هددت بلدية مدينة جبلة في اللاذقية، بانتزاع أحد الأكشاك (بسطة) من شخص فقد قدمه خلال خدمته في جيش النظام السوري قبل سنوات.
وقال المدعو "سوار حسن" الذي أصيب في وقت سابق من جراء المشاركة في المعارك رفقة قوات النظام السوري: "أنا مو ضدن يشيلوا الكشك، ويرجعوا المنطقة على ما كانت عليه سابقاً. بس بالمقابل بدي يرجعولي جسمي إلى ما كان عليه سابقاً، قبل أن تقطع رجلي نتيجة الحرب".
وحصل "حسن" على الكشك في عام 2014 بصفته جريحا عندما كانت البلديات توزع أكشاكاً على الجرحى، مع دفع ضريبة إشغال سنوية للبلدية بقيمة 10 ملايين ليرة سورية.
وأشار "حسن" لموقع "سناك سوري" إلى أن إنذاراً بإزالة الكشك وصله قبل عدة أيام من بلدية جبلة مع منحه مهلة حتى شهر حزيران. إلا أنه يرفض القرار ويريد أن يبقى الكشك الذي يعتاش منه حالياً ولا يمتلك أي عمل آخر بديل عنه.
وأنذرت بلدية جبلة 13 شخصاً يمتلكون أكشاكاً مشابهة في المنطقة ذاتها، بينما لا يمتلك أصحاب تلك الأكشاك أي فرصة عمل أخرى بظل الظروف الحالية، حسب المصدر.
خطوات مشابهة في طرطوس
وخلال شهر آذار الماضي ساد التوتر بين ذوي قتلى وجرحى النظام السوري، في محافظة طرطوس، على خلفية قرار حكومة النظام بإزالة الأكشاك من الأسواق الشعبية، ما يهددهم بفقدان مصادر رزقهم، بالرغم من ترخيصها.
وذكر عضو "مجلس الشعب" التابع للنظام، سلام خضر، أن قرار إزالة الأكشاك صدر عام 2019، لكن تطبيقه مستحيل كونها لذوي "شهداء وجرحى"، إذ استلموها من البلديات حتى تكون مصدر رزقهم.
وأضاف خضر أنه منذ قرابة العام أٌزيلت أكشاك في طرطوس، وافترش أصحابها الأرصفة وباعوا على بسطات، متسائلاً عن المبرر القانوني لإزالة الأكشاك بعد منحها للأهالي.
ما علاقة أسماء الأسد؟
وكانت حكومة النظام السوري قد أصدرت قراراً يقضي بإزالة العديد من الأسواق الشعبية القديمة والمحدثة في مدينة طرطوس، بالرغم من أن الأكشاك والبسطات في داخلها "مرخّصة" أصولاً ويتم تجديدها سنوياً منذ قرابة 40 عاماً، ما يهدد بقطع أرزاق مئات العائلات في ظل التردي الاقتصادي الذي تشهده البلاد.
وبحسب صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، فقد تقدّم العشرات من شاغلي الأسواق الشعبية في مدينة طرطوس بشكوى خطية أوضحوا فيها أنهم منذ أكثر من 40 عاماً جمعوا عرباتهم وبسطاتهم داخل أسواق شعبية تم إحداثها بقرار من المحافظ آنذاك وبالتنسيق مع مجلس المدينة.
وفي وقت سابق، كشف مدير الخطط التنموية في "الأمانة السورية للتنمية" التابعة لأسماء الأسد، إبراهيم الريس، أن الأمانة وضعت برنامجاً متكاملاً لإعادة تأهيل "طرطوس القديمة".
وقال الريس في حديث لتلفزيون الخبر المقرب من النظام السوري، إن "الأمانة تتبع منهجية تنمية اجتماعية واقعية تلامس تطلعات سكان المدينة القديمة في طرطوس.. وتم وضع 12 هدفاً لتنفيذه في طرطوس القديمة"، ما يرجّح أن تكون تلك الأسواق الشعبية من ضمن الأهداف المذكورة.