رد رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، سعد الحريري، مساء أمس الأربعاء، بالمثل على تصريحات لرئيس الجمهورية، ميشال عون، بأن خيّره بين تمرير التشكيلة الوزارية أو الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة.
وفي وقت سابق الأربعاء، وضع عون أمام الحريري خيارين، فإما الحضور إلى القصر الرئاسي من أجل تشكيل فوري للحكومة بـ"الاتفاق" معه أو التنحي عن المهمة المُكلف بها منذ 22 من تشرين الأول الماضي، عقب اعتذار مصطفى أديب عن عدم تشكيل الحكومة لتعثر مهمته.
وقال الحريري، في بيان: سأتشرف بزيارته عون للمرة السابعة عشرة فوراً إذا سمح جدول مواعيده بذلك، لمناقشته في التشكيلة الموجودة بين يديه منذ أسابيع عديدة، والوصول الفوري إلى إعلان تشكيل الحكومة".
صدر عن الرئيس المكلف سعد الحريري البيان التالي:
— Saad Hariri (@saadhariri) March 17, 2021
بعد أسابيع عديدة على تقديمي تشكيلة متكاملة لحكومة اختصاصيين غير حزبيين قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة لوقف الانهيار والشروع بإعادة إعمار ما دمره انفجار المرفأ في بيروت، (١/٨)
وعقب شهرين من تكليفه، أعلن الحريري أنه قدم إلى عون "تشكيلة حكومية تضم 18 وزيراً من الاختصاصيين غير الحزبيين.
لكن عون أعلن آنذاك اعتراضه على ما سماه "تفرد الحريري بتسمية الوزراء، خصوصاً المسيحيين، دون الاتفاق مع الرئاسة".
وتابع الحريري: في حال وجد فخامة الرئيس نفسه في عجز عن توقيع مراسيم تشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، لوقف الانهيار الذي تعاني منه البلاد والعباد، فسيكون على فخامته أن يصارح اللبنانيين بالسبب الحقيقي الذي يدفعه لمحاولة تعطيل إرادة المجلس النيابي الذي اختار الرئيس المكلف (الحريري)، والذي يمنعه منذ شهور طويلة من إفساح مجال الخلاص أمام المواطنين.
ومنذ أكثر من عام، يعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، وفاقمتها تداعيات جائحة "كورونا" وانفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت، في 4 من آب الماضي.
وأردف الحريري: على الرئيس عون أن يختصر آلام اللبنانيين ومعاناتهم عبر إتاحة المجال أمام انتخابات رئاسية مبكرة، وهي الوسيلة الدستورية الوحيدة القادرة على إلغاء مفاعيل اختياره من قبل النواب لرئاسة الجمهورية قبل 5 أعوام، تماماً كما اختاروني رئيساً مكلفاً لتشكيل الحكومة قبل 5 أشهر.
وتنتهي رئاسة عون عام 2022، وتم انتخابه في 31 من أكتوبر 2016، ضمن صفقة سياسية أوصلت أيضاً الحريري لرئاسة الحكومة.
ومضى الحريري قائلاً: أنتظر منذ أسابيع عديدة "اتصالاً هاتفياً من فخامة الرئيس ليناقشني في التشكيلة المقترحة لإصدار مراسيم الحكومة الجديدة".
وفي انتقاد مبطن، تابع: تفاجأت، كما تفاجأ اللبنانيون جميعاً، بفخامة الرئيس وهو يدعوني عبر كلمة متلفزة إلى القصر الجمهوري، من أجل التأليف الفوري بالاتفاق معه، وفق الآلية والمعايير الدستورية المعتمدة، كما قال فخامته.
وستخلف الحكومة المقبلة حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، والتي استقالت بعد 6 أيام من انفجار المرفأ.
ومطلع آذار الجاري، هدد دياب بالتوقف عن عمله للضغط نحو تشكيل حكومة جديدة.
ومنذ 3 أسابيع، يشهد لبنان احتجاجات شعبية تندد بتردي الأوضاع المعيشية وباستمرار تدهور سعر صرف العملة المحليّة.
وللمرة الأولى، تخطى الدولار الواحد، الثلاثاء، عتبة 14 ألف ليرة في السوق الموازية (السوداء)، مقابل 1510 ليرات رسمياً.