icon
التغطية الحية

سوق "رفع المعنويات".. قائمة جديدة بأسعار عمليات التجميل في سوريا

2024.07.24 | 14:12 دمشق

آخر تحديث: 24.07.2024 | 14:12 دمشق

ما قصة ازدياد مراكز التجميل في مدينة حلب؟
ازدياد الإقبال على عمليات التجميل في سوريا
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ازداد الإقبال على عمليات التجميل في سوريا، رغم ارتفاع أسعارها بشكل كبير، حيث بلغت كلفة عملية شفط الدهون والنحت نحو 20 مليون ليرة سوريّة، وعملية تجميل الأنف 7 ملايين ليرة.

وبحسب قائمة الأسعار الجديدة لـ عمليات التجميل في العاصمة دمشق، تتراوح كلفة عملية فيلر الذقن بين مليون إلى 2.5 مليون ليرة سوريّة، حسب نوع الحقن، في حين تتراوح كلفة فيلر الفم من مليون إلى 1.5 مليون ليرة، والبوتوكس بـ850 ألفاً.

"تأثير قلم الحمرة"

والإقبال على هذا النوع من عمليات التحميل، يؤكّد -وفق صحيفة "الوطن" المقرّبة من النظام السوري- أن كل هذا الارتفاع في الأسعار وطول سنوات الحرب، لم يمنع المرأة من الانتباه إلى جمالها.

وبعض الخبراء فسّروا ذلك بظاهرة ما يُعرف بـ"تأثير قلم الحمرة"، وهو مصطلح يشير إلى ميل المستهلكين إلى شراء السلع الكمالية الصغيرة، مثل مستحضرات التجميل، خلال فترات الأزمات الاقتصادية، محذّرين من مخاطر هذه الظاهرة، لأنّها قد تحوّل السلع الكمالية إلى ضروريات، ما يؤثر سلباً على ميزانيات العائلات.

وظهر مصطلح "تأثير قلم الحمرة" في ألمانيا، بعد الحرب العالمية الثانية، وعاد إلى الظهور مجدّداً خلال الأزمة الاقتصادية، عام 2001، ويرتبط ذلك بدوافع نفسية واقتصادية كامنة.

فعند مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة، يميل المستهلكون إلى التوفير في الفواتير الكبيرة (سيارات، عقارات) وغيرها، لكنهم يزيدون من الإنفاق على أشياء باهظة صغيرة، خاصة تلك التي تدعو إلى التفاؤل، ويُرجّح الخبراء أنّ "هذا السلوك ناتج عن رغبة الناس في تعزيز معنوياتهم والشعور بالسعادة في ظل الظروف الصعبة".

ونقلت الصحيفة عن مجدي الجاموس -أستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق- أنّ "تأثير قلم الحمرة" يعكس سلوكاً نفسياً لدى الأفراد يميلون فيه إلى البحث عن وسائل بسيطة وغير مكلفة لتحسين شعورهم النفسي، إذ لا يوجد طموح في الحصول على منزل أو سيارة أو السفر، لذلك يلجأ الناس إلى هذه المنتجات كوسيلة للتكيّف مع الضغوط المالية.

وفسّر "الجاموس" لجوء النساء السوريات إلى مراكز التجميل بأنه "ربما يكون نوعاً من الاستثمار الأنثوي في تحسين مظهرها ليكون لديها فرصة أكبر بالحصول على عمل أو زواج أو ترقية وظيفية".

"غلبة الجنس الأنثوي" بعد الحرب

من جانبه، يرى الطبيب النفسي تيسير حسون، أنّ ازدياد عمليات التجميل في سوريا قد يعود أيضاً إلى "غلبة الجنس الأنثوي" بعد الحرب، ما أدّى إلى ارتفاع معدلات التنافس بين النساء.

وبيّن "حسون" أنّه يجب أن نفرّق بين مفهومين عمليات الترميم وعمليات التجميل، مردفاً: "عمليات الترميم تكون بسبب ضرورة طبية والذي يقررها هو الطبيب، بينما في عمليات التجميل الأدوار مقلوبة المريض هو مَن يقرّر وليس الطبيب".

ورأى أنّ الجراحة التجميلية هي أكثر المجالات الطبية ارتباطاً بالإعلان وقد ازدهرت بسببه، وباتت في جزء كبير منها مادة إعلانية استهلاكية، مشيراً إلى أنّ الأمر الذي يبعث على القلق هو أن "الإعلان عن اختيار أنف جديد، بات كشراء ثوب".

وإلى جانب الدوافع النفسية، تلعب العوامل الاقتصادية دوراً مهماً في "تأثير قلم الحمرة"، ففي ظل انخفاض قيمة الليرة السورية، أصبحت عمليات التجميل في سوريا أرخص بكثير مقارنة بالدول المجاورة، ما يجذب العديد من النساء من الدول المجاورة إلى إجراء هذه العمليات في سوريا.