وصلت إلى مطار حلب الدولي، صباح اليوم الثلاثاء، أول شحنة مساعدات إغاثية مقدمة من السعودية للمتضررين من جراء الزلزال، وذلك في أول وصول معلن لمساعدات من المملكة للمناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري منذ العام 2011.
وأظهرت الصور التي نشرتها وكالة أنباء النظام السوري "سانا" أن المساعدات وصلت إلى مطار حلب عبر طائرة تابعة لشركة الشحن الجوي الإماراتية (بو شماس).
وقال مدير فريق الجهود المشتركة لإغاثة المتضررين من الزلزال في السعودية، فالح السبيعي، "إننا نقف إلى جانب الشعب السوري الشقيق ونقدم التعازي له بهذا المصاب الجلل"، وفقاً لتلفزيون النظام السوري.
وأضاف أن الطائرة تحمل 35 طناً من المساعدات الإغاثية وتضم مواد غذائية وطبية وخيماً، وهي الأولى ضمن سلسلة طائرات، حيث ستصل طائرة يوم غد، وثالثة بعد غد، وإن كانت هناك حاجة سيجري إرسال طائرات أخرى.
وأشار إلى أن القيادة السعودية وجهت بمساعدة المتضررين من الزلزال في جميع المناطق السورية، مؤكداً أنها لن تتوقف عن دعم الشعب السوري وهي جاهزة لتقديم أي عون في المستقبل.
مغادرة الطائرة الإغاثية الثامنة متوجه إلى مطار حلب الدولي ضمن الجسر الجوي السعودي لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا.https://t.co/MWiC1hfo7q#واس_عام pic.twitter.com/uNEL42ONsN
— واس العام (@SPAregions) February 14, 2023
87 طائرة مساعدات
وحطت يوم أمس الثلاثاء نحو عشر طائرات مساعدات مقدمة من عدة دول في مناطق سيطرة النظام السوري، ليصل عدد الطائرات التي هبطت منذ وقوع الزلزال الأسبوع الفائت إلى 87 طائرة، ليتوازى وصول هذه الطائرات مع وصول قوافل المساعدات عبر الحدود العراقية والأردنية واللبنانية، بحسب ما أعلنت وسائل إعلام مقربة من النظام.
وصول الطائرة الإغاثية الثامنة إلى مدينة حلب ضمن الجسر الجوي السعودي لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا.https://t.co/3Kqob68lqQ#واس_عام pic.twitter.com/lQjzIuuX2u
— واس العام (@SPAregions) February 14, 2023
تقصير فاضح في مساعدة شمال غربي سوريا
وفي المقابل، يشهد شمال غربي سوريا وضعاً صعباً للغاية، من جراء العقبات وشح الإمكانيات والآليات والمعدات اللازمة لعمليات الإنقاذ والفرق الطبية، فضلاً عن تشريد عشرات الآلاف من السوريين وتهدم الأبنية والمرافق في المنطقة التي يمكن وصفها بأنها الأكثر تضرراً من الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا.
وأقرت الأمم المتحدة بفشلها في مساعدة آلاف المدنيين السوريين، وعجزها عن إيصال المساعدات إلى المنكوبين في الشمال السوري، حيث قال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ تغريدة على تويتر: "خذلنا سكان شمال غربي سوريا... إنهم على حق في شعورهم بالتخلي عنهم.. يتطلعون إلى مساعدة دولية لم تصل أبداً".
التطبيع على حساب الضحايا
ويسعى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لتحقيق مكاسب سياسية من كارثة الزلزال الذي دمر أجزاء واسعة من البلاد، ويضغط من أجل إرسال المساعدات الإنسانية عبر مناطقه للتحرر تدريجياً من العزلة الدولية المفروضة عليه.
ووسط فيض التعاطف مع الشعب السوري بعد الزلزال المدمر، انتهز النظام السوري الفرصة لتكرير مطالبه بضرورة التنسيق معه بشأن المساعدات، في حين لم تظهر الدول الغربية ما يفيد باستعدادها لتلبية هذا المطلب أو التعامل مع الأسد مرة أخرى، إلا أن ما يخدم النظام هو صعوبة إرسال مساعدات من تركيا إلى شمال غربي سوريا.