- دمشق تعاني من تقنين غير مسبوق في مياه الشرب، إضافة إلى تقنين الكهرباء.
- مؤسسة مياه دمشق نشرت برنامج تقنين يتراوح بين 5-15 ساعة ضخ يومياً حسب المناطق.
- بعض المناطق تشهد قطع مياه يصل إلى 22 ساعة يومياً، مع تغيير مواعيد الضخ دون إنذار.
- سكان دمشق يضطرون لشراء عبوات وصهاريج المياه بسبب الأزمة.
تعيش دمشق، إضافة إلى تقنين الكهرباء الذي وصل إلى 8 - 9 ساعات قطع وساعة أو نصف ساعة وصل، تقنيناً غير مسبوق وجائراً كما وصفه السكان، في مياه الشرب بعد أن كانت إحدى أهم ميزات العاصمة هو توفر مياه الشرب أغلب أوقات اليوم. يأتي ذلك على الرغم من أن دمشق وريفها سجلا هطولات مطرية جيدة وأفضل هذا العام مقارنة بالعام الماضي، فبلغت كميات الهطول في منطقة سرغايا 374 مم مقارنة مع 166 مم الموسم الماضي، بنسبة 226% عن العام الماضي، أما في ساحة الحجاز بدمشق، فقد هطل 91 مم مقارنة مع 76 مم الموسم الماضي.
برامج التقنين وأزمة المياه
نشرت مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي بدمشق بداية الشهر الجاري برنامجاً للتقنين يتراوح الضخ فيه بين 5 – 15 ساعة باليوم تبعاً للمناطق. تبرر المؤسسة اختلاف ساعات التزويد بارتفاع أو انخفاض مستوى المنطقة حيث تحتاج المنطقة المرتفعة إلى ساعات ضخ أطول لتصل المياه إليها. لم يستمر هذا البرنامج أياماً فقط، حتى تفاجأ سكان العاصمة بتقنين غير معلن وغير مسبوق بالمياه، حيث وصلت ساعات القطع إلى 22 ساعة في بعض المناطق المرتفعة التي من المفترض أن يستمر الضخ فيها 15 ساعة مثل ركن الدين، بينما هناك أحياء في تلك المنطقة لم تشهد المياه منذ أسبوع.
المشكلة ليست فقط بزيادة ساعات التقنين، بل بقيام المؤسسة بتغيير مواعيد ضخ المياه دون أي إنذار مسبق، وجعلها في أوقات يصعب على السكان استخدامها فيها، كأن يتم ضخ المياه الساعة 5 صباحاً أو 2 ليلاً، وفي وقت لا تتوفر فيه الكهرباء وبالتالي يحرم السكان منها. أكد سكان في العاصمة دمشق أنهم صدموا يوم الأربعاء بتغيير مواعيد ضخ المياه وتقصيرها إلى ما بين نصف ساعة لساعة بأحسن الأحوال، ما دفعهم لشراء عبوات مياه الشرب المعبأة التي وصل سعر العبوة الكبيرة منها إلى ما بين 7500 – 8000 ليرة سورية.
الحلول المؤقتة والمعاناة اليومية
اضطر سكان في مناطق مثل المزة 86 والتي لا تستطيع الاستفادة من المياه خلال ضخها لفترة قصيرة دون كهرباء، إلى شراء صهاريج مياه حيث وصل سعر البرميل إلى 15 ألف ليرة سورية بينما سعره لا يتجاوز 7 – 10 آلاف ليرة في ريف دمشق الذي اعتاد على عدم ضخ المياه إلا بالأسبوع مرة أو مرتين. ولم يعتد سكان العاصمة على شراء عبوات المياه الجاهزة أو الصهاريج لتأمين احتياجاتهم من المياه، حيث يعتمدون اعتماداً شبه كامل على مياه "الفيجة" سواء في تعبئة خزاناتهم الصغيرة مرتين أو ثلاث مرات في اليوم، وتعبئة ما يحتاجون من حافظات لمياه الشرب في المنزل، إضافة إلى الغسيل والتنظيف اليومي.
من غير الواضح كم ستستمر هذه الحالة، ولماذا لم تصدر المؤسسة جدولاً واضحاً ودقيقاً لساعات الضخ والقطع، لكن سكان دمشق وبعد الصدمة التي عاشوها بالتقنين الجائر المفاجئ، اضطروا إلى تقنين الاستهلاك في منازلهم رغم التقنين من المؤسسة، وذلك خوفاً من عدم ضخ المياه نهائياً ليوم أو يومين. مصدر في المؤسسة قال للموقع إن عدم توفر الكهرباء خلال ساعات النهار يعيق عملية ضخ المياه، والكثير من المناطق زادت ساعات تقنين المياه فيها بشكل مفاجئ نتيجة زيادة ساعات تقنين الكهرباء إلى 22 ساعة في اليوم.
ما السبب؟
وكان مدير كهرباء دمشق وريفها غياث عيدة قال لصحيفة الوطن مؤخراً، إن الوضع الصعب للكهرباء سيستمر حتى بداية الشهر القادم بسبب انخفاض كميات التوليد. ويضيف المصدر للموقع، بأن زيادة ساعات تقنين المياه في تموز وآب يعود إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة هدر المياه من قبل السكان على شطف الشوارع وغسل السيارات وما إلى ذلك، ما يدفع المؤسسة لتغيير ساعات الضخ إلى أوقات يصعب هدرها فيها، إضافة إلى السبب الأهم وهو انخفاض مستوى نبع الفيجة في هذين الشهرين، وتحويل المصادر إلى الآبار ونبع بردى وعين جاويش.
يشار إلى أن معدلات هطول الأمطار لهذا الموسم سجلت في سوريا عموماً أرقاماً مضاعفة مقارنة بهطولات العام الماضي مع انتهاء مربعانية الشتاء التي تبدأ في 22 كانون الأول وتنتهي في 30 كانون الثاني.