انتشل خفر السواحل الإيطالي 9 جثث لغرقى بعد إنقاذ 22 طالب لجوء، عقب انقلاب قارب جراء عاصفة على بعد نحو 50 كيلومترا جنوب جزيرة لامبيدوسا الإيطالية.
وكان القارب قد غادر سواحل مدينة صفاقس في تونس ليلة الأحد الماضي وعلى متنه 46 طالب لجوء ينحدرون من غينيا وبوركينا فاسو ومالي وساحل العاج، بحسب ما أفاد به الناجون للسلطات الإيطالية أمس الخميس، وفق وكالة "أسوشيتد برس".
وبعد عملية الإنقاذ وسط أمواج هائجة وصل ارتفاع الأمواج فيها إلى أكثر من مترين ونصف المتر، قال خفر السواحل إنه واصل المراقبة الجوية للمنطقة الواقعة تحت منطقة البحث والإنقاذ في مالطا، حيث ما يزال 15 طالب لجوء في عداد المفقودين.
من جانبها، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن القارب انقلب صباح الأربعاء عندما وصل ارتفاع الأمواج إلى خمسة أمتار و"اضطربت المجموعة بشدة عندما تعطل المحرك وتركوا على غير هدى". وأضافت أن الضحايا هم طفل يبلغ من العمر 6 أشهر وثمانية رجال. تمت معالجة 6 من الناجين من انخفاض شديد في درجة حرارة الجسم والجفاف، وما يزال اثنان منهما في المستشفى.
تزايد حالات غرق طالبي اللجوء
وتتزايد بشكل عام محاولات عبور البحر الأبيض المتوسط من أفريقيا إلى أوروبا مع اقتراب فصل الصيف، ما يثير مخاوف بشأن المزيد من حطام السفن، خاصة أن قواعد الموانئ الإيطالية تقيد عمليات قوارب الإنقاذ الخيرية.
وكانت الحكومة الإيطالية التي يقودها اليمين المتطرف، قد أصدرت مؤخرًا تعليمات للقوارب الخيرية بالذهاب إلى الموانئ الشمالية بعد كل عملية إنقاذ، ما أدى إلى تقليص عملياتها، واحتجزت القوارب التي تقول إنها تنتهك قواعدها.
قال المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الصومال فيديريكو فوسي: "مع حلول موسم الصيف، يمكننا أن نتوقع المزيد من الحوادث في البحر، حيث يغادر المزيد والمزيد من الأشخاص بقوارب معدنية غير صالحة للإبحار على الإطلاق، كما نشهد في هذه الأسابيع".
وقدرت المنظمة الدولية للهجرة عدد طالبي اللجوء المفقودين على طول طريق البحر الأبيض المتوسط القاتل من شمالي أفريقيا إلى إيطاليا بـ385 حتى الآن هذا العام، و23 ألفاً و109 طالب لجوء منذ أن أطلقت مشروع المهاجرين المفقودين في عام 2014.