أصدرت رابطة الكتّاب السوريين العدد الجديد من مجلة (أوراق)، الذي خصصت ملفّه لتسليط الضوء على محافظة الرقة في شمال شرقي سوريا، وذلك بالتزامن مع الذكرى الـ12 للثورة السورية.
وأعلنت الرابطة أمس السبت عن صدور العدد المزدوج (19- 20) من مجلة (أوراق)، تحت عنوان "الرقة.. ذاكرة تأبى التغيير"، بالتزامن مع ذكرى انطلاق ثورة الكرامة وشن النظام حربه ضد الثائرين المطالبين بالحرية.
واستهل رئيس تحرير المجلة أنور بدر العدد الجديد بكلمة افتتاحية تحدّث فيها بإسهاب عن الأوضاع العامة في محافظة الرقة "التي عانت كثيراً من جور النظام وتهميشه لها على كل المستويات. إلا أن أبناء الرقة، مدينة وريفاً، صنعوا حاضراً إبداعياً متميزاً".
وقال بدر إن الرقة "شكّلت حالة ثقافية متميّزة في الجغرافيا السورية، على الرغم من إمكانياتها المتواضعة، حيث نُظّمت فيها العديد من المهرجانات الثقافية المتخصصة بدءاً من مهرجان العجيلي للرواية العربية ومهرجان الشعر واستمراراً بمهرجان المسرح وآخر للفلكلور وملتقى للرسم. وذلك مؤشّر هام على عمق وأصالة وتميّز هذا الحراك الثقافي، بمبدعيه من كتّاب وفنانين ترك معظمهم أثرا ملموساً في ثقافتنا السورية والعربية".
مضامين العدد الجديد وكتّابه
شارك في العدد الجديد لمجلة أوراق، أكثر من ستين كاتباً ومثقفاً توزّعت أعمالهم بين الملف الرئيسي والدراسات وملفات الترجمة والحوار والتشكيل، بالإضافة إلى ملفات الإبداع الغنية بالنصوص والشعر والقصة، والدراسات النقدية للسينما الفراتية ومهرجان الرقة المسرحي، وشهادات غنية لكتاب عرب وسوريين شاركوا في دورات "مهرجان عبد السلام العجيلي للرواية العربية".
بلغ عدد صفحات العدد أكثر من 580 صفحة، وتزيّنت مواده وغلافه بالكثير من الّلوحات التي حملت توقيع فناني الرقة تحديداً.
وتكمن أهمية هذا العدد في الإضاءة على المحافظة الغنية بمواردها الطبيعية وخيراتها وطاقاتها البشرية، لكنها ظُلمت مرتين؛ الأولى من قبل الاستبداد البعثي الذي رأى بها مجرد مزرعة له، والمرة الثانية حين سيطر عليها تنظيم (داعش) وأحالها إلى مركز ما وصفه بـ "دولة الخلافة" المزعومة. إضافة لقيمته التوثيقية حول غنى وإبداع أبناء الرقة.