ملخص:
- سؤال في امتحان مادة "الوراثة الطبية" لطلاب السنة التحضيرية للقبول الجامعي في الكليات الطبية، يتسبب بإرباك الطلاب وجدل ديني وشرعي وعلمي.
- التعليم العالي يبرر وجود سؤال عن "زواج الأخوة" في الامتحان بأنه كان خطأ مطبعياً وسيتم حذف علامته من سلم التصحيح.
أثار سؤال في امتحان مادة "الوراثة الطبية" عن زواج الأخوة لطلاب السنة التحضيرية للقبول الجامعي في الكليات الطبية بجامعة دمشق، جدلاً دينياً في وسائل التواصل الاجتماعي، بين طرف اعتبرها مسألة خارج العرف والدين، وآخر يرى أنها مسألة علمية مجردة ويمكن للطبيب أن يواجه مثل هذه الحالة.
وقال معاون وزير التعليم العالي في حكومة النظام السوري د. عبد اللطيف هنانو لموقع "أثر برس" المقرب من النظام: "استخدام مسألة عن شجرة النسب والبنية المورثة في امتحان مقرر الوراثة هو أمر غير جديد ويقيس مهارة الطالب في التحليل العلمي".
برر هنانو ورود هذا السؤال في الامتحان بأنه كان خطأ مطبعياً وسيتم حذف علامته من سلم التصحيح: "الزواج الوحيد من الأقارب المشار إليه في شجرة النسب هو زواج أولاد الخالة فقط وقد ورد خطأ مطبعي في السؤال رقم 9 وهو الرقم III-1 بدلاً من III-3 (زواج ابن العمة مع بنت الخال) وسيتم إلغاء السؤال من سلم التصحيح".
من جانبه أكد أحد أساتذة مقرر الوراثة الطبية في جامعة دمشق لصحيفة "الوطن" المقربة من النظام أن "شجرة العائلة من المواضيع الموجودة في الكتاب والمذكورة مرتين على الأقل"، مؤكداً أن "استخدام المسألة في امتحان مقرر الوراثة أمر غير جديد، وهذا النوع من الأسئلة يقيس مهارة الطالب في التحليل".
سخرية وانتقادات
وأثار السؤال سخرية وانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، وكتبت غادة مرزوق منشوراً قالت فيه: "السادة المسؤولون عن وضع أسئلة امتحانات التحضيرية نتمنى عدم إيصال الطلاب لمرحلة الجلطة درسوا و تعبو وسهروا مو مشان تدمروهن باسئلة لا أخلاقية بظل انتشار افكار سامة بالنت ونكران تواجد الديانات وتعاليمها علما بانو جميع الديانات تحرم زواج الاخوة".
وقال محمد الحموي في منشور: "اصبحت اسئلة السنة التحضيرية الاولى لكلية الطب لا ترضي الله و لا المجتمع و خارجة عن المألوف و كأنهم يشجعون على زواج المحارم أستغفر الله".
وفي المقابل يرى علاء إبراهيم أن العلم "يناقش كل الاحتمالات الواقعية ولا يدخل في شرعية الحالة"، وقال في منشور: "اليوم انطبلت الدنيا بموضوع سؤال زواج الأخوة تبع مادة الوراثة للتحضيري.. وأحد النظريات اللي افترضت انو السؤال يراد به تطبيع الموضوع بمجتمعاتنا وبث أفكار سامة.. ولكن خلونا نكون منطقيين شوية.. العلم والطب بيناقش كل الاحتمالات الواقعية.. ويُعنى بالجانب العلاجي من الموضوع.. لا يدخل في شرعية الحالة او لا.. طالما الحالة واقعية فخلص ما مهم.. الاعتقادات تخص المريض.. و حل المشكلة بيخص الطبيب".
وقالت ميريان البابا في منشور: "زواج الاخوة شيء غير مقبول لا اخلاقيا ولا دينيا ولا علميا .. بس بالاخير هو شي موجود وانتو كدكاترة لازم تكونو ع اطلاع بكل الحالات .. بكرا اذا اجا لعندكن عالعيادة هيك حالة بتنصدمو؟؟ ولا بتقلعون؟ ولا شو؟.. انت كطبيب مهمتك تعالج كل البشر بغض النظر عن مين هنن او شو هنن او شو عاملين فلازم تكون ردة فعلك مضبوطة ع اي حالة امامك".
وكتب ذو الفقار أحمد في تعليق: "جامعة دمشق حابة تصير تريند ما لاقت غير هالاساليب"، في حين نصحت تماضر خاطر الطلاب: "يلي معو مصاري يروح ع الخاص ويلي ما معو بدو يتحمل اسئله من كوكب المريخ" وتساءلت أخيراً: "يا ترى بتنطرح هيك اسئله ع طلاب الجامعات الخاصه؟".
الجدير ذكره أنها ليست المرة الأولى التي تثير فيها أسئلة امتحان واردة في السنة التحضيرية جدلاً كبيراً بين الطلاب لجهة نوعية الأسئلة، وخاصة أن أحد الامتحانات بمقرر اللغة الإنكليزية سابقا تضمن عدداً من الأسئلة مواضيع تخص (انفصال بيكيه وشاكيرا، وعن جوازات السفر السورية وعن شهرة رواية لمؤلف أميركي صدرت روايته منذ أيام، وأخيراً سؤال عن نوع فستان ماريا).