يشتكي سكان حي باب سريجة بدمشق من انقطاع خدمة الإنترنت ADSL، ما دفع كثيرين إلى الاشتراك بباقات "سيريتل وإم تي إن" لتفادي انقطاعهم عن العالم الخارجي واستمرار تواصلهم مع ذويهم خارج سوريا.
ورغم وعود مؤسسة الاتصالات للأهالي منذ شهرين بحل المشكلة، إلا أنها فشلت بذلك، ما دفع بسكان من الحي لرفع دعاوى على مقسم النصر المسؤول عن المنطقة نتيجة تقاضي أجور خدمة الاتصال الأرضي والإنترنت دون وجود الخدمة.
فواتير من دون إنترنت
ومنذ سنتين، يعاني سكان الحي من انقطاع خدمة الهاتف الأرضي في ظل استمرار تحصيل شركة الاتصالات الفواتير الدورية التي ترتفع كل فترة بالتزامن مع استمرار حكومة النظام برفع أسعار الإنترنت.
ويعتقد سكان الحي ومنهم صباح (طلبت عدم ذكر اسمها كاملا)، وهي سيدة في العقد السادس من عمرها، أنَّ مؤسسة الاتصالات تتقصد عدم إصلاح العطل الموجود في كابلات الشبكة الممدودة تحت الأرض ضمن قنوات الصرف الصحي لإجبار الناس على الاشتراك بباقات الإنترنت الشهرية على هواتفهم.
وتقول لموقع تلفزيون سوريا إنَّ "مشكلة الصرف الصحي في باب سريجة ضمن القنوات الرومانية ليست بجديدة ومع ذلك وفي كل عام يتعطل الإنترنت بسبب الأمطار وامتلاء هذه القنوات بالمياه"، وتضيف، أنَّ مقسم النصر يتحجج بتأخر مؤسسة المياه في إفراغ القنوات من المياه كي يتمكن من إصلاح العطل.
من جانبه، يرى صافي (طلب عدم ذكر اسمه كاملا)، وهو من سكان الحي أنَّ مؤسسة المياه تتنظر اعتدال الطقس كي توفر تكاليف شفط المياه وصيانة الصرف الصحي لمرات عدة، ويؤكد ذلك من خلال تبادل الاتهامات بين مؤسستي "مقسم النصر ومؤسسة المياه"، إذ ترمي كل واحدة منهما "الكرة في ملعب الأخرى"، بحسب وصفه.
ولكثرة مراجعاته المتكررة لمقسم النصر للاستفسار عن موعد عودة الإنترنت، قال له موظف هناك "حدث يوم أمس الأحد اجتماع ثلاثي بين مسؤولي مقسم النصر ومؤسسة المياه ومحافظة دمشق لحل مشكلة الصرف الصحي والإنترنت" لكن دون نتيجة، إذ ما يزال "الإنترنت مقطوعاً والفواتير شغالة"، وفقاً لقوله.
حكومة النظام رفعت أسعار الإنترنت
ولجأ سكان الحي كحل بديل لانقطاع الإنترنت إلى الاشتراك بباقات شبكتي "سيريتل وإم تي إن". وتقول صباح لموقع تلفزيون سوريا "إنها اشتركت بباقة سيريتل 5 غيغا بايت بـ 45 ألف ليرة، مع تقنين في اتصالاتها مع أبنائها خارج البلاد لحين عودة خدمة الإنترنت ADSL.
ويشكل انقطاع الإنترنت وسوء خدمات الشبكة الخلوية المتكررة مقابل ارتفاع أسعارها أزمة لكثير من سكان دمشق خصوصاً لمن يعمل أون لاين ويحتاج لشبكة جيدة.
وكانت حكومة النظام السوري رفعت في شهر شباط الجاري، أسعار خدمات الاتصالات والإنترنت بنسبة 35 في المئة للمرة الثانية في أقل من 4 أشهر بذريعة "ارتفاع الكلف التشغيلية والتأسيسية للشركة السورية للاتصالات وضمان استمرار الشركة في تقديم خدماتها".
وتعليقاً على ذلك، وصف الخبير الاقتصادي شفيق عربش خدمة الاتصالات والإنترنت المستخدمة في مناطق سيطرة النظام السوري، بأنها "الأسوأ" والأغلى سعراً على مستوى العالم.
وحذر الخبير الاقتصادي وفقاً لجريدة "الوطن" المقربة من النظام، من أن تكرار حكومة النظام السوري، رفع أجور خدمات الاتصالات بات يشكل "عبئاً كبيراً" على السوريين، متسائلاً عن الغاية من رفع خدمات الاتصالات مرات عدة خلال فترات متقاربة.