم الإخراج السينمائي، وهو من أبرز أعضاء النقابة السينمائية ونقابة الصحفيين في فنلندا.

ناصر غطفان غنوم الثورة السورية منذ اندلاعها وأنجز فيلماً وثائقياً عن مدينة القصير سماه "بورتريه مدينة ثائرة"، ثم غادر سوريا متجها إلى فنلندا عام 2014.

شارك غنوم في العدد من الأعمال السينمائية والأفلام الوثائقية والمسرح، ومن أبرز أعماله: "قمر في سكايب، بوردينغ، بورتريه مدينة ثائرة"، كما شارك في عدد من الأعمال التلفزيونية ومن أهمها: "الولادة من الخاصرة وابتسم أيها الجنرال".