نفّذت مجموعات تابعة لـ "وحدات الحماية الكردية" خلال الأسابيع الأخيرة، أعمال حفر وتنقيب عن الآثار في موقع "قصر البنات" وسط مدينة الرقة، دون تعليق يُذكر من قبل لجنة الآثار والجهات المختصة في "الإدارة الذاتية"، في حين تصنف "قوات سوريا الديمقراطية/ قسد" جرائم الآثار تحت بند ما يسمّى بـ "الأمن القومي" .
وأوضح مصدر خاص لـ موقع تلفزيون سوريا أن "وحدات الحماية" نسّقت مع ورشات حفر وبعض المختصين بالآثار لمباشرة أعمال الحفر والتنقيب في الموقع المذكور خلال فترات المساء (بين الـ9 مساءً حتى الـ3 فجراً)، منذ الـ21 من آذار الماضي، وذلك باستخدام أدوات حفر يدوية وأخرى تعمل بضغط الزيت (كومبرسور).
و قال المصدر إن الأشخاص المسؤولين عن عمليات الحفر يتبعون لـ "الحج دلّو" رجل الأعمال الكردي المعروف في القامشلي شمالي الحسكة، وبالتنسيق مع "الاستخبارات الكردية".
وأكدت مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا أن عمليات حفر سبق أن نُفّذت أيضاً في موقع هرقلة غربي الرقة و تل الرماد الأثري جنوب مدينة الطبقة، بالإضافة إلى منطقة الهورة والحمامات غربي الرقة، في ظل صمت السلطات المحلية عما يجري .
وبحسب المصادر، فإن "دائرة الآثار" في "الإدارة الذاتية"، تسمح لبعض المتنفذين والمقربين من قيادات "حزب الاتحاد الديمقراطي" بالتنقيب عن الآثار داخل مناطق سيطرة "قسد" تحت إشرافها ومراقبتها، على أن تحصل على حصة تبلغ 60 في المئة من قيمة ما يجده المنقب من الذهب، بينما تستحوذ على كل ما يجده من قطع أثرية كالتماثيل واللوحات وغيرها، مقابل منحه مكافأة مالية
ورغم ذلك، تشن "قسد" بين حين وآخر حملات دهم واعتقال بحق كل شخص متورط بأعمال نبش المواقع الأثرية وحيازة الآثار والاتجار بها. وتصنف "قسد" جرائم الآثار تحت بند "الأمن القومي" ويتم إيداع المعتقلين في سجن "كوباني" خلافاً للقوانين النافذة في بقية الدول التي تخضع فيها جرائم الآثار للقانون الجزائي والجرائم الاقتصادية .