ملخص
- اقترحت المملكة المتحدة على روسيا، في آب 2015، التخلي عن بشار الأسد، لتجنّب سقوط دمشق أمام فصائل المعارضة السورية.
- أكد سفير موسكو السابق في لندن أن مستشار الأمن القومي البريطاني السابق اقترح التخلي عن الأسد.
- داروش أبلغ ياكوفينكو قبل شهر من إرسال القوات الروسية إلى سوريا أن دمشق ستسقط أمام الثوار في تشرين الأول 2015.
- المسؤول البريطاني لم يعلق على تحذير ياكوفينكو بأن التخلي عن الأسد سينجم عنه مجزرة غير مسبوقة في المنطقة.
- المسؤول الروسي أكد أن المساعدة العسكرية الروسية للنظام السوري كانت لدعم التسوية الداخلية برعاية الأمم المتحدة.
- تدخل روسيا في سوريا بررته بمحاربة الإرهاب، لكنه أسهم في جرائم النظام السوري ضد الإنسانية وجرائم حرب ضد المدنيين.
- التدخل الروسي أدى إلى أكثر من ثمانية آلاف مدني وتدمير شبه كامل للبنى التحتية الطبية والخدمية والاجتماعية في سوريا.
كشف دبلوماسي روسي أن المملكة المتحدة اقترحت على روسيا، في آب 2015، التخلي عن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لتجنّب سقوط دمشق أمام فصائل المعارضة السورية.
وقال مدير الأكاديمية الدبلوماسية التابعة للخارجية الروسية والذي شغل سابقاً منصب سفير موسكو في لندن، ألكسندر ياكوفينكو، إن مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء البريطاني، كيم داروش، تقدم إليه باقتراح أن تتخلى روسيا عن بشار الأسد، لأنه سيسقط تحت ضغط فصائل المعارضة.
وفي مقال نشرته وكالة "نوفوستي" الروسية، قال ياكوفينكو إنه "خلال تلك السنوات، كنت أرأس سفارتنا في لندن، وأتذكر جيداً كيف قال لي داروش حرفياً، قبل شهر من إرسال القوات الروسية إلى سوريا، في 30 من أيلول 2015، إنه علينا التخلي عن بشار الأسد، وإن دمشق ستسقط أمام الثوار في تشرين الأول من العام نفسه، بحسب تقديراتهم".
وذكر ياكوفينكو أن المسؤول البريطاني لم يعلق على كلامه عندما ذكر له أن ذلك "سينجم عنه مجزرة لم تشهدها المنطقة من قبل".
وأشار السفير الروسي السابق إلى أنه "يجب الأخذ في الاعتبار أن مساعدتنا العسكرية للنظام السوري كانت لدعم التسوية الداخلية، التي انطلقت في ذلك الوقت برعاية الأمم المتحدة، وتبين أنها غير مجدية بسبب الضغوط الغربية".
انتهاكات روسيا في سوريا
يشار إلى أن تدخل روسيا في سوريا، الذي بررته بأنه جاء بطلب من النظام السوري بحجة "محاربة الإرهاب"، أعاد نظام الأسد، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من خسارة أكثر الأماكن التي يحكم سيطرته عليها، أكثر قمعاً من ذي قبل.
وأسهمت روسيا، مع جيش النظام السوري والميليشيات الموالية له، في عشرات الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، ضد المدنيين في سوريا، فضلاً عن تدمير شبه كامل للبنى التحتية الطبية والخدمية والاجتماعية.
وأكدت لجنة التحقيق الدولية المستقلة، التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا، أن القوات الروسية مسؤولة بشكل مباشر عن جرائم حرب في إدلب، وقدمت معلومات إضافية ومفصلة عن دور روسيا في ارتكاب جرائم حرب ومساعدة النظام السوري في شن غارات جوية على المدنيين والسكان المدنيين في إدلب، فضلاً عن تزويده بالسلاح والعتاد لتعزيز حربه ضد السوريين.
كما ووثّقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، ومراكز حقوقية أخرى، مقتل أكثر من 8 آلاف مدني، بينهم 2500 طفل و1500 امرأة من جرّاء الغارات الروسية، فضلاً عن أكثر من 1800 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية بين منشآت طبية ومدارس وأسواق ومساجد، إضافة إلى ارتكابها أكثر من 335 مجزرة، منها بذخائر عنقودية وأسلحة حارقة، كما ساندت النظام في ثلاث هجمات بالسلاح الكيميائي على المدنيين في مناطق مختلفة.
ميدان قتال حقيقي
وتعترف روسيا، منذ اللحظة الأولى لتدخلها العسكري، أن وجودها في سوريا هو ميدان قتال حقيقي أتاح لها تجريب كل أسلحتها التدميرية المتطورة بمختلف أنواعها الجوية والبرية والبحرية والصواريخ العابرة للقارات وغيرها مِن الأسلحة التي لم تُجرّب في حرب حقيقية خارجية، منذ اجتياحها للشيشان.
وقال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إن روسيا جرّبت 316 نموذج سلاح روسي جديداً في سوريا، منذ تدخلها في سوريا، مؤكداً أن عمليات الجيش الروسي في سوريا ساعدته على فحص الأسلحة واتخاذ خطوات حقيقية نحو تطويرها.
كما لم يتوقف التدخل الروسي على الصعيد العسكري، بل تجاوزه لسيطرة وهيمنة شبه كاملة على الاقتصاد السوري، وإهدار شبه تام لموارد البلاد لعدة عقود مقبلة.