icon
التغطية الحية

صور نصر الله ومجالس عزاء وسط دمشق ومخاوف من تصعيد إسرائيلي في سوريا

2024.09.30 | 20:35 دمشق

646477
صور نصر الله ومجالس عزاء وسط دمشق
 تلفزيون سوريا ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

امتلأت جدران العديد من أحياء العاصمة السورية دمشق بصور زعيم "حزب الله" حسن نصر الله، وأقيمت مجالس عزاء في بعض أحيائها، وسط مخاوف من اتساع رقعة التصعيد الإسرائيلي ليشمل مناطق النظام السوري.

في ساحة الأمويين وسط دمشق، تنقل شاشة عملاقة على مدار الساعة ما يبثّه تلفزيون النظام (الرسمي): صورة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي قتل بغارة اسرائيلية الجمعة، وإلى جانبها ضيوف ومحللون يتناوبون على الكلام، وفق ما رصد تقرير لوكالة "فرانس برس".  

والحال في المقاهي والشوارع كما هي على الشاشات؛ حيث يطغى الحدث على سواه، وسط ترقب لتداعيات محتملة وخشية من أن تتوسّع رقعة التصعيد الإسرائيلي لتطال الأراضي السورية التي لم تكن أساساً بمنأى عن غارات ركزت في الأيام الأخيرة على نقاط قريبة من المعابر الحدودية مع لبنان.

في أحد أزقة دمشق، يقول التاجر أيهم باردة (30 سنة) في طريقه إلى عمله: "تلقّينا خبر استشهاد السيد نصر الله بصدمة كبيرة، حدث مأساوي حلّ علينا وعلى الأمة العربية". ويضيف "خسرنا شخصاً له مكانة كبيرة، اعتدنا عليه وعلى إطلالاته".

"حضور" نصر الله

حظيت إطلالات نصر الله بمتابعة واسعة في سوريا، خصوصاً منذ أن تدخل حزبه بشكل علني في عام 2013 في النزاع الذي عصف بالبلاد في العام 2011. ودلالة على الارتباط الوثيق بين دمشق (النظام) والحزب، بعث بشار الأسد أمس الأحد رسالة تعزية إلى عائلة نصر الله، قال فيها "يبقى الشهيد نصر الله في ذاكرة السوريين وفاء لوقوفه على رأس المقاومة الوطنية اللبنانية إلى جانب سوريا في حربها ضد أدوات الصهيونية".

وساهم تدخّل حزب الله، المدعوم من طهران، في سنوات النزاع الأولى، في ترجيح كفة الميدان لصالح نظام الأسد على جبهات عدة. وشكّلت سوريا بدورها أحد حلفاء حزب الله، ولطالما سهّلت، وفق ما يقول خبراء، عملية نقل الأسلحة اليه من طهران.

ومع تراجع حدّة المعارك، انحصر وجود الحزب في السنوات الأخيرة في دمشق. وشكلت منطقة السيدة زينب في ضاحية العاصمة الجنوبية واحدة من أبرز مراكز تجمع أنصاره ومؤيديه.

ورفعت صور نصر الله على الجدران في شوارع المنطقة، حيث يوجد مقام السيدة زينب الذي يحظى بأهمية كبرى لدى الطائفة الشيعية وشكّل الدفاع عنه عامل استقطاب لمقاتلين قاتلوا الى جانب قوات النظام.

وبثّت مآذن المقام تلاوات من القرآن الكريم عن روح نصر الله، بينما وزّع فتية ورودا بيضاء ومياه شرب مجاناً على المارة، وفق ما أفاد سكان في المنطقة لوكالة فرانس برس.

في أحياء أخرى من العاصمة، بينها الصادق والأمين وزين العابدين، أقيمت مجالس عزاء لثلاثة أيام، استقبلت في يومها الأول الأحد، عشرات المعزّين "باستشهاد نصر الله" وفق ما نشرت هيئات دينية مناصرة للحزب في دمشق.

"نشعر بالخوف"

أعلن النظام السوري السبت الحداد الرسمي العام لثلاثة أيام، تنكّس خلالها الأعلام على المقرات والسفارات. وقالت إن اغتيال نصر الله يشكل "عدواناً دنيئاً".

وتعرض محيط معابر حدودية عدة في الأيام الأخيرة لغارات إسرائيلية، على وقع تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين واللبنانيين عبرها، هرباً من التصعيد في لبنان. وأحصت الأمم المتحدة الإثنين نحو 100 ألف شخص نزحوا من لبنان باتجاه سوريا.

وقتل 5 عناصر من قوات النظام الجمعة، وفق "وزارة الدفاع"، جراء غارة اسرائيلية على موقع عسكري قرب الحدود مع لبنان. وقال الجيش الإسرائيلي انه قصف "بنى تحتية.. يستخدمها حزب الله لنقل وسائل قتالية من سوريا إلى لبنان".

وأصيب 7 عناصر لميليشيات موالية لطهران الإثنين في غارات قرب معبر جديدة يابوس الحدودي، المعبر الأكبر مع شرق لبنان.

ويقول وسام بشور (36 سنة) لفرانس برس: "نشعر بالقلق ... ستتأثر سوريا بكل تأكيد، لكن لدينا القدرة على تجاوز ذلك، كما تجاوزنا سابقاً أموراً أكبر".

ويتابع الشاب الذي يعمل في مجال الدعاية والإعلانات بقوله إن هاتفه المحمول لا يفارقه منذ ثلاثة أيام "هذه جولة ضمن المعركة، خسارتنا كبيرة".

على نافذة شرفتها في حي الصادق في دمشق، علّقت لبانة شعار (36 عاما) صورة جديدة لنصر الله على زاويتها شريط أسود. وتقول لبانة: "ما قبل نصر الله ليس كما بعده، خسارتنا كبيرة ومن حقنا ان نشعر بالخوف لما ستحمله المرحلة المقبلة".

احتفالات وتوزيع حلوى بإدلب

ويبدو المشهد في دمشق مغايراً كلياً لما هو عليه في مناطق خارج سيطرة الحكومة، خصوصاً في إدلب (شمال غرب) حيث استبق سوريون تأكيد مقتل نصر الله بتوزيع الحلوى وإطلاق المفرقعات ابتهاجا، في مؤشر على عمق الانقسام في الموقف من حزب الله وقياداته.

ويحمل ناشطون ومعارضون سوريون حزب الله مسؤولية إخراجهم من مناطقهم، بعدما خاض مقاتلوه مواجهات شرسة ضد مقاتلي المعارضة على جبهات عدة، ما أدى الى خسارة فصائل معارضة لمعاقلها وإجلاء عشرات الآلاف الى شمال غرب البلاد.

ويقول أحمد الأسعد (34 عاماً) لمصور فرانس برس في إدلب: "نصر الله كان عبارة عن أداة لتهجير السوريين من أرضهم". وأضاف: "كان السبب الرئيسي في تهجيري وتهجير أغلب هؤلاء الذين يحتفلون بمقتله".