يستعد فريق من الكتاب السوريين لتأليف رواية جماعية، مستندين فيها على "مشروع تاريخ سوريا الشفهي" الذي جمعته منظمة "دولتي" مع شركائها خلال السنوات الـ6 الأولى من عمر الثورة السورية.
ووفق صحيفة "القدس العربي"، فإن فريق العمل الذي يشرف عليه الكاتب السوري جورج كدر، يضمّ سبعة كتّاب شتتهم ظروف الحرب في قارات العالم المختلفة وهم : فوز الفارس، رافي ميناس، وائل رحيم، ملاذ الزعبي، راما الحاج علي، هدى الجوادي، جابر بكر.
والتقى فريق الكتابة نخبة من الروائيين والنقاد السوريين وهم الروائي فواز حداد والروائية روزا ياسين حسن، والروائي هيثم حسين والكاتبة سلوى زكزك، والناقدة آراء جرماني والروائي نبيل الملحم، وخلال هذه اللقاءات شرح الضيوف للكتّاب في لقاء تفاعلي أفكارهم عن عالم الرواية، وطريقة كتابتهم والمشاكل التي تواجههم عند كتابة الرواية، وكيف يبتكرون الحلول لتجاوزها.
شهادات الإنسان السوري في قالب روائي
ونقل المصدر عن مدير المشروع ومحرر الرواية الجماعية المزمع تأليفها، جورج كدر، قوله إن "فريق الكتابة وبعد استماعه إلى الشهادات التي انتقيتها لهم من الأرشيف الضخم، أعاد إنتاج شهادات الإنسان السوري الذي خاض صراعا مريرا مع الحياة، ومع أطراف الصراع المسلح أنفسهم، بقالب روائي يتيح نقل هذه الشهادات من تجربتها الخاصة إلى عالم الأدب والرواية، بشكل يمكننا في النهاية من إنتاج سردية الإنسان السوري، في مواجهة سرديات النظام السوري والمعارضة السورية، التي بنى كل منهم سرديته فيها بشكل يقوي موقفه لمواصلة هذا الصراع الدموي".
فريق من المتطوعين
وأوضح كدر إن مشروع كتابة الرواية الجماعي "كان عملا تطوعيا، ورغم ذلك تقدم للمشاركة فيه نحو ستين متطوعا سوريا، كانت المنافسة شديدة بينهم، بعضهم له أعمال روائية منشورة، وبعضهم كتّاب قصة وبعضهم صحافيون. هؤلاء الكتاب يعملون على إعادة إنتاج السرديات التي رواها الشهود بطريقة تفاعلية بين الراوي والكاتب، كون كتابنا المشاركين في هذه التجربة هم أصلا جزء من الحدث السوري الراهن، وهذا مهم جدا بالنسبة لمشروعنا لإعادة إنتاج قصص أبطالنا وروايتها بطريقة ابداعية تنقلها لعالم الأدب".
تفاصيل المشهد السوري بكل آلامه
وأكد كدر أن اختيار فكرة العمل الجماعي لكتابة الرواية "هي محاولة للبحث عن طرق جديدة للتعبير عن أحداث واقعية لا متخيلة، لأن واقعنا اليوم بمآسيه وتطوراته السريعة فاق عالم الخيال، والمشهد الروائي السائد اليوم تغلب عليه الفردانية والأنانية، فيما التجارب الروائية التي يكتبها كاتبان أو ثلاثة كتاب تكاد تكون نادرة".
وأردف: "لذلك قررنا الخروج عن السائد بعمل روائي يجمع سبعة كتاب، ويكون البطل في روايتنا أبطالا وليس بطلا واحدا، ومن خلالهم ستكون تجربة كل واحد منهم قطعة في فسيفساء عامة تكمل المشهد السوري بآلامه، سنستفيد من تنوع طرق الكتابة وتعدد الأبطال. ونأمل أن نوفق في تجاوز هذا التحدي للوصول إلى صياغة سردية تنحاز للإنسان السوري البطل الذي لا يزال يجاهد من أجل تحقيق غايته المنشودة في الحرية والكرامة والعدالة".