أغلقت السلطات التركية، أمس الإثنين، جميع المعابر الحدودية التي تربطها مع شمال غربي سوريا، إثر التطورات الأخيرة في مدن وبلدات ريف حلب الشمالي، احتجاجاً على الاعتداءات التي تعرض لها سوريون في ولاية قيصري.
وقالت مصادر محلية لموقع "تلفزيون سوريا"، إن الجانب التركي أغلق معابر باب السلامة والراعي وجرابلس شمالي حلب، من دون تحديد موعد لإعادة عملها، بعدما شهدت هذه المعابر وقفات احتجاجية ومظاهرات غاضبة تطورت لاحقاً إلى محاولات اقتحامها.
كما أغلق الجانب التركي معبر باب الهوى الحدودي شمالي إدلب أيضاً، على الرغم من عدم خروج احتجاجات في المنطقة، وفقاً للمصادر.
ومساء الإثنين، أعلنت إدارة معبر باب الهوى إغلاقه أمام المسافرين والمرضى والشاحنات حتى إشعار آخر.
تبعات أحداث قيصري تمتد إلى الشمال السوري
وشهدت ولاية قيصري، ليل الأحد-الإثنين، أعمال عنف استهدفت ممتلكات السوريين، حيث أقدم مواطنون أتراك على حرق محال السوريين وتكسير سياراتهم، كما رموا منازلهم بالحجارة، في أحداث تُعتبر الأعنف ضد السوريين في تركيا، منذ بدء موجة اللجوء إليها، وذلك على خلفية ادعاءات بتحرش سوري بطفلة سورية من أقاربه.
ورداً على أحداث قيصري، خرجت مظاهرات في عدة مناطق شمال غربي سوريا، يوم الإثنين، وأزال المتظاهرون الأعلام التركيّة من كلّ الشوارع والمرافق الخدمية والمدنيّة في المنطقة.
وتطورت المظاهرات إلى اقتحام المعابر الحدودية مع تركيا ومقار عسكرية وخدمية في مدن جرابلس وعفرين، كما رمى متظاهرون الحجارة على عربات للأمن والجيش التركي.
توقيف 67 شخصاً على خلفية أحداث قيصري
وفي وقت سابق الإثنين، أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا، توقيف 67 شخصاً يشتبه باعتدائهم على أملاك للسوريين في ولاية قيصري.
وأشار الوزير في تغريدته على موقع "إكس" إلى أن "المواطنين تجمعوا في المنطقة بعد ذلك، وتصرفوا بطريقة غير لائقة بقيمنا الإنسانية، حيث قاموا بأعمال غير قانونية وألحقوا أضراراً بمنازل ومحال وسيارات تعود لأشخاص يحملون الجنسية السورية".
وجاءت أحداث قيصري، بالتزامن مع حملة أمنيّة مكثّفة تستهدف اللاجئين السوريين في ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، حيث تُجري السلطات التركية عمليات تفتيش واسعة النطاق على منازل اللاجئين وأماكن عملهم، وفي الأسواق والمولات ومحطات المواصلات.