روسيا في سوريا.. تحديات النفوذ في ظل العزلة الدولية

2024.09.24 | 06:54 دمشق

آخر تحديث: 24.09.2024 | 06:54 دمشق

5252525252525252
+A
حجم الخط
-A

منذ تدخلها في سوريا عام 2015، سعت روسيا إلى تحقيق أهداف استراتيجية تتجاوز مجرد دعم النظام، فقد استخدمت قوتها الجوية بشكل مكثف في عمليات قصف استهدفت المدن والبلدات التي كانت تحت سيطرة المعارضة.

هذا التدخل المكثف أدى إلى تداعيات إنسانية كارثية، حيث سقط آلاف المدنيين بين قتيل وجريح، وتعرضت البنية التحتية للدمار الشامل.

باتت روسيا في مركز الاتهام الدولي بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، مما ألقى بظلاله على سمعتها على الساحة العالمية.

ورغم نجاحها في تغيير موازين القوى العسكرية لصالح النظام، فإنها لم تتمكن من تحقيق الاستقرار المنشود. فعلى الرغم من استعادة النظام للعديد من المناطق، بقيت مناطق ذات أهمية استراتيجية تحت سيطرة المعارضة، وظهرت تعقيدات جديدة على الأرض، مما يعكس فشلًا في فرض سيطرة شاملة ومستدامة.

تواجه روسيا ضغوطًا متزايدة من المجتمع الدولي بسبب تدخلها في سوريا، حيث فرضت الدول الغربية عقوبات اقتصادية صارمة على موسكو. هذه العقوبات لا تؤثر فقط على الاقتصاد الروسي، بل تعيق قدرتها على تمويل عملياتها العسكرية ودعم النظام. إلى جانب ذلك، تزايدت الانتقادات الدولية ضد روسيا، مما زاد من عزلتها على الساحة العالمية.

يواجه التدخل الروسي في سوريا مقاومة شديدة من القوى المعارضة والنزاعات الداخلية التي تعرقل الجهود الروسية.

تستمر الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان في توثيق الانتهاكات الروسية في سوريا، مما يعزز ضغوط المجتمع الدولي ويزيد من صعوبة تحسين العلاقات مع الدول الغربية. هذا المناخ الدولي المضطرب يضع روسيا في موقف دفاعي، مما يؤثر سلبًا على قدرتها على تحقيق أهدافها في الصراع السوري.

من جهة أخرى، يواجه التدخل الروسي في سوريا مقاومة شديدة من القوى المعارضة والنزاعات الداخلية التي تعرقل الجهود الروسية. تواصل الفصائل المعارضة، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وفصائل المعارضة المسلحة، التصدي للوجود الروسي، مما يضيف أعباءً إضافية على العمليات العسكرية الروسية.

هذه المقاومة تُجبر روسيا على تعديل استراتيجياتها العسكرية، مما يؤدي إلى تصاعد الأزمات الداخلية في سوريا ويزيد من تعقيد العمليات العسكرية. كما أن الوضع الميداني المتقلب يعكس عدم قدرة روسيا على تحقيق استقرار دائم، مما يجبرها على البحث عن حلول سياسية قد تكون أقل فعالية من الحلول العسكرية.

في ضوء هذه التحديات، تواجه روسيا ضرورة إعادة تقييم استراتيجياتها في سوريا. قد تسعى إلى تعزيز مساعيها السياسية عبر البحث عن تسويات تتضمن تقاسم النفوذ مع القوى الإقليمية الأخرى مثل إيران وتركيا. من المحتمل أيضًا أن تركز روسيا على تحسين صورتها الدولية من خلال تقديم مبادرات إنسانية أو تنموية، وهو ما قد يساعد في تخفيف الضغوط الدولية والعقوبات.

بالنسبة للمعارضة، يشكل التدخل الروسي جزءًا من الصراع الأوسع الذي يتطلب مواجهة استراتيجية لموازين القوى المتغيرة.

بالإضافة إلى ذلك، قد تبحث روسيا عن تعزيز تحالفاتها مع بعض الفصائل المحلية لضمان استقرار نسبي في المناطق التي تسيطر عليها. إلا أن هذه الاستراتيجيات لن تكون كافية للتغلب على التحديات الكبيرة التي تواجهها روسيا في سوريا.

يبقى الدور الروسي في سوريا محاطاً بالتحديات الكبيرة والتداعيات المعقدة، حيث يتجلى الفشل في تحقيق استقرار دائم وفي مواجهة الانتقادات الدولية المتزايدة.

بالنسبة للمعارضة، يشكل التدخل الروسي جزءًا من الصراع الأوسع الذي يتطلب مواجهة استراتيجية لموازين القوى المتغيرة. مع استمرار الأزمات على الأرض والضغوط الدولية، يواجه مستقبل روسيا في سوريا حالة من الغموض والتعقيد، مما يعكس عدم قدرتها على تحقيق الأهداف المرسومة بشكل كامل.