icon
التغطية الحية

"دم مجاني" يباع بالملايين.. تحقيق بالسرقة في أحد أكبر مشافي دمشق الجامعية

2024.11.03 | 10:23 دمشق

دم
 تشمل عمليات الفساد في المشافي سرقة المستلزمات الطبية وابتزاز المرضى
دمشق ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • الفساد يتغلغل في مختلف قطاعات النظام، خاصة في ظل رواتب منخفضة، مما أدى إلى سرقات متعددة تشمل التعليم، الاقتصاد، الصناعة، وآخرها القطاع الطبي.
  •  تشمل عمليات الفساد في المشافي سرقة المستلزمات الطبية وابتزاز المرضى، حيث يُجبر المرضى على شراء معدات طبية بحجة نقصها في المستشفى، في حين تصل بعض رسوم الأطباء والممرضين إلى مبالغ ضخمة تصل إلى 400 ألف ليرة يومياً.
  •  أكياس الدم المسروقة تُباع بمبالغ باهظة رغم أنها مجانية، حيث يُجبر المواطنون على التبرع بها لتأمين الوثائق الرسمية، في حين يتم إعفاء بعضهم مقابل دفع رشوة.
  •  تتعمد السلطات التعتيم على التحقيقات المتعلقة بسرقات أكياس الدم، تجنباً لإثارة الجدل بين المواطنين الذين يعانون من صعوبة الوصول إلى أكياس الدم عند الحاجة.
  • الوعي ببيع الدم المسروق يجعل المواطنين يترددون في التبرع، ويلجأ بعضهم لدفع رشى بدلاً من التبرع، مما يزيد من أزمة الثقة بالنظام الصحي ويزيد من معاناة المرضى.

يستشري الفساد في مختلف مفاصل  قطاعات النظام، عملاً بالمثل القائل "ربي أسألك نفسي"، خاصةً في ظل رواتب لا تكفي يوما واحدا، مما دفع بأذرع الفساد لتمتد إلى كل القطاعات التعليمية والاقتصادية والصناعية وآخرها الطبية، التي لا يوفر بعض كوادرها فرصة سرقةٍ واحدة إلا ويستغلونها، وكان آخرها سرقة أكياس دم من مشفى جامعي كبير بدمشق (نتحفظ على ذكره حماية للمصادر)، حيث بدأ الأمن الجنائي عملية التحقيق والتقصي المتعلقة بها منذ نحو شهر، وفق ما أكده مصدر خاص من المشفى نفسه.

نصب وابتزاز يبدأ من البوابة

المصدر تحدث لموقع تلفزيون سوريا أن الفساد وعمليات السرقات في كل المشافي مستمرة، ولا تتوقف عند أكياس الدم التي تصل إليها، بل تمتد لتشمل كل ما تصل إليه يد العاملين في المشافي التي يجب عليك الدفع فيها مقابل أي خدمة طبية ستقدم لك، إذ تبدأ عمليات الدفع مع وصولك لباب المشفى الخارجي، أي للحرس الموجودين على أبواب المشافي، من دون إغفال عمليات الابتزاز التي قد يقوم بها الحرس لبعض السيدات في حال اضطررن للدخول حتى لو كانت الزيارة ضمن الأوقات المسموح بها، لتمتد السرقات إلى طلب مختلف أصناف المستلزمات الطبية من المريض ومرافقيه، بما فيها الشاش والقطن والإبر وكل ما قد يلزمه أو لا يلزمه، حيث تصل  على سبيل المثال يومية بعض أطباء وممرضي العظمية المقيمين في إسعاف المشافي إلى 400 ألف ليرة يتم خلالها حتى طلب شراء الجبصين ومستلزمات أخرى بحجة عدم توفرها في المشفى، ليقع المريض ضحية النصب والابتزاز والسرقة إضافة إلى وجعه ومرضه.

دم "مجاني" يباع بالملايين

يذكر أن سلطات النظام تفرض على كل شخص يريد التقدم لوظيفة أو لشهادة سواقة أو حتى استصدار وثيقة تخرج من الجامعة، شرط التبرع بالدم مجاناً في بنوك خاصة بالتبرع، مقابل حصوله على أية وثيقة مهما صغرت أو كبرت أهميتها، طبعاً مع إعفاء قسم كبير من التبرع إما لامتلاكه واسطة كبيرة أو بعد أن يدفع "المعلوم" وهنا للأمانة لا يوجد مبلغ معين يجب عليه دفعه، فله الخيار شرط أن لا يقل المبلغ عن خمسين ألف ليرة.

وذكر المصدر ذاته حرص السلطات على التكتم الشديد في  عمليات سير التحقيق، لحساسية هذا النوع  من القضايا، والسبب ما قد يسببه إثارة هذه النوع من السرقات من جدلٍ كبير بين السوريين، خاصةً مع صعوبة حصول معظم المواطنين على أكياس دم في حال اضطروا لها، وإجبارهم في الوقت ذاته على التبرع حتى ولو لم يكن لديهم الرغبة أو القدرة، ما قد يدفع بالكثيرين للانكفاء عن التبرع ودفع مبالغ مالية كرشوة عوضاً عن التبرع بالدم. خاصةً مع علمهم ويقينهم بأنها تسرق وتُباع بمبالغ باهظة، حيث يصل سعرها لبضعة ملايين، في حين يُضطر السوري المقيم في مناطق النظام للتبرع بها مجاناً بلا مقابل.