icon
التغطية الحية

صحيفة Onion الأميركية الساخرة تعود لنسختها الورقية بعد عقود

2024.09.06 | 05:47 دمشق

صحيفة The Onion الأميركية تعود لنسختها الورقية من جديد
صحيفة The Onion الأميركية تعود لنسختها الورقية من جديد
The Economist - ترجمة وتحرير: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

ضمن بيئة إعلامية صعبة، أعلنت مؤسسة Onion الإخبارية (وهذه الكلمة تعني بصل بالعربية) وهي مؤسسة متخصصة بالأخبار النقدية، مقرها في شيكاغو بأنها فتحت باب الاشتراك في توصيل النسخ الورقية إلى البيوت وذلك في شهر آب الماضي. إذ في أيام العز التي عاشها الإعلام، كان بوسع الكتاب وبكل بساطة رفع الأخبار على موقع إلكتروني ومراقبة العيون وهي تتابع ما نشر إلى جانب متابعة الإعلانات والأموال التي تتدفق على المؤسسات بفضلها، إلا أن هذا لم يعد كافياً في هذه الأيام، ولذلك أوجدت مؤسسة Onion مصدراً جديداً ومربحاً للدخل، ويتمثل هذا المصدر بتوصيل طبقات الأوراق التي تحتوي على ألياف السيللوز والتي يمكن استخدامها لأغراض متعددة في البيوت.

وعن ذلك يعلق بين كولينز وهو المدير التنفيذي لمؤسسة Global Tetrahedron المالكة لهذه الصحيفة، فيقول: "سواء أستخدمت [الصحيفة] لتبطين أرضية صناديق مخلفات القطط أو لتغليف الهدايا أو إن قمت بلفها لتضرب عدوك بها، فإن Onion ستقدم منتجاً مصنوعاً من مادة صلبة" ومن السهل قراءة هذا المنتج كما وصف.

بيد أن السيد كولينز الذي عمل في السابق مراسلاً لقناة إن بي سي والذي يدير مؤسسة  Onion حقاً من خلال شركة تعرف باسم Global Tetrahedron لم يتفوه بكل ذلك عندما زارته مجلة الإيكونوميست في مكاتب المؤسسة. بيد أن مراسلكم يتمنى أن يسامحه هذا الرجل على ما كتبه على لسانه، لأنه بعد مرور أكثر من عقد على طباعة آخر نسخة مطبوعة من الصحيفة، تعود Onion للانطلاق من جديد بشكلها المطبوع.

صدر العدد الأول من هذه الصحيفة بالتزامن مع انطلاق المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو، ولذلك نشرت الصحيفة مقابلة حصرية مع كامالا هاريس (التي صوتت لصالح دونالد ترامب وقتئذ)، إلى جانب أخبار الحملة الانتخابية (إذ كتب تيم فالز وقتئذ عن عمل عظيم يؤديه طفل لأحد المؤيدين)، فضلاً عن التطرق لآخر الأخبار المشجعة على الاستثمار في قطاع النقل العام بشيكاغو وذلك بالنسبة لمن سيحضرون المؤتمر (إذ جاء في أحد العناوين: "هيئة النقل بشيكاغو ترش عربات القطار ببول طازج")، ومقابل 99 دولاراً كرسم اشتراك سنوي، ستحصل على نسخة مطبوعة كل شهر، ورسم الاشتراك هذا أرخص من أي رسم للاشتراك في طائفة دينية بحسب رأي القائمين على الصحيفة.

أتت العودة لإطلاق الصحيفة من جديد بعد سنين من انطلاقها في عام 1988 عندما بدأت كصحيفة طلابية بماديسون في ولاية ويسكنسون، وكانت وقتئذ ملكاً لشركة استثمارية خاصة تعرف باسم Great Hill Partners، وهكذا عادت تلك الصحيفة من خلال شركة  G/O Media القابضة، وفي مطلع هذا العام، مع انخفاض أسعار الإعلانات الرقمية إلى الحضيض، أعلنت شركة G/O Media عن سعر مخفض للغاية لبيع عناوين مجلتها، ولذلك شهد موقع مثل موقع Deadspin الإلكتروني المتخصص بالأخبار الرياضية الساخرة خروج كوادره من بين ظهرانيه بسبب استقطابهم على يد المالكين الجدد لصحيفة The Onion.

ولدى سماعه بنبأ البيع، وضع كولينز خطة وحيدة شبه جدية لشراء المجلة وقلبها رأساً على عقب، وعن ذلك يقول: "لم أرد أن أضيع هذا الأمر من يدي"، فنشر عنها في موقع بلوسكاي العصري المتخصص بأحدث وسائل التواصل الاجتماعي، فتمكن من التوصل إلى مستثمر دعمه كثيراً وهو جيف لاوسون، الذي كان مديراً تنفيذياً لإحدى شركات التقانة، فتلخص هدفهما بكل بساطة بإبقاء مشروع الصحيفة قائماً مع دفع الرواتب لمن يكتبون فيها.

هل نجحت الخطة؟

يخبرنا كولينز بأن الصحيفة حققت هدفها عندما تضاعف عدد المشتركين بالنسخة المطبوعة أربعة أضعاف، بما أن للصحيفة قراءً يعرفونها قبل عقود طويلة، ومعظمهم اشتاقوا للنسخة الورقية المطبوعة. أما تشاد نيكرز، وهو رئيس تحرير الصحيفة، فيخبرنا بأن السخط الجدي يخنق السخرية، لذا بات من الصعب الاحتفاظ باسم تجاري مميز عندما يكون معظم القراء قادمين من وسائل التواصل الاجتماعي أو من محركات البحث، ولهذا فإن النسخة المطبوعة توفر فرصة لتقديم نكات أطول وأكثر جرأة ولتكوين قاعدة جديدة من المعجبين.

وبالمقابل كتب برايس ب. تيتريدر وهو مدير القسم الإبداعي في الصحيفة، في أول عدد جديد لها: "فقط بعد ظهور النسخة المطبوعة بات بوسعنا أن نحلم باستهداف قراء يتصفون بشدة الغباء أو العجز الذي يمنعهم من استخدام الإنترنت. ومن خلال النسخة المطبوعة وحدها بوسعنا أن نعلم الأغبياء من أمثالك عزيزي القارئ كيف يفكرون من خلال صوت وحيد وراسخ". وفي منشور خصص لاستفزاز الصحف، تبين بأن العودة للورق أفضل وسيلة للسخرية. وإذا حالف النجاح صحيفة Onion فستطول النكتة كل من هربوا من هذا الشكل من الصحف والجرائد.

 

المصدر: The Economist