كشف رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي في دمشق، زاهر حجو، عن ارتفاع نسبة الوفيات بين الشبّان نتيجة الإصابة باحتشاء عضلة القلب (الجلطة).
وأفاد حجو في حديث لإذاعة "ميلودي إف إم" أمس الخميس، بأن عدد حالات وفيات الشباب نتيجة احتشاء القلب سجّلت ازدياداً ملحوظاً، من بينها حالات سُجّلت ضمن العاملين في القطاع الطبي.
وقال إنه "لا يمكن تحديد رقم دقيق لعدد حالات الوفاة، كونها لا ترد جميعها إلى الطب الشرعي وبالتالي لا تسجّل لدينا"، لافتاً إلى أن وفيات الشباب بسبب "الجلطات" موضوع خطير والأرقام التي تسجل ليست بالبسيطة.
وأشار حجو إلى سلبية التعامل مع مسألة التشريح، مشيراً إلى أن المجتمع "يرفض تشريح الجثة بينما العلم بحاجة لهذا الإجراء، ولو تم تشريح الجثث، لكان الطب الشرعي قادراً على تحديد السبب الرئيس للوفاة بدقة أكثر".
أسباب الإصابة بالجلطة
ويعدّ الضغط النفسي العامل المسبب للجلطات القلبية والسكتات الدماغية بشكل عام، كما أنه مولد للضغط الشرياني والسكري وعدة عوامل أخرى، بحسب الطبيب النفسي تيسير حسون خلال حديثه للمحطة الإذاعية، مضيفاً أن أقسام الأمراض القلبية في المشافي تشهد انتشاراً كبيراً للجلطات القلبية بين الشباب نتيجة الضغط النفسي من جراء الضغوطات المتزايدة يوماً بعد يوم.
تحذيرات من إصابة الشباب في سوريا بالجلطة
وفي منتصف شهر نيسان الفائت، حذر رئيس قسم الإسعاف في الهيئة العامة لـ"مشفى الباسل" لأمراض وجراحة القلب بدمشق، منار العقاد، من زيادة الأزمات القلبية بين الشباب خلال الفترة الأخيرة.
وقال العقاد لإذاعة "شام إف إم" المقربة من النظام السوري، إن نسبة عدد مراجعي إسعاف المشفى بأعمار بين الـ 20 والـ 40 عاماً نحو 10 في المئة من المراجعين.
وكشف أن أصغر حالة توفيت نتيجة نقص التروية القلبية كانت حالة بعمر الـ 24 عاماً، موضحاً أن هناك عدة أسباب لزيادتها منها كثرة التدخين المترافق مع الشدة النفسية، وخاصة الأركيلة التي تحولت إلى موضة خلال الفترة الأخيرة، حيث يعادل النفس الواحد منها 80 سيجارة، إلى جانب الوجبات السريعة التي تسهم في رفع معدل الكوليسترول في الجسم.
وفي نهاية شهر كانون الثاني الماضي، كشف أستاذ أمراض القلب في كلية الطب بجامعة تشرين إياس الخيّر، عن ارتفاع نسبة إصابة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 45 عاماً باحتشاء عضلة القلب في سوريا، مرجعاً ذلك إلى التدخين والحميات الغذائية السيئة، والضغط النفسي الشديد والوضع المادي المتردي.
وقال الخيّر الذي يشغل أيضاً منصب رئيس شعبة القثطرة القلبية الوعائية في مشفى تشرين الجامعي،، إن النسب المئوية لمصابي احتشاء العضلة القلبية لمن هم تحت سن الـ 45 تتراوح بين 8 و15 في المئة. موضحاً أن النسبة تشير بشكل واضح إلى ازدياد وتيرة إصابة الشباب باحتشاء العضلة القلبية بشكلٍ تصاعديّ، وخاصة في العشرين سنة الأخيرة، بعد أن كانت هذه الأمراض مقتصرة إلى حدٍّ ما على من هم فوق الستين سنة.