تفاقمت معاناة سكان العاصمة دمشق، منذ دخول فصل الشتاء، من جراء ازدياد ساعات قطع الكهرباء إلى 23 ساعة يومياً في بعض الأحياء، مع تفشي ظاهرة سرقة التجهيزات الكهربائية، حتى وصل الأمر إلى سرقة أعمدة الكهرباء بالكامل، في ظل الانفلات الأمني وغياب الرقابة.
مدير الإنارة والكهرباء في "محافظة دمشق"، وسام محمد، قال لصحيفة الوطن المقربة من النظام السوري، إن أجهزة الإنارة في دمشق، وخاصة في مناطق السكن العشوائي، تتعرض يومياً للسرقة، مع وجود تعديات على شبكة الإنارة من بعض أصحاب البسطات، إضافة إلى سرقات منتشرة في الحدائق، ناهيك عن وجود سرقات للأعمدة ليباع الحديد بالكيلو.
وأضاف أن هناك سرقة للكابلات واللوحات والقواطع الكهربائية في العشوائيات والمتاجرة بها بأسعار كبيرة جداً تقدر بالملايين، مضيفاً: "أعلمنا منذ أسبوع بضبط أشخاص يحاولون سرقة كابلات كهربائية خاصة بالإنارة في أتستراد المزة".
عمر الشبكة الكهربائية في دمشق أكثر من 100 عام
وأوضح محمد أن شبكة الإنارة في العاصمة عمرها يفوق الـ100 عام، مبيناً وجود 130 ألف عامود كهرباء في دمشق، 50 ألفاً منها مخدم بشكل كامل، علماً أن جاهزية الإنارة في العاصمة تقدر بـ40 في المئة، بسبب ضعف الصيانة والإمكانات.
ولفت إلى أن الإنارة تعتبر مقبولة في شوارع المدينة، ولكن هناك ضعف في مناطق السكن العشوائي، ما يتطلب مبالغ كبيرة جداً للقيام بعدة مشاريع كاملة في أحياء مثل التضامن وعش الورور واللوان والدحاديل.
وأكد وجود أعمال تخريب تطول الإنارة في عدد من الحدائق، ما يؤثر في أعمال الصيانة، وخاصة في ظل وجود تكاليف بـ30 مليوناً ثمن لوحات ولمبات تتعرض معظمها للسرقة، مبيناً في سياقه أن حديقة السبكي منارة عبر الأمبيرات عبر أحد المشغلين في المنطقة الذي قدم 60 أمبيراً.
أزمة الكهرباء في سوريا
وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري تردياً في الواقع الكهربائي، في ظل غياب برنامج تقنين منظم، ووصلت ساعات القطع في بعض المحافظات إلى أكثر من 23 ساعة متواصلة، في حين أن بعض المناطق لم يصل إليها التيار الكهربائي منذ عدة سنوات.