قال مركز علم الآثار والحضارة المادية لدى أكاديمية العلوم الروسية، إن فريقاً روسياً سيتولى ترميم قوس النصر في تدمر بريف حمص، على الرغم من وجود اتهامات سابقة لموسكو بسرقة وتهريب الآثار السورية.
وقالت رئيسة المركز ومديرة مشروع الترميم ناتاليا صولوفيوفا، "فيما يتعلق بتمويل المشروع ستكون الأموال الأساسية روسية. لكن الجانب السوري له حصة في التمويل، فضلا عن مشاركة سكان تدمر في أعمال الترميم"، وفق ما نقلت وكالة "تاس" الروسية، يوم الإثنين.
وأرسل مشروع الترميم إلى منظمة "اليونيسكو" للتنسيق بشأنه، وبيّنت صولوفيوفا، أنّه "من المهم جداً أن يكون مشروع الترميم قد تلقى تقييماً عالياً في لجنة تدمر العلمية الدولية".
وسبق أن أقرّ النظام السوري في أيار الماضي مشروع الترميم، عقب الموافقة عليه في اجتماع مجلس العلم في معهد الحضارة المادية التابع لأكاديمية العلوم ومتحف الأرميتاج ومعهد موسكو للفن المعماري، ومن المتوقع أن تبدأ أعمال الترميم في آب أو أيلول القادم.
وكان تنظيم "داعش" قد فجّر قوس النصر في شهر أيار من العام 2015، ما أدى إلى دمار الجزء المركزي بالكامل، كما تضررت الأبراج الداخلية وفُقدت بعض العناصر بشكل نهائي.
روسيا تنهب آثار تدمر
وكانت موسكو قد قدمت في آب 2020 نموذجاً ثلاثيَ الأبعاد عن آثار مدينة تدمر التي سلمها النظام لتنظيم "داعش" وتسلمها منه مرتين. حيث سيطر التنظيم على تدمر في أيار من عام 2015، لتستعيد السيطرة عليها قوات النظام في آذار من العام التالي، ولكن التنظيم دخل إلى المدينة مجدداً في كانون الأول من 2016، لتستعيدها قوات النظام في آذار من عام 2017.
وعلى مدار سنوات عملت روسيا على استخدام تدمر كوسيلة للترويج لدعايتها كمحاربة تنظيم "داعش" على مستوى عالمي، لكون المنطقة من أهم المسارح الأثرية في التاريخ الإنساني، لكن العديد من التقارير والشهادات تؤكد تورط موسكو في سرقة وتهريب الآثار السورية بما في ذلك تلك الموجودة في تدمر.
وكشفت مصادر خاصة لـ موقع تلفزيون سوريا، في شهر تشرين الثاني عام 2020، عن إدارة القوات الروسية لعمليات تنقيب عن الآثار في المنطقة الوسطى من سوريا، وبشكل خاص في مدينة تدمر، بهدف نقلها إلى الأراضي الروسية تحت إشراف خبراء روس.
وعمدت القوات الروسية على تحويل الخبراء السوريين إلى مراقبي عمال في مواقع الآثار ضمن عقود أبرمت بين الطرفين ليتم إخراج القطع الأثرية وترحيلها عبر الطيران.
يذكر أن الآثار في سوريا تتعرض للسرقة والنهب من قبل قوات النظام والميليشيات الموالية ومختلف أطراف الصراع، وكشفت مصادر خاصة لـ موقع تلفزيون سوريا في وقت سابق عن تنقيب عناصر ميليشيا "حزب الله العراقي" عن الآثار في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في محافظة دير الزور شرقي سوريا، ونقلهم لقطع أثرية إلى العراق.