أصبح الطالب الذي فر برفقة أسرته من الحرب في سوريا إلى إيرلندا الشمالية يساعد اللاجئين والفئات الضعيفة في مجتمعه حالياً، وذلك عبر مبادرته التطوعية التي حازت على جائزة نقاط النور اليومية التي يقدمها رئيس الوزراء في تلك البلاد.
يبلغ هذا الطالب من العمر، واسمه حسان الخوام، 24 عاماً، ويعيش في مقاطعة لورغان التي وصل إليها مع أسرته بعد مغادرتهم لسوريا في عام 2017.
قبل الوصول إلى إيرلندا الشمالية، مرض والد حسان ولم يعد بوسعه أن يزاول أي عمل، ما فرض على حسان ترك الدوام الكامل بدراسته، والالتزام بوظيفة لإعالة أسرته.
غير أن صندوق الأمير قام بتغطية نفقات دراسة اللغة الإنكليزية بالنسبة لحسان وذلك لمساعدته على التسجيل في الجامعة والمشاركة في برنامج تدريبي وتعليمي مدته شهر يقدم لفئة الشباب المهارات والخبرات والثقة التي تلزمهم لإيجاد وظيفة في قطاع التجزئة.
واليوم يدرس حسان هندسة البرمجيات في جامعة الملكة ببيلفاست بعدما تحول الدعم الذي تلقاه إلى مصدر إلهام بالنسبة له دفعه لمساعدة غيره من اللاجئين والفئات المستضعفة في المجتمع وتمكينها لتحصل على المساعدة التي سبق له أن تلقاها.
ولهذا أقام حسان من خلال مشروع "الحياة في إيرلندا الشمالية" مكتباً لتقديم المشورة والنصائح حول السكن والوظيفة إلى جانب توفير خدمات الترجمة ومساعدة اللاجئين على تطوير علاقاتهم الاجتماعية وإيجاد فرص للتعلم واكتساب المهارات التي تتيح لهم الاندماج بصورة أفضل داخل المجتمع المحلي.
وحول ذلك يقول حسان: "لي الشرف أن يتم اختياري من بين كثيرين كرسوا وقتهم وجهدهم لقضايا نبيلة مختلفة في عموم المملكة المتحدة، فهذه الاحتفالية هي بكل وضوح أهم مناسبة أحضرها منذ وصولي إلى المملكة المتحدة، حيث تم الترحيب بي وبأسرتي بعدما اضطررنا للهرب من بلدنا التي مزقتها الحرب. وبما أنني أحد الذين أسسوا مشروع "الحياة في إيرلندا الشمالية" لذا فإنني أعتقد بأن تبرعي بوقتي وشيء من خبراتي للآخرين الذين وجدوا أنفسهم يعيشون ظروفاً مشابهة يعتبر أقل شيء بوسعي أن أعبر من خلاله عن امتناني للمجتمع وللقادمين الجدد إلى هذه البلاد. وهنا أود أن أخبركم بأن من يضطلع بهذه المبادرة اليوم هم متطوعون ولذا فإن كل الشرف والثقة تعود للأشخاص الذين ينتمون للمجتمع الذي أنتمي إليه والذين أسهموا بشكل كبير في تحقيق النتائج الناجحة التي حققتها هذه المنظمة حتى الآن".
يذكر أن حسان تعاون أيضاً مع مؤسسة ريو فيرديناند وذلك من أجل إقامة بطولات في كرة القدم تجمع بين أفراد من مجتمع اللاجئين في البلاد.
وبعدما هنأ براندون لويس وهو وزير خارجية إيرلندا الشمالية حسان على الجائزة التي فاز بها، قال: "أود أن أهنئ حسان على التكريم الذي يستحقه إسهامه الكبير ضمن مجتمعه المحلي في مقاطعة آرما وفي عموم إيرلندا الشمالية. وذلك لأن دعم حسان للاجئين والضعفاء من خلال مبادرة "الحياة في إيرلندا الشمالية" الخيرية يستحق كل الإعجاب والتقدير ويعكس الأثر الإيجابي الذي يمكن أن يخلفه الشباب على المجتمع هنا في إيرلندا الشمالية. وبما أنه عانى من مصاعب شاقة وأنجز الكثير بالرغم من أن عمره لم يتجاوز 24 عاماً، أتطلع شوقاً لما يمكن لحسان أن ينجزه مستقبلاً".
حسان هو الشخص رقم 1885 الذي حصل على جائزة نقاط النور اليومية التي يقدمها رئيس الوزراء، والتي تم تقديمها للمرة الأولى في نيسان من عام 2014 تقديراً لأشخاص مميزين تركوا أثراً وبصمة في المكان الذي يعيشون فيه.
إذ يتم اختيار شخص واحد كل يوم يعيش في أحد مناطق المملكة المتحدة ليحصل على هذه الجائزة إلى جانب الاحتفاء بإنجازاته الفريدة، وقد حصل على تلك الجائزة المئات من اللاجئين الذين تم الاعتراف بما قدموه من جهود خدمة للمجتمعات التي يعيشون فيها طوال فترة تفشي جائحة فيروس كورونا.
المصدر: بيلفاست لايف