icon
التغطية الحية

سوق سوداء لبوابات الإنترنت في دمشق والسعر يصل إلى مليون ليرة

2024.07.29 | 10:57 دمشق

آخر تحديث: 29.07.2024 | 20:35 دمشق

العاصمة السورية دمشق ـ رويترز
العاصمة السورية دمشق، 15 تموز 2024 ـ رويترز
دمشق ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

"لا يوجد بوابات حالياً، عليك الانتظار حتى تركيب بوابات جديدة.. نحن موعودون بها هذا العام"، هكذا كان رد موظف شركة الاتصالات في مقسم المزرعة بدمشق عندما أردنا شراء بوابة إنترنت ADSL. طلب منا الموظف تقديم الأوراق والانتظار. نفس الرد تقريباً تكرر في مقاسم أخرى بدمشق، بالإضافة إلى مقاسم جرمانا وقدسيا بريف دمشق.

إنترنت السوق السوداء في دمشق

خيار الانتظار متاح بالتأكيد، لكن هناك خيار آخر وفوري يحيلك إليه الموظفون أنفسهم وهو السوق السوداء: " إذا مضطر خود هالرقم حكي معه وقله إنك من طرفي"، أجرينا اتصالاً مع الشخص الذي تبين لاحقاً أنه موظف أيضاً في شركة الاتصالات لكنه سمسار، وعرض علينا بوابات من شركات خاصة بأسعار متفاوتة، وتركيبها فوري.

بدأت أسعار السمسار من 500 ألف ليرة ووصلت إلى مليون ليرة في جرمانا وقدسيا علماً أنها بوابات تتبع شركات قطاع خاص، بينما لم تكن بوابات شركة تراسل التابعة لشركة الاتصالات متاحة نهائياً.

يؤكد موظف في شركة الاتصالات لموقع تلفزيون سوريا، أن السورية للاتصالات تعطي الأولوية في التوسع بالبوابات الجديدة للشركات الخاصة على حساب المشتركين لديها، مشيراً إلى أن ذلك لا ينطبق فقط على الشركة بل أيضاً على موظفيها.

وتابع "شركات مزودات خدمة الإنترنت لديهم اختراق واضح للموظفين في شركة الاتصالات، حيث يقومون بإغرائهم بمبالغ مالية تتجاوز المئتي ألف ليرة عن كل بوابة يبيعونها للزبائن الذين لا يستطيعون الاشتراك بخدمة ADSL عبر مزود تراسل التابع للاتصالات".

ويشير الموظف إلى أن أغلب موظفي قسم التجربة في المقاسم مع بعض موظفي النوافذ الخاصة بتقديم طلبات الاشتراك بالإنترنت، يتعاملون مع مزودات القطاع الخاص كعمل جانبي عبر بيع البوابات، أو حتى إن بعضهم موظف في تلك الشركات مساءً بعد نهاية دوامه الصباحي في السورية للاتصالات، ولذلك يكون ولاؤهم غالباً لتلك الشركات الخاصة.

ويضيف "يوهم الموظف الزبون، أنه استطاع تأمين بوابة له بعد عناء البحث، ويقوم بالاتفاق معه على السعر المرتفع نتيجة شح البوابات، لكن الحقيقة هي أن الشركات الخاصة تضع أكثر من 12 مشتركا على بوابة واحدة"، ما يسبب ضعف السرعة وانقطاعا متكررا للخدمة، لكن عدم توفر البوابات يجبر الزبائن على القبول بالوضع الراهن.

حديث الموظف يؤكد أن عبارة "شراء بوابة" هي عبارة غير دقيقة، وما يحدث هو تأمين شاغر في بوابة مشتركة للزبون حتى لو زاد العدد عن 12 مشتركا في البوابة الواحدة، وقد يزيد ذلك من سوء الخدمة لجميع المشتركين في البوابة، مشيراً إلى أن عدد المشتركين في البوابة الواحدة في شركة تراسل الأكثر طلباً لا يتجاوز الـ8، علماً أن الشركة أوضحت خلال السنوات السابقة بأن نسبة التشاركية لديها لا تزيد على 4 لكل بوابة.

تقاسم بوابات الإنترنت وبيعها

على صعيد آخر، هناك تجارة أخرى للبوابات في السوق السوداء ضمن شركة تراسل التابعة للسورية للاتصالات، وهي عند بدء إلغاء الاشتراكات بالبوابات نتيجة التأخر بدفع الفواتير، حيث يؤكد الموظف أنه فور حدوث الإلغاء المالي يكون الموظفون قد تقاسموا البوابات في المقاسم وباعوها في السوق السوداء خلال ساعات وبأسعار قد تصل إلى أكثر من مليون ليرة خاصةً في تلك المقاسم التي تعاني من عدم وجود بوابات إنترنت شاغرة نهائياً منذ مدة وزيادة كثيفة في الطلبات المتراكمة "على الدور".

وفي عام 2021، قال المدير الفني في الشركة السورية للاتصالات مصعب الحاج علي إن الشركة لا تملك أدنى فكرة عن السوق الموازية، وإنه لا يمكن لأي شخص مهما بلغت صلاحياته بأي مركز هاتف أن يتلاعب بسعر بوابة الإنترنت، مشيراً إلى أن برنامج  خدمة الزبائن "CCBS2" سيعمل على الحد من هذه الظاهرة إن وجدت.

يشار إلى أن سعر الاشتراك في بوابة الانترنت المحدد رسمياً من قبل الشركة السورية للاتصالات هو 22500 ليرة فقط، وهذا هو السعر الأخير الذي حددته في شباط الماضي، مع رفع أسعار اشتراكات السرعات الشهرية لتصبح 7500 ليرة لسرعة 512، و10800 لباقة 1 ميغا، و15 ألف ليرة لسرعة 2 ميغا، و25 ألف لسرعة 4 ميغا، و42500 لسرعة 8 ميغا، و54000 لسرعة 16 ميغا، و75 ألف لسرعة 24 ميغا.