ازدادت أعداد السوريين الحاصلين على الجنسية الألمانية ثلاثة أضعاف في عام 2021 مقارنة مع 2020، بحسب بيانات المكتب الاتحادي للإحصاء الألماني الذي أشار إلى أنّ عدد الحاصلين على الجنسية قفز بمعدل 20 في المئة في عام 2021، ووصل إلى ما يقرب من 131 ألفاً و600 شخص، من بينهم 19 ألفاً و100 سوري.
وللحصول على الجنسية الألمانية، يتعين أن يعيش الشخص في ألمانيا ثماني سنوات على الأقل ليكون مؤهلاً للحصول عليها، إلا أن غالبية السوريين استوفوا المعايير في مدة أقل بعد 6.5 سنوات في المتوسط لأنهم أظهروا استعداداً خاصاً للاندماج، على سبيل المثال عبر المهارات اللغوية القوية والالتزام، وفقاً لوكالة رويترز.
سوريون يروون تجاربهم في الحصول على الجنسية الألمانية
والتقى موقع "مهاجر نيوز" سوريين حصلوا على الجنسية الألمانية مؤخراً، بينهم السيدة "مها. ع" التي حصلت عليها قبل أسابيع، تقول مها إن توفر الشروط المذكورة وحدها غير كاف، إذ إن الأمر أيضاً يعتمد على الحظ، بحسب تعبيرها: "الموظف المسؤول عن الطلب يلعب دوراً كبيراً في سير الملف والمدة التي يتطلبها حتى تسلّم الموافقة على الجنسية".
وذكرت أنها بعد إتمام جميع شروط الحصول على الجنسية الألمانية، بدأت بتقديم طلبها في شهر شباط 2021، وكان موعدها الأول في تشرين الأول وقد واجهت الكثير من التأخير والتأجيل "بسبب قيود كورونا، وأوقات أخرى بسبب أعطال في النظام". وأضافت أن الموظف لم يكن لطيفاً أو متعاوناً وكان يطالب بمزيد من الوثائق والأوراق التي يجب أن تكون مترجمة وموثقة كل مرة. وقالت :"لا يهم.. التوتر بات من الماضي.. أنا سعيدة الآن بحصولي على الموافقة على الرغم من أنني سأنتظر من جديد صدور بطاقتي الشخصية وجواز السفر لمدة لا تقل عن شهرين".
الاندماج في المجتمع الألماني
من جهته، يشير "سامر" إلى أنه حصل على الجنسية الألمانية العام الماضي بعد أن أقام في ألمانيا نحو 7 سنوات، مشيراً إلى أن ذلك يعود لاندماجه في المجتمع الألماني بشكل جيد وعمله منذ أن أتم اللغة الألمانية. وأردف في حديثه لـ"مهاجر نيوز": "أعتقد أن انخراطي في العمل الطوعي مع مؤسسات ألمانية قد ساعدني أيضاً".
أما بالنسبة للسيدة السورية "إكرام.س" فإنها تواجه موقفاً مقلقاً مع عائلتها بخصوص طلبهم للحصول على الجنسية، إذ إنها وزوجها قد تقدما بطلب في العام الماضي ومن المفترض أن تصلهما الموافقة في أي وقت، غير أنهما خلال فترة الانتظار قد أنجبا طفلاً وقالت ضاحكة: "لم يكن طفلنا مسجلاً بالطبع في طلب الجنسية، كان موضوع الحمل مفاجأتنا الجميلة خلال العام". وفي الوقت الحالي عليهما اتخاذ القرار إما بمتابعة الطلب (للزوجين فقط) وحصولهما على الجنسية بعد أشهر. ولكن حينئذ يجب عليهما الانتظار حتى يبلغ الطفل أعواما ليحصل بدوره على الجنسية بحسب إكرام. أو تعديل الطلب ليشمل المولود الجديد "مما يعني إعادة الإجراءات من جديد ومواجهة مزيد من الانتظار والبيروقراطية".
تسهيلات يمنحها جواز السفر الألماني
ينتظر كثير من السوريين الحصول على الجنسية الألمانية ليتمكنوا من زيارة أسرهم وأصدقائهم من جديد. كحال سارة التي تنوي زيارة أختها. من ناحية أخرى، هناك من ينتظر الحصول عليها لتسهيل أمور السفر ومشكلات الحصول على التأشيرة السياحية التي غالبا ما يواجهها حامل جواز السفر السوري.
"الآن انتهى الكابوس.. بواسطة الجواز الألماني بإمكاني أخيرا زيارة أختي التي تعيش في الولايات المتحدة"، بهذه الكلمات عبرت سارة عن فرحتها بالحصول على الجنسية مشيرة إلى أن الحصول على الفيزا للولايات المتحدة بجواز سفر سوري يعتبر من الأحلام شبه المستحيلة، بحسب ما ذكرته لـ "مهاجر نيوز".
هجرة جديدة لبعض السوريين
وفي المقابل، ينتظر بعض السوريين حصولهم على الجنسية الألمانية للسفر والاستقرار في بلد آخر لأسباب مختلفة منها ما يقوله السوري "محمد.ي" الذي عبّر عن رغبته في مغادرة ألمانيا متحدثاً عن اختلاف الثقافات والعادات والتقاليد: "أحترم هذا البلد الذي استقبلني وعائلتي ووفر لي ما لم أكن لأحلم به في بلدي سوريا للأسف.. ولكن لا يمكنني أن أكون مطمئنا على مستقبل أطفالي في مجتمع لا يشبهنا، وكنت فقط بانتظار الحصول على الجنسية لأتخذ القرار بالاستقرار في بلد عربي أو مجتمع شرقي كمجتمعنا".
وأضاف في تصريحات لموقع "مهاجر نيوز: "لا يمكن طرح فكرة العودة إلى سوريا بكل تأكيد في الوقت الحالي على الأقل.. لذا قد أتوجه إلى مكان آخر" واختتم حديثه مبتسماً: "وإن كنت مخطئاً في تقديري يمكننا العودة إلى ألمانيا فنحن الآن ألمان".
السوريون في ألمانيا
وبحسب آخر إحصائية رسمية، بلغ عدد اللاجئين السوريين في ألمانيا نحو 800 ألف شخص، 40 في المئة منهم نساء، بمتوسط أعمار لا يتجاوز الـ 20 عاماً.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد السوريين الذين يحصلون على الجنسية في 2022. وقال المكتب إنه بحلول بداية هذا العام، كان 449 ألف سوري أمضوا في ألمانيا ست سنوات على الأقل، أي أكثر من أربعة أمثال العدد في بداية 2021.
ووصل معظم اللاجئين السوريين إلى ألمانيا بين عامي 2015 و2016 في ذروة موجة اللجوء إلى أوروبا هرباً من الحرب التي يشنها النظام السوري ضد المدنيين، والمستمرة منذ العام 2011.