icon
التغطية الحية

سوريون في مصر يتشاركون ثمن الأضاحي وآخرون يذبحونها في سوريا

2024.06.12 | 22:20 دمشق

مصر
خراف جاهزة للبيع في أحد الأسواق المصرية (إنترنت)
القاهرة - آمنة رياض
+A
حجم الخط
-A

يُحاول السوريون المقيمون في مصر، الإسراع إلى حجز الأضحية مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك، يوم الأحد المقبل، إلّا أنّ الارتفاع الكبير في أسعارها، دفع الكثير منهم إلى التشارك على ثمنها.

رياض الديري -رجل أربعيني وصل قبل 6 سنوات إلى مصر قادماً من دير الزور- قال لـ موقع تلفزيون سوريا إنّه تشارك مع ابن عمه لذبح أضحية العيد (خاروف) لهذا العام، والتي يصل سعرها إلى 15 ألف جنيه مصري (315 دولاراً أميركياً تقريباً)، حيث اعتاد ذبح الأضحية في كل عيد، لكن الأمر مختلف الآن بسبب ارتفاع الأسعار وعدم مقدرته على تحمّل الأمر وحدَه.

كذلك الأمر مع "أبو وائل" الذي تشارك مع اثنين من أصحابه لذبح الأضحية في هذا العيد، فيرى أن توزيع المبلغ على ثلاثة أشخاص أمر جيد جداً ويكون "الثواب" واحداً، ويجب على كل مقتدر ذبح الأضحية من أجل توزيع اللحم على الفقراء الذين ينتظرون الأعياد لتناولها، بحسب قوله.

من الناحية الشرعية فإنّه لا يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية إذا كانت خروفاً أو نعجة، لأنّ الأضحية من الغنم تجزئ عن شخص واحد فقط، ويستثنى من ذلك: "أضحية الرجل عن أهل بيته، فيجوز له أن يضحّي عن نفسه وعنهم جميعاً بشاة واحدة"، وهناك "فتاوى" تشير إلى حالة الإنسان المضطر، كأن يكون فقيراً لا يملك ثمن أضحية كاملة، فتجيز له الاشتراك مع غيره لشراء أضحية، والله أعلم.

ذبح الأضاحي في سوريا

اعتاد بعض اللاجئين السوريين في مصر، إرسالَ ثمن أضحية العيد إلى سوريا، من أجل ذبحها في المناطق التي ينحدرون منها، فهم يجدون أن السكان في بلادهم بحاجة أكثر من الموجودين في بلاد اللجوء.

وقال "أبو علي الشامي" صاحب مطعم سوري في منطقة ستة أكتوبر قرب القاهرة، إنه اعتاد منذ خمس سنوات، إرسالَ ثمن خاروف أو اثنين أو ثلاثة إلى سوريا لذبحها في منطقته بريف دمشق، التي تعاني أوضاعاً إنسانيةً مزرية بسبب إهمال النظام السوري.

ويؤكّد أن هناك عائلات تنتظر قدوم العيد من أجل الأضحية ليتناولوا اللحم، خاصةً الأطفال الأيتام الذين خسروا آباءهم خلال السنوات الفائتة، حيث يشعر بفرحة كبيرة عندما يعلم بأنهم سعداء ما يشجعه على الاستمرار بهذا العمل كل عام.

ويعتبر "أبو علي" واحداً من الأشخاص الذين تحدّثَ إليهم موقع تلفزيون سوريا وأكّدوا أنهم يفضّلون ذبح الأضحية في سوريا، في حين يحاول بعضهم تقسيمَ المبالغ لذبح واحدة في سوريا وأخرى في مصر، التي تضم أيضاً عائلات سورية وأخرى مصرية غير قادرة على جلب احتياجاتها الأساسية، وخاصة تلك التي لا تملك معيلاً.

الإقبال أقل من المعتاد والأسعار تضاعفت

أثّرت الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها مصر خلال الفترة الأخيرة على الأسعار بما فيها الأضاحي، ما جعل الإقبال عليها أقل مقارنةً بالأعوام الفائتة.

وقال صاحب محل جزارة سوري في منطقة العبور، إن أسعار الأضاحي تصل إلى 15 ألف جنيه مصري للخراف، في حين كانت بالسنوات السابقة 7 آلاف جنيه، ويتراوح سعر العجل البلدي بين 60 و 80 ألف جنيه، في حين سعر العجول المستوردة بين 40 و 60 ألفاً.

وأشار إلى أن المصريين يفضّلون ذبح العجول على "الخراف"، حيث يستطيعون إطعام عدد أكبر من الناس من الأضحية، وأمر التشارك على ثمنها قديم بالنسبة لهم.

وتتأثر أسعار الأضاحي في مصر بعدة عوامل، أولها نوع الأضحية فعادةً ما تكون أسعار الخراف أعلى من أسعار الماعز، في حين تكون أسعار العجول هي الأعلى.

وأيضاً وزن الأضحية، فكلّما زاد وزن الأضحية زادَ سعرها، وتتأثر بمكان البيع، فعادةً ما تكون أسعار الأضاحي في الأسواق المركزية أعلى من أسعارها في المزارع، والأهم من ذلك جودة الأضاحي (نوعها وصحتها وحجمها)، والعرض والطلب، فكلما زاد الطلب ارتفعت الأسعار.

الأضاحي تُقرّب بين المصري والسوري

يعيش السوريون في مصر حالة من الألفة مع المصريين الذين يعتبرون اللاجئ ضيفاً على أرضهم ويجب إكرامه، وزادت العادات والقواسم الدينية المشتركة من هذه الألفة.

ويعتاد كثيرٌ من المصريين أولَ أيام العيد إعدادَ طعام "الفتّة" (لحم مع أرز وصلصة حمراء)، ومع وجود السوريين باتت الجارة المصرية ترسل طبقاً من هذا الطعام لجارتها السورية أولَ أيام العيد.

تقول سيدة سورية تدعى "أسماء" إنها تنتظر العيد لتأكل هذه الأكلة من يد جارتها المصرية فتجد لها نكهةً خاصةً جداً، ويكون طعمها في أيام العيد مختلفاً عن باقي الأيام، بحسب قولها.

أما أسماء المصرية، فأشارت إلى أنها تُعِدُّ هذه الأكلة أول أيام العيد واعتادت منذ سكن عائلة سورية بجوارها مشاركةَ الغداء معهم أولَ أيام العيد، وتحديداً أكلة "الفتة" التي يحبونها كثيراً.

يعيش في مصر نحو مليون ونصف مليون سوري، بحسب إحصائيات مصرية رسميّة، ينتشرون في مناطق كثيرة، من أبرزها: الإسكندرية وبرج العرب القريبة منها، والعبور وستة أكتوبر ومدينتي والرحاب والعاشر من رمضان والشروق في محيط العاصمة القاهرة، وفي مدينة المنصورة ودمياط الساحلية، وغيرها.