ارتفعت أسعار المواد الغذائية المصنوعة من القمح في الأسواق على وقع ارتفاع أسعاره عالمياً، حيث ارتفع سعر كيلو الطحين المعبأ الزيرو من 2500 ليرة إلى 3000 ليرة، وسط شحه في الأسواق نتيجة احتكار بعض التجار له، وفقاً لبائعي المفرق.
وارتفع سعر ربطة الخبز السياحي الكبيرة من 2500 ليرة إلى 2800 – 3000 ليرة، بينما ارتفع سعر المعجنات نحو 25 – 50 ليرة لكل قرص بحسب نوعه وحجمه، وبالتوازي ارتفع سعر كيلو الكعك إلى أكثر من 8000 ليرة.
وبحسب الأمم المتحدة يعاني 12.4 مليون سوري من انعدام الأمن الغذائي، ويعيش 90% منهم تحت خط الفقر، ما يجعل ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية يهدد مستقبلهم.
وحذر صندوق النقد الدولي أخيراً، من نتائج "مدمرة" على الاقتصاد الدولي في حال استمرت الحرب في أوكرانيا، بينما حذّر برنامج الغذاء العالمي من عواقب الحرب، قائلاً إنها ستنقل أزمة الجوع العالمية إلى مستويات "تتجاوز أي شيء رأيناه من قبل".
وارتفعت أسعار السندويش بأنواعه في دمشق، حيث وصل سعر سندويشة الفلافل في بعض المحال إلى أكثر من 2000 ليرة وتراوح سعر القرص بين 150 – 200 ليرة بحسب تصنيف المحل ومكانه، بعد أن كان بين 100 – 125 ليرة.
وأكد أصحاب بعض محال الفلافل أن أسباب ارتفاع الأسعار، هو ارتفاع سعر زيت النخيل الذي وصل سعر التنكة (25 لتراً) إلى 225 – 250 ألف ليرة تبعاً للنوع، إضافة إلى ارتفاع أسعار ورق اللف وأسعار أكياس النايلون، وكل ما يدخل في كلف العمل اليومي.
وكانت محافظة دمشق قد رفعت أسعار بدل خدمات المطاعم والمقاهي والمتنزهات والمأكولات الشعبية والسندويش والمعجنات، في تشرين الثاني العام الماضي، ولم يصدر بعد تلك التسعيرة أي تسعيرة جديدة.
ووفقاً للنشرة الأخيرة، حدد سعر كيلوغرام المسبحة بـ 4200 ليرة سورية بينما وصل سعره اليوم في بعض المحال إلى 6000 ليرة، وحدد كيلو الفول بـ 2000 ليرة بينما يصل سعره حالياً إلى أكثر من 3000 ليرة.
شح في المواد
وتعاني الأسواق في دمشق من شح واضح في بعض المواد، من أهمها الرز الذي وصل سعر كيلو القصير منه إلى 5500 ليرة سورية، إضافة إلى لتر الزيت النباتي الذي وصل سعره إن وجد إلى 15 ألف ليرة سورية.
ووصل سعر كيلوغرام لحمة الغنم الهبرة إلى 40 ألف ليرة، وقد يرتفع أكثر تبعاً للجزء المأخوذة منه، في وقت توقع فيه عدد من اللحامين قفزة قادمة في الأسعار، بسبب انعكاس الحرب في أوكرانيا على أسعار الأعلاف التي أصبحت تختلف بين يوم وآخر ارتفاعاً.
وقال عضو لجنة مربي الدواجن حكمت حداد، لصحيفة "الوطن" أخيراً، إن "التجار استغلوا تطورات الأزمة الأوكرانية وقاموا برفع أسعار الأعلاف خلال الأيام القليلة الماضية من دون أي مبرر، حيث أصبح سعر طن الذرة في المرفأ بحدود 1.650 مليون ليرة سورية وفي السوق 1.700 مليون ليرة وأصبح سعر طن كسبة فول الصويا في المرفأ بحدود 2.950 مليون وفي السوق بحدود 3 ملايين".
وأوصى رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية، فارس شهابي، أخيراً بـ "شد الأحزمة" لأن الحرب الروسية على أوكرانيا ستصيب الاقتصاد السوري بالتأكيد، بينما أكد وزير الاقتصاد في حكومة النظام محمد سامر الخليل أن "اقتصاد سوريا ليس بمنأى عن الأزمة".
وكانت الحكومة رفعت خلال 2021 أسعار المواد والسلع الأساسية المدعومة كالخبز والسكر والرز، بالإضافة إلى رفع أسعار المازوت والبنزين والغاز، والكهرباء والاتصالات، وإزالة الدعم عن أكثر من 600 ألف شخص قبل نهاية العام، في ظل انهيار الليرة السورية وتلاشي قيمتها الشرائية مع تدنّي الرواتب في القطاعين العام والخاص.
وقال وزير التجارة الداخلية عمرو سالم لإذاعة "شام إف إم" إن "الأحداث ستؤثر على عمليات الشحن من روسيا، إضافة إلى تأثيرها على التحويلات المالية". مضيفاً أن "أنباء الحرب في أوكرانيا تثير الذعر بالأسواق السورية، إذ إن الأحداث دفعت عدداً من التجار لرفع الأسعار وتخزين المواد".
وقال عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق محمد الحلاق لإذاعة ميلودي، إن أي رفع يطرأ على رسوم قناة السويس من رسوم عبور، أو غيرها من نفقات خاصة بنقل وشحن وأسعار نفط سيكون له منعكسات على ارتفاع الأسعار محلياً وهو خارج عن إرادتنا.
وانهارت قيمة الليرة السورية إلى 3785 مقابل الدولار الأميركي يوم الثلاثاء الأسبوع الماضي، منخفضةً بنحو 115 ليرة سورية خلال أسبوع، على وقع الحرب في أوكرانيا والعقوبات التي فرضت على روسيا، بينما ارتفعت أسعار السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية بشكل "جنوني" في الأسواق، وتجاوز الارتفاع الـ 40% لبعض السلع.