رواية "رقصة الشامان الأخيرة" للكاتب والروائي السوري عبد الرحمن حلّاق صدرت أخيراً عن دار الفراشة في دولة الكويت.
تحكي الرواية عن الثورة السورية من خلال رصد تجارب مجموعة من الشابات والشبّان السوريين الذين تسير تفاصيل حكاياتهم جنباً إلى جنب لتتقاطع مصائرهم بعد أن شاركوا السوريين ثورتهم ضد نظام الأسد -خلال الفترة الممتدة بين أواخر 2012 ومطلع 2013- وتجرؤوا على تحطيم واجتياز جدار الخوف عبر مطالبتهم بالحرية.
وبسرد روائي متقن، تناولت الرواية الظروف التي عايشتها الثورة بدءاً من انطلاقها وصولاً إلى التدخلات الخارجية التي شاركت النظام في مجازره بحق السوريين وأسهمت في تشويه الثورة وحرف مسارها نتيجة بروز الجماعات المتشددة والمتطرفة وما نتج من عنف وحشي دفع ثمنه الشعب السوري الأعزل.
حلب مسرح الأحداث
يشارك بطولة الرواية كلّ من: غيث وخالد وحمزة وسهيل وزكريا وصفاء وصباح وريم وآزاد وغيرهم. كلّ واحد منهم يمثّل مكوّناً من مختلف المكونات الإثنية والدينية والمذهبية في سوريا، وتشكّل مدينة حلب الساحة الرئيسة للرواية حيث يلتقي فيها جميع أبطال الرواية مشكّلين صورة متكاملة من صور المواطَنة السورية والتضامن بين أقطاب مجتمعها.
يقرر (غيث) ابن مدينة السويداء، في بداية الرواية، الانتقال إلى حلب رفقة حبيبته وابنة مدينته (صفاء)، حيث سيشاركان في الحراك المدني السلمي والأنشطة الإغاثية. وهناك تسير محاور بقية شخصيات الرواية بالتوازي وبشكل متساوٍ مع مصير غيث وصفاء.
ترصد الرواية حادثة قصف النظام لجامعة حلب (منتصف كانون الثاني 2013) وما نتج عنها من مجزرة حصدت حياة العشرات من الطلاب وإصابة طلاب آخرين كانوا قد انتهوا قبل لحظات من أداء مسرحية تعنى بالدعم النفسي للأطفال.
مأساة جثة
تسفر تلك المجزرة عن مقتل غيث، وعندما يحاول بقية أفراد الفريق دفنه في أرض تعود ملكيتها لأبناء الطائفة الدرزية -بناء على رغبة جدته- يصطدمون بواقع تبعية شيخ العقل في القرية للنظام فيرفض دفن الجثة وكذلك يعترض فريق من "المتشددين الإسلاميين" على دفنه، وهنا تبدأ مأساة الرواية.
وفي قراءة مختزلة لتفاصيل الرواية، كتبت الأديبة والروائية السورية إبتسام الرنتيسي: "رقصة الشامان الأخيرة ليست رواية واحدة. إنها روايتان واحدة تأتيك من التاريخ الأسطوري لشامان أو نبي يولد من رحم كهف، تنبسط له الأرض بخضرتها فيتأبط شجرة الضوء ويسوق أغنامه إلى مساقط الماء ليصطدم بأبناء قابيل، ورواية ثانية لمجموعة من الشباب المستنير يولدون من رحم الشعب ويؤججون ثورتهم فيصطدمون بكل أنواع العنف والجهل والتخلف، يعبرون بجثة شهيد لم تجد أرضا كي تُدفن فيها. فتصبح الجثة ضحية المفاهيم الدينية المتحجرة بعد أن أصبح صاحبها ضحية عنف النظام وإجرامه. إنه الثمن اللامتوقع للحرية".
الكاتب عبد الرحمن حلاق
- قاص وروائي سوري من مواليد 1960 في مدينة سراقب بمحافظة إدلب. يقيم في الكويت ويعمل مدرساً للغة العربية وصحافياً في جريدة السياسة الكويتية.
- عضو المكتب التنفيذي في رابطة الكتاب السوريين، وعضو هيئة تحرير مجلة أوراق الصادرة عن رابطة الكتاب السوريين.
- صدر له: "صباحات مهشمة" ـ قصص 2002 عن دار عبد المنعم ناشرون – حلب، "قلاع ضامرة" ـ رواية 2007 عن دار الحوار.