فصل جديد في الحياة افتتحه سوري تعرض متجره للحرق عقب سلسلة من الهجمات العنصرية التي استهدفت جنوبي بلفاست، وذلك إثر افتتاحه لمقر جديد له غربي المدينة نفسها.
يخبرنا السوري أحمد الخمران، 38 عاماً، بأنه يشعر بالأمان والسعادة بعدما ترك خلفه حالة الاضطراب والفوضى التي انتشرت إثر هجمات مرعبة نفذها عنصريون خلال العام الفائت.
فقد افتتح يوم السبت الماضي متجر الريان ليقدم وجبات وتوابل وقهوة عربية، وقد رحب به أهل المنطقة بشكل إيجابي.
وأتى افتتاح هذا المتجر بعد إحراق متجره خلال شهر أيلول الماضي، قبل يومين من موعد افتتاحه.
كانت تلك رابع حادثة تقع لمتجره خلال أسبوعين، إذ بدأ الأمر برسالة تركها عنصريون على مصراع باب متجره جاء فيها: "بيوت ومتاجر المنطقة لأهلها فقط".
الرسالة العنصرية على مصراع متجر الخمران
وصل الخمران إلى أيرلندا الشمالية هرباً من الحرب السورية في عام 2016، وعن تجربته يقول: "عملت ليل نهار كسائق سيارة أجرة حتى أجمع المال الكافي لافتتاح أول متجر لي، بيد أن الأمر وقع علي كوقع المصيبة، فتحول المتجر الأول الذي افتتحته إلى كابوس عندما أحرق قبل افتتاحه بيومين، كانت تلك فترة عصيبة، فلقد أتيت من سوريا بعدما قطعت 12 دولة حتى أصل إلى أيرلندا الشمالية التي حلمت بأن أبدأ حياتي فيها من جديد، ثم تعلمت الإنكليزية وأدركت بأني أريد أن أفتتح لنفسي مشروعاً تجارياً صغيراً، فعثرت على متجر ثم حدث ما حدث لي، ولهذا ابتعدت عن المنطقة، لأني كنت بحاجة للأمان والراحة".
خلال الأشهر القليلة الماضية حصل الخمران على دعم من عضو مجلس حزب SDLP، واسمه بول دوهيرتي، وقد ساعده هذا الرجل على تأمين مقر جديد للعمل في غربي بلفاست، وعن ذلك يقول: "ساعدني بول في العثور على متجر كما عرفني على الجيران والأهالي، فرحبوا بي بشدة، ولهذا أحس بأني شخص مرحب به هنا، كما أشعر بالأمان والسعادة والراحة. ولقد افتتحت متجري يوم السبت فأتى الناس لرؤية المتجر ورحبوا بوجودي عندما قالوا: "نرحب بك هنا ويسعدنا افتتاحك لمتجر في هذا المكان" وهذا ما أسعدني بحق".
يخبرنا الخمران بأنه يود اليوم أن يترك الهجمات العنصرية خلف ظهره ليتمكن من التركيز على مستقبله، إذ يقول: "قد لا يحبني بعض الناس، بيد أن الغالبية يحبونني ويتقبلونني ولقد بدأت فصلاً جديداً من حياتي هنا، إذ أريد أن أؤسس مشروعي وأن أخدم المجتمع من حولي".
الخمران في متجره الجديد
وعن هذا المشروع يحدثنا دوهيرتي بالقول: "تواصل معي أحد أصدقاء أحمد حتى أساعده، بما أنه عانى كثيراً نتيجة اضطراره للخروج من المنطقة التي كان يود أن يفتتح فيها متجره، فلقد عمل هذا الشاب بجد ليفتتح متجره ويعمل به، ولهذا أرى بأن ما حدث له في ذلك الحين مريع جداً، فقد كان يحلم بهذا المتجر على الدوام وهذا المشروع يعبر عن طموحه، ولهذا تعاونت معه على إيجاد مكان ملائم لافتتاح متجره الجديد".
وبعد أن عرفه على عدد من أهالي المنطقة، يخبرنا دوهيرتي بأنهم رحبوا بالخمران بشدة، وأضاف: "إنه متجر رائع ويعتبر إضافة مهمة للمنطقة بأكملها، ولهذا سيزوره الجميع كباراً وصغاراً".
المصدر: Irish News