ذكرت مصادر إعلامية تركية، اليوم الخميس، أن الشرطة التركية شكلت فريقاً خاصاً للتحقيق وتعقب ثلاثة متهمين أتراك قتلوا الشاب السوري شريف الأحمد في باغجلار بإسطنبول بتأثير من الخطاب العنصري الذي تقوده بعض الأحزاب السياسية في تركيا.
ونقلت صحيفة "يني شفق" التركية عن الشرطة أن الموضوع مسألة وقت، حيث يعمل الفريق على فحص جميع الكاميرات الموجودة في طريق الهروب لأجل القبض على المتهمين الثلاثة وهم "عزت . ي" و"يوسف أ."، و"ميرت ب. ع.".
ومنذ يوم الجريمة في 6 من حزيران الجاري، شكلت الشرطة التركية فريقاً خاصاً بدأ في التعقب والبحث وجمع المعلومات وتسجيلات الكاميرات للمشتبه بهم.
وعمل فريق التحقيق على تتبع كل الصور والكاميرات التي يمكن أن يكون للمتهمين صلة بها، مع تحديد العناوين والبيوت التي من الممكن أن يختبؤوا فيها.
عائلة شريف تريد العدالة
وما تزال عائلة شريف الأحمد في حالة من الصدمة والذهول جراء جريمة القتل العنصرية التي تعرض لها ولدهم.
وقالت أسرة شريف التي تتقبل تعازيها بالشاب الراحل في قرية حفصرجة بريف إدلب، إنها ترغب في "إلقاء القبض على القتلة في أسرع وقت ممكن"، بحسب الصحيفة.
وصرح طارق الأحمد أحد أقرباء شريف للصحيفة: إننا "نريد تحقيق العدالة" مضيفاً "لم يتصل بنا أحد ويعزينا بوفاة شريف، ولم يشر الإعلام التركي للحادثة، خصوصاً أن ابننا وقع ضحية اعتداء عنصري".
ولفت إلى أن العائلة كانت تود رؤية شريف في بدلة عرسه، وليس بالكفن ميتاً، نريد القبض على القتلة ومحاكمتهم.
استفزاز الأحزاب العنصرية
وأكّدت الصحيفة أكثر من مرة أن الخطاب العنصري المعادي للأجانب الذي يقوده زعيم حزب النصر أوميت أوزداغ، وحزب الشعب الجمهوري، وحزب الجيد أدى إلى تصعيد العنف العنصري تجاه اللاجئين السوريين والأجانب.
وبينت الصحيفة أن هذه الأحزاب تقوم بنشر معلومات مضللة عن السوريين المقيمين في تركيا كل يوم على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، وتنجح في استفزاز أتباعها ما يؤدي إلى تفاقم الأمور.
وأمس الأربعاء، أوردت الصحيفة صور المتهمين الثلاثة، مؤكدة أن لديهم سجلاً حافلاً بالجرائم، حيث تبين أن M.B. Ö لديه 22 سابقة، و Y.A لديه 17 سابقة، وA.Y. لديه 24 سابقة.
الجريمة من شهودها
وفي وقت سابق، قال "محمد" وهو أحد أصدقاء الشاب لموقع "تلفزيون سوريا"، إن "مجموعة مؤلفة من 6 شبان أتراك تجمعوا بجانب نافذة منزل الشاب شريف الذي يعيش مع شقيقه الأصغر (16 عاماً) وأصدقائه في سكن شبابي بمحلة (ديمير كابي) بمنطقة باغجلار بحدود الساعة الخامسة فجر يوم الإثنين".
وأضاف أن "المجموعة طرقوا نافذة المنزل (قبو) وبدؤوا بشتم الشبان السوريين، الذين خرجوا على إثرها لملاحقتهم، ولكن لم يجدوهم، وبعد ساعة تقريباً نحو الساعة السادسة عاد ثلاثة من أفراد المجموعة، وكرروا فعلتهم بطرق النافذة وشتم السوريين".
خرج المغدور شريف مرة أخرى لملاحقتهم، وفور خروجه أطلق أحد أفراد المجموعة النار على فخذه اليسرى، وعندما سقط على الأرض أطلق عليه رصاصة أخرى في رأسه. وفق صديق الشاب الذي أشار إلى أن "شريف كان يتنفس عندما جاءت سيارة الإسعاف، ولكنه فقد حياته ولم تتمكن الفرق من إنقاذ حياته".
مقتل شاب سوري طعناً في مدينة إسطنبول
وفي كانون الأول الفائت قتل الشاب السوري نايف النايف المنحدر من قرية (حربنوش) بريف إدلب، طعناً في مدينة إسطنبول، على يد عصابة مكونة من 8 أشخاص من الجنسيتين التركية والأفغانية. حيث ادعى أفراد العصابة بأنهم من الشرطة واقتحموا منزل الشاب بعد تكسير الأبواب، وطعنوا الشاب نايف في صدره، فقد على إثرها حياته.