اعتاد السوري في بلاده وخاصةً في المناطق الريفية، إخراجَ أطفاله إلى ساحات العيد الموجودة في المدن والبلدات، حيث تنتشر الأراجيح والباعة الجوالون بشكل كبير.
وينتظر الأطفال قدوم العيد ويحلمون به، وربما لا يستطيع بعض منهم النوم خوفاً من تأخره عن تلك الساحات التي تبدأ الحياة فيها مع بزوغ الشمس وحتى غروبها، وتعج بالأطفال الذين يركبون الأراجيح والألعاب الأخرى التي يتم تحريكها يدوياً، ورغم بساطتها كانت وما تزال تبعث الفرح في قلوبهم.
ولكن في مصر بات الأمر مختلفاً كثيراً فالمدن الرئيسية لا تحتوي على هذه الساحات، ما زاد أعباء الغربة على الأهالي الذين يشعرون بمسؤولية كبيرة بسبب غياب مظاهر كثيرة للعيد عن أطفالهم.
ومقارنةً مع سوريا كانت التجمعات العائلية واحدة من أهم سمات العيد والخروج إلى ساحات الألعاب، وقضاء أول الأيام في بيت الجد الممتلئ بأولاد الأخوال والخالات أو الأعمام والعمات، على عكس ما يحصل في بلاد اللجوء فقد تشتت شمل الأسر، وتوزّع السوريون في كل مكان.
ما البدائل في مصر؟
تستضيف مصر نحو مليون ونصف مليون لاجئ يتوزع معظهم في مدن رئيسية مثل الإسكندرية وبرج العرب والرحاب والشروق والعاشر من رمضان وستة أكتوبر والعبور ودمياط وغيرها.
ورغم تقارب الأجواء بين سوريا ومصر أيام العيد، وكثافة اللاجئين في تلك المناطق، فإن ذلك لم يُغنِ عن ساحات العيد للأطفال، ما يدفع الأهالي للجوء إلى خيارات أخرى.
وتنتشر في مصر كثيرٌ من الملاهي التي تضم ألعاباً إلكترونيةً، تُعتبر أسعارها مقبولةً نوعاً ما، حيث تتوجه إليها العائلات السورية مع أطفالها.
وتتبع بعض الملاهي سياسة الدفع عند الدخول على الباب سامحةً للأطفال اللعب بحرية من دون أخذ أية مبالغ مالية مقابل كل لعبة، ويكون الدخول للطفل غالبا بين 150 و 200 جنيه مصري (ما يعادل تقريباً 5 دولارات أميركية).
وتبتعد عائلات عن هذا الخيار بسبب رسوم الدخول، فمثلا الأسرة التي لديها أربعة أطفال تضطر إلى دفع مبلغ 1000 جنيه لقاء دخول مدينة الملاهي، كما يحصل في مدينة العبور قرب القاهرة، فيتوجه الأهالي إلى الحدائق العامة، حيث يقومون بالشواء ويلعب أطفالهم في المساحات الخضراء.
عائلات تتوجه إلى الشواطئ
تضم مصر جميع الفئات من السوريين، حيث يتجه أصحاب الدخل الجيد لخيار الذهاب إلى الشواطئ، سواء باستئجار الشاليهات أو الحجز الفندقي.
يقول "أبو علي الشامي" صاحب مصنع في منطقة العبور، إنه يذهب في كل عيد مع أطفاله إلى فندق في منطقة الغردقة، حيث المسابح الكبيرة والألعاب المائية، إذ بات أمر الذهاب إلى هذه المنتجعات مرتبطاً بقدوم العيد.
كذلك الحال مع عائلة "أبو ماجد الحلبي"، والتي تعتبر محدودة الدخل، حيث تختار في كل عيد الذهاب إلى "شاليه" في العين السخنة، والذي تعتبر كلفته قليلةً نوعاً ما مقارنةً بأسعار الحجوزات في الفنادق.
وتبدأ أسعار الحجوزات في الفناق للشخص لمدة 4 أيام و 3 ليال من 4000 جنيه مصري وقد تصل في بعض الفنادق 5 نجوم إلى 25 ألفاً (تستثنى فنادق الساحل الشمالي التي تعتبر أسعارها خيالية)، في حين يبدأ الحجز في الشاليهات من 1000 جنيه مصري ويزداد بحسب قربه من البحر والخدمات المقدمة والمدينة.
عائلات لا تستطيع الخروج في الأعياد
وبسبب الأوضاع المادية الصعبة التي يمر بها كثير من السوريين نتيجة للغلاء في مصر، تختار بعض العائلات ذات الدخل المحدود البقاء في المنازل، وربما تخرج للمشي في الشوارع، والجلوس في الحدائق العامة.
تقول "هناء محمد" من ريف دمشق، إن العيد بالنسبة لأطفالها الذين فقدوا والدهم في سوريا، هو إعداد طعام لهم من لحم الأضاحي، الذي يصل إليها من بعض الأشخاص، وفي بعض الأحيان تشتري لهم ألعاباً بأسعار قليلة لكي لا تحرمهم فرحة العيد.
ما متوسط الرواتب في مصر؟
ويعتبر الدخل الشهري للموظف السوري في مصر قليلا جداً مقارنةً بارتفاع الأسعار في الأسواق، وتتراوح الرواتب الشهرية في المطاعم أو المحال السورية حيث تبدأ من 5 آلاف جنيه مصري، وتصل إلى 20 ألف جنيه في حالات قليلة جداً وذلك في حال كان الموظف لديه سنوات خبرة طويلة بالعمل في المكان نفسه ويديرها بشكل كامل.