icon
التغطية الحية

لماذا لا ينبغي للغرب أن يحتفل بالتراجع الروسي في سوريا؟

2024.08.02 | 08:46 دمشق

قوات روسية في درعا جنوبي سوريا، أرشيف ـ رويترز
قوات روسية في درعا جنوبي سوريا، أرشيف ـ رويترز
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  •  مع تدخل روسيا العسكري في سوريا عام 2015، زادت المخاوف الغربية من تحالفها مع قوى معادية للغرب كإيران.
  • منذ بدء غزو أوكرانيا في 2022، سحبت روسيا جزءًا من قواتها وأنظمة الدفاع الجوي من سوريا إلى أوكرانيا.
  • بعد تمرد مجموعة فاغنر في 2023، سيطر الجيش الروسي والنظام السوري على أنشطتها في سوريا مما أدى لانسحاب إضافي للقوات الروسية.
  • هذا الانسحاب خلق فراغًا في السلطة جنوبي سوريا تملأه إيران وميليشيا حزب الله، مما يعقد الوضع بالنسبة للولايات المتحدة.
  • يؤدي غياب النفوذ الروسي إلى تعقيدات جديدة في التوازن الإقليمي مع استمرار الأزمات في أوكرانيا وتايوان وإسرائيل.

عندما بدأت روسيا تدخلها العسكري في سوريا في عام 2015، مما أدى إلى تحويل زخم الحرب لصالح النظام السوري، أصبح كثير من الغربيين قلقين بشأن نوايا الكرملين. لقد خشوا أن عودة روسيا إلى الشرق الأوسط لم تكن لدعم النظام السوري فحسب، بل وأيضًا لتشكيل تحالف مع قوى معادية للغرب أخرى في المنطقة، بما في ذلك إيران.

ومع ذلك، بعد ما يقرب من عقد من الزمان، ومع اندلاع الحروب في كل من أوروبا والشرق الأوسط، يبدو أن شراكة طهران وموسكو في سوريا تخضع لتغييرات كبيرة، حيث أصبح التماثل السابق لصالح روسيا يميل الآن نحو إيران. كما تقول صحيفة فورين بوليسي.

بعد إطلاق غزوها الكامل لأوكرانيا في عام 2022، انسحبت روسيا التي تعاني من نقص الموارد - وأعادت نشر عدد من قواتها، إلى جانب بعض أسلحتها بما في ذلك نظام الدفاع الجوي S-300، من سوريا إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا.

فصل جديد من الصراع في سوريا

وفي عام 2023، بعد أن شنت مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية تمردًا ضد الكرملين، مما أدى بعد أسابيع إلى مقتل رئيس مجموعة المرتزقة، يفغيني بريغوزين، وتم وضع أنشطة فاغنر في سوريا تحت السيطرة من قبل الجيش الروسي والنظام السوري مما أدى إلى انسحاب آخر للقوات الروسية.

أثارت هذه التطورات تفاؤلًا أوليًا بين بعض المراقبين الغربيين الذين اعتقدوا أن الوجود الروسي المحدود في الشرق الأوسط قد يسمح للتحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة بتعزيز نفوذه في المنطقة. اعتبر الكثيرون الانسحاب تطورًا إيجابيًا، على أمل أن يمنع على الأقل حقبة جديدة من الصراع الإقليمي بين القوى الكبرى.

ومع ذلك، فإن انسحاب روسيا من سوريا أدى إلى فصل جديد من الصراع. في حين أن التراجع ربما قلل من المخاوف بشأن عودة التنافس بين القوى العظمى إلى الشرق الأوسط، فإن غياب نفوذ الكرملين خلق فراغًا في السلطة جنوبي البلاد يتم ملؤه بسرعة من قبل الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا بالنسبة للولايات المتحدة حتى مع بقاء تركيزها ومواردها مقسمة بين أوكرانيا وتايوان وإسرائيل.