دعا الرئيس اللبناني ميشال عون رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، الأربعاء، إلى لقاء في القصر الرئاسي لتشكيل حكومة جديدة على الفور أو إفساح الطريق لآخر يستطيع ذلك.
ورد الحريري بالقول إنه سيجتمع مع عون مجددا لبحث الأسماء التي قدمها "قبل أسابيع" للحكومة، لكن إذا لم يكن بمقدور عون الموافقة عليها فإنه عندئذ سيدعو لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وتمثل هذه التصريحات المتبادلة أحدث جولة من الخلاف المستمر منذ نحو خمسة أشهر بين عون والحريري بشأن تشكيل الحكومة مما ترك البلاد بلا قيادة وهي تغرق أكثر في خضم انهيار مالي.
وقال عون في كلمة أذاعها التلفزيون بعد دعوته للحريري إلى قصر بعبدا لإجراء محادثات "في حال وجد رئيس الحكومة المكلف نفسه في عجز عن التأليف وترؤس حكومة إنقاذ وطني تتصدّى للأوضاع الخطيرة التي تعاني منها البلاد والعباد، فعليه أن يفسح في المجال أمام كل قادر على التأليف".
وفي بيان صدر بعد الدعوة قال الحريري إنه سيزور الرئيس للمرة الـ 17 لبحث التشكيل الحكومي، لكن إذا لم يتمخض اللقاء عن نتائج فسيكون على عون "أن يختصر آلام اللبنانيين ومعاناتهم عبر إتاحة المجال أمام انتخابات رئاسية مبكرة".
واستقالت حكومة رئيس الوزراء حسان دياب على خلفية انفجار مرفأ بيروت في الـ 4 من آب، الذي دمر مساحات كبيرة من العاصمة وخلف 200 قتيل.
وحكومة دياب باقية لتصريف الأعمال إلى أن تخلفها إدارة جديدة لكن الساسة المتشاحنين غير قادرين على الاتفاق على حكومة منذ تكليف الحريري في تشرين الأول.
وتسببت الأزمة المالية التي اندلعت عام 2019 في فقدان وظائف وحرمت المواطنين من الوصول إلى ودائعهم المصرفية وخفضت قيمة العملة اللبنانية بنحو 90 في المئة وزادت خطر الجوع.
من جهته، استنكر وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، تقاعس السياسيين في لبنان أمام الاحتجاجات التي عمت شوارع البلاد بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، مبدياً استغرابه من تقاعس الطبقة السياسية في لبنان عن التصدي لخطر "انهيار" البلاد، مؤكداً أن المجموعة الدولية تراقب الوضع المتدهور بقلق، مشيراً إلى أنه لا يزال هناك وقت للتحرك، لأنه في الغد سيكون قد "فات الأوان"، متهماً السياسيين اللبنانيين بعدم تقديم المساعدة إلى بلدهم الذي يواجه خطر الانهيار.
وحذر أن انهيار لبنان سيكون كارثة على اللبنانيين واللاجئين السوريين والفلسطينيين والمنطقة بأسرها، مشيراً إلى أنه ما يزال هناك وقت للتحرك.