نقلت شبكة "CNN" الأميركية عن مصادر دبلوماسية سودانية وإقليمية قولها إن مجموعة مرتزقة "فاغنر" الروسية تزود "قوات الدعم السريع" في السودان بالصواريخ للمساعدة في قتالها ضد الجيش السوداني، عبر القاعدة الروسية في مدينة اللاذقية على الساحل السوري.
وقالت المصادر إن مجموعة "فاغنر" زودت "قوات الدعم السريع" بصواريخ أرض – جو، التي دعمت بشكل كبير مقاتلي قوات الدعم، وقائدهم محمد حمدان دقلو، الذي يقاتل على السلطة مع الحاكم العسكري للسودان وقائد القوات المسلحة، الجنرال عبد الفتاح البرهان.
ووفق "CNN"، فإن "صور الأقمار الصناعية تدعم هذه الادعاءات، حيث رصدت الصور على الحدود مع ليبيا، حيث يسيطر الجنرال خليفة حفتر، المدعوم من فاغنر، تظهر دلائل على زيادة عادية في النشاط على قواعد فاغنر".
وتظهر صور الأقمار الصناعية، التي حللتها الشبكة ومجموعة "كل العيون على فاغنر"، طائرة نقل روسية تتنقل بين قاعدتين جويتين ليبيتين رئيسيتين تابعتين لحفتر، وتستخدمهما مجموعة "فاغنر"، الخاضعة للعقوبات.
وأوضحت مصادر الشبكة أن "حفتر دعم قوات الدعم السريع رغم أنه ينفي انحيازه لأي طرف، وتشير زيادة نشاط "فاغنر" في قواعد حفتر، إلى جانب مزاعم مصادر دبلوماسية سودانية وإقليمية، على أن كلاً من روسيا والجنرال الليبي ربما كانا يستعدان لدعم قوات الدعم السريع حتى قبل اندلاع العنف".
#روسيا أحد الأطراف.. #السودان ساحة جديدة لمعركة تحركها أطراف خارجية
— تلفزيون سوريا (@syr_television) April 27, 2023
تقرير: أحمد إسماعيل العاصي#تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/I2AvlwfNZT
من اللاذقية إلى شمال غربي السودان عبر ليبيا
ووفق صور الأقمار الصناعية ومركز أبحاث "غريجون" في هولندا، فإن "الزيادة الطفيفة في حركة طائرات النقل من طراز إليوشن 76 بدأت قبل يومين من بدء الصراع في السودان، السبت الماضي، واستمرت حتى يوم أمس الأربعاء على الأقل".
وتشير الصور إلى أن تلك الطائرة، وهي واحدة من فئة الطائرات المعروفة باسم "Candid" والمصنفة لدى حلف شمال الأطلسي، حلقت من قاعدة خادم التابعة لخليفة حفر في ليبيا إلى مدينة اللاذقية على الساحل السوري، حيث يوجد قاعدة جوية لروسيا، يوم الخميس 13 من نيسان، ومن ثم حلقت الطائرة من اللاذقية إلى خادم.
وفي اليوم التالي، وهو اليوم الذي اندلع فيه الصراع في السودان، حلقت الطائرة مرة أخرى إلى قاعدة أخرى تابعة لخليفة حفتر في مدينة الجفرة الليبية، وكانت متوقفة في منطقة منعزلة، الأمر الذي اعتبره مركز "غريجون" غير عادي.
والثلاثاء الماضي، عادت طائرة النقل إلى اللاذقية، قبل أن تتجه عائدة إلى قاعدة خادم ثم إلى الجفرة، وفق بحث مركز "غريجون"، وفي ذلك اليوم، أسقطت روسيا أسلحة، بما فيها صواريخ "أرض – جو" إلى مواقع "قوات الدعم السريع" شمال غربي السودان.
الاشتباكات في السودان
ومنذ 15 من نيسان الجاري، وتستمر الاشتباكات المسلحة العنيفة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، و"قوات الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بعد أشهر من التوترات بين الطرفين اللذين كانا شريكين في السابق، في حين اتسعت دائرة الاشتباكات لتشمل 9 ولايات سودانية، إثر تصاعد الخلافات بين الرجلين، ما يهدد بخروج الأمور عن السيطرة.
ويتبادل الطرفان الاتهامات ببدء كل منهما هجوماً على مقار تابعة للآخر، بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلا منهما، في حين أدى الانزلاق السريع والمفاجئ إلى الصراع إلى مقتل ما لا يقل عن 459 شخصاً، فضلاً عن الإضرار بمستشفيات وخدمات أخرى وتحويل المناطق السكنية إلى مناطق حرب.