icon
التغطية الحية

سبب رئيسي للسرطان والجلطات.. انتشار زيت النخيل الرخيص في مطاعم وبيوت السوريين

2024.10.18 | 07:13 دمشق

2555555555
دمشق - سارة هاشم
+A
حجم الخط
-A

في ظل الأوضاع المعيشية التي تزيد سوءاً في مناطق سيطرة النظام السوري منذ عدة سنوات، ارتفعت نسب تفشي أمراض السرطان بين السكان بسبب سوء التغذية والتلوث وزيادة نسب الفساد بجميع القطاعات من دون استثناء، ويأتي استخدام زيت النخيل الضار في المطاعم وحتى البيوت من بين أبرز الأسباب التي تزيد في هذه الأمراض.

ومع التغيرات الكبيرة في أنماط الاستهلاك مع زيادة نسب الفقر في مناطق سيطرة النظام، انتشر استخدام زيت النخيل في المنازل والمطاعم، حتى أن الوزارات والمحافظات بدأت حملات تفتيش بما يخص ذلك، إذ أصبح زيت النحيل بديلاً رئيسياً عن الزيوت النباتية الأخرى التي ارتفع ثمنها إلى مستويات كبيرة جداً.

ورصد موقع "تلفزيون سوريا" حالة انتشار واستخدام هذه الزيوت في عدة مناطق من دمشق وريفها، رغم أن أصحاب المطاعم لا يعترفون بذلك، وبعضهم يدفع الرشى للحملات التفتيشية للاستمرار في استخدامها في حال تعرض لشكوى أو حملة تفتيش مفاجئة.

ومع الفقر المتزايد وتدهور قيمة الليرة السورية، بات من الصعب على كثير من العائلات تحمل تكاليف شراء زيت دوار الشمس أو زيت الذرة أو زيت الزيتون، وهي الزيت التي تعتمد للطبخ بشكل أساسي في سوريا.

وأصبح موضوع استخدام زيت النخيل شائعاً مع زيادة عدد الضبوطات التي تتحدث عنها صحف مقربة من النظام السوري، عن انتشار استخدام هذا الزيت في المطاعم وخصوصاً العاملة في مجال الفلافل والبروستد والشاورما وما يرتبط بهما.

ويؤدي استخدام زيت النخيل الممنوع بسوريا، إلى مشكلات صحية واسعة قد لا يرى أثرها مباشرة، إنما خلال أسابيع وأحياناً أشهر مع الاستخدام المتكرر له، وقد يؤدي إلى جلطات في الأوردة والشرايين، وكذلك هو سبب أساسي للسرطان.

غياب معايير الجودة

وقال ضياء عبد المولى، أحد معلمي الفلافل، إن صاحب المطعم الذي كان يعمل به، يخلط زيت النخيل مع زيت دوار الشمس، فإن جاءت دوريات التفتيش قد لا تنتبه لذلك لأنه يخلط في المقلى فقط، وأحياناً يدفع الرشى حتى لا يكتب أي ضبط أو يغلق محله بالشمع الأحمر.

وأضاف عبد المولى أن صاحب المحل يشرف شخصياً على تبديل زيت مقلي الفلافل، لأن زيت النخيل ممنوع استخدامه في سوريا، فهو ذو رائحة كريهة بعد القلي به أكثر من مرة ولا يعطي أي جودة للطعام.

وأشار إلى أن سبب تركه للعمل مع هذا المطعم هو الغش المتكرر الذي شهده، فشعر أن بقاءه في هذا العمل لا يناسب ضميره ودينه لذلك آثر تركه، والعمل في مكان آخر.

وبيّن عبد المولى أن العديد من المطاعم اليوم في سوريا لا تراعي أي معايير لجودة الطعام، فقد يكون الطعام نظيفاً ولكن الدهون المستخدمة أشد إيذاء فيما لو كانت النظافة أقل.

وشدد على أن تبديل الزيت في مطاعم الفلافل أقل من المطلوب بكثير، فالشائع أن التغيير يتم يومياً، وهذا غير صحيح، أحياناً يتحول لون الزيت إلى البني أو الأسود قبل أن يتم تغيير زيت المقلي، مع زيت النخيل الوضع أسوء بكثير فهم يضيفون الزيت الجديد على الزيت القديم بالمقلي ليخلط ويظن المشتري أنهم يضعون زيتاً جديداً.

ويعد زيت النخيل أرخص من 3 إلى 4 أضعاف بحسب النوعية والماركة مقارنة مع أنواع الزيوت الأخرى، ولكن معظم أصحاب المطاعم يأتون به بالجملة، ولذلك يكون سعره أحياناً أقل بخمسة أضعاف عن غيره.

وفي أسواق دمشق، يتوفر زيت النخيل بالمحال مثله مثل أي زيت آخر، ويصل سعر اللتر الواحد إلى 15 ألف ليرة، وقد يقل أو يزيد بألف ليرة سورية، في حين يصل سعر لتر زيت دوار الشمس أو الذرة إلى حدود 25 ألف ليرة سورية، ويختلف أيضاً بحسب المكان والنوعية.

أسعاره أرخص

ومن خلال البحث عن مستخدمين لهذا الزيت، قالت الخالة فاطمة إحدى المهجرات من محافظة حمص إلى ريف دمشق، إنها تشتري هذا الزيت منذ مدة لأنه أرخص وعليه عروض، وتستخدمه في وجبات مقالي البطاطا والباذنجان والزهرة التي باتت من أبرز الأكلات في سوريا اليوم.

وأضافت لموقع تلفزيون سوريا، أنه لم يخبرها أحد من قبل أن هذا الزيت ضار، رغم أنها شعرت أن الطعام ليس زكياً أو لذيذاً مثل قبل، ولكنه رخيص ويؤدي الغرض.

ولفتت إلى أن كثيرين ممن تعرفهم لا يتشرون إلا من هذا الزيت، فسعر الكيلو المعبأ بكيس بلاستيكي أو قارورة بلاستيكية شفافة أرخص من الأنواع الأخرى، موضحة أن الكيلو (أكثر من لتر بقليل) يباع بـ 12 ألف ليرة.

من أسوأ أنواع الزيوت

وبخصوص ما يتعلق بأضراره، سألنا اختصاصية التغذية باسمة الباشا عن ذلك، والتي أوضحت أن زيت النخيل من أسوأ أنواع الزيوت التي تستخدم في المصانع بشكل أساس ومع معالجتها عبر البهارات ومحسنات الطعام لا يظهر أنها سيئة.

وقالت الباشا لموقع تلفزيون سوريا، إن استخدام زيت النخيل في المطاعم أو البيوت يعد جريمة بحق الناس، لأنها مضرة جداً وغير صالحة للاستهلاك البشري، فكيف إن كان لا يتم تبديلها إلا بعد استخدامها لعشرات المرات.

وأكدت أن كل خبراء التغذية في العالم يحذرون من زيت النخيل وأنه من أبرز أسباب أمراض السرطان والأوعية الدموية، لأن زيت النخيل يعد مصدراً غنياً بالدهون المشبعة، وهو ما قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين وارتفاع الكوليسترول.

ولفتت إلى أن كثيراً من الناس لا يعرفون ربما أن الزبدة النباتية التي تنتشر كمادة رخيصة جداً في الأسواق تعتمد بشكل كبير على زيت النخيل، كما أنه مستخدم بمعظم المأكولات المصنعة مثل الكونسروة والبسكويت والشكولاتة وأكياس الشعيرية سريعة التحضير مثل الإندومي وغيرها.

وتابعت الباشا، أن مخاطر هذا الزيت تكون عند غليانه ووصول سخونته إلى درجة كبيرة، حيث تنشأ أسترات الأحماض الدهنية أو دهون النخيل، وهي من المواد التي تساهم بشكل كبير في نشوء كتل السرطان بالجسم.

وأكملت أن الدهون المشبعة التي تأتي من هذا الزيت تزيد بالجسم بسرعة، فيصبح هناك دهون بالدم، وهو ما يسبب جلطات، والتي تنتشر مؤخراً بين فئة الشباب أيضاً، ربما لتناولهم مزيداً من الوجبات السريعة التي تعتمد على هذه الزيوت.

ودعت الباشا السوريين في كل مكان إلى عدم استخدام هذه الزيوت خصوصاً في المنازل، مشيرة إلى أنهم يتسببون بضرر كبير لأبنائهم من حيث لا يشعرون.