icon
التغطية الحية

حراك روسي في الملف السوري.. تصعيد عسكري وتجميد الوساطة بين أنقرة ودمشق

2024.10.15 | 08:24 دمشق

سبس
طائرة حربية روسية في سماء إدلب - 14 تشرين الأول
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

صعّدت روسيا من نشاطها العسكري شمال غربي سوريا عبر تنفيذ هجمات بالطيران الحربي في 14 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، حيث تجاوزت الغارات التي نفذتها مقاتلات روسية على أنحاء مختلفة من ريفي اللاذقية وإدلب 20 غارة.

وقبل يومين من التصعيد الروسي، حلّقت طائرات استطلاع في أجواء الشمال السوري، وأجرت عملية مسح واسعة للمنطقة لرصد أي متغيرات على خطوط التماس.

أسباب مباشرة للتصعيد

علم موقع تلفزيون سوريا من مصادر خاصة أن الجانب الروسي تأكد من وجود نية لدى الفصائل العسكرية في الشمال السوري للقيام بتحرك عسكري. تناقش الفصائل خيارات متعددة تبعاً للظروف الحالية، من ضمنها استعادة مناطق غربي مدينة حلب خسرتها خلال المواجهات مع قوات النظام السوري مطلع عام 2020، أو العمل على استرجاع مناطق ضمن تفاهم "سوتشي" تشمل أجزاء من ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي.

وأرسلت روسيا قبل التصعيد تحذيرات إلى الفصائل العسكرية من القيام بتحرك لتغيير الوضع الميداني، مشيرة إلى قلقها البالغ من تقارير عن تعاون الفصائل مع أطراف دولية للإضرار بالمصالح الروسية.

ويبدو أن موسكو غير مرتاحة أيضاً إلى التدريبات التي تجريها القوات التركية في القواعد العسكرية المنتشرة شمال غربي سوريا، خاصة مع التصريحات التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 12 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، والتي تحدث فيها عن "زيادة الجهود في سوريا من أجل خلق أجواء سلام عادل ومشرف ودائم". سبق هذه التصريحات زيارة ميدانية مفاجئة لقادة الجيش التركي إلى عفرين بريف حلب.

تجميد الوساطة بين تركيا والنظام السوري

وفقاً لمصدر دبلوماسي مطّلع، فقد جمدت روسيا الوساطة بين تركيا والنظام السوري في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة، والمتمثلة بتصاعد وتيرة الحرب بين إسرائيل وحلفاء إيران، بالإضافة إلى اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية التي قد تعيد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وبحسب ما أكده المصدر لموقع تلفزيون سوريا، فقد طلبت موسكو من بغداد قبل عدة أسابيع وقف الاتصالات الجارية بين أنقرة ودمشق، لأن الجانب الروسي يفضل انتظار نتائج الانتخابات الأميركية والعمل على العودة إلى الحوار مع واشنطن إذا فاز ترامب بالانتخابات.

تعتقد الإدارة الروسية أنه بالإمكان عقد تفاهمات مع ترامب، الذي يتعهد بالعمل على إنهاء الحرب الأوكرانية من خلال المفاوضات. تشمل هذه التفاهمات كلاً من أوكرانيا وسوريا. كما أن موسكو مستعدة لتقديم تسهيلات في سوريا على غرار ما فعلته في اتفاق تسوية عام 2017 الذي تم بين موسكو وواشنطن وتل أبيب وعمّان بخصوص الجنوب السوري، وتعهدت حينها موسكو بإبعاد الميلشيات الإيرانية عن منطقة الجولان، خاصة أن التوقعات تشير إلى أن ترامب سيتشدد تجاه إيران ويتمسك بالدفاع عن المصالح الإسرائيلية.

رسائل روسية استباقية

يبدو أن موسكو ترسل حالياً رسائل إيجابية استباقية بانتظار نتائج الانتخابات الأميركية ، تتجلى بعدم عرقلة الهجمات الإسرائيلية على أهداف إيرانية حيوية. أكدت مصادر أمنية لموقع تلفزيون سوريا أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على مستودعات ذخيرة تابعة للحرس الثوري الإيراني في ريف اللاذقية، وعلى مقربة من قاعدة حميميم الروسية، تمت بالتنسيق مع الجانب الروسي، الذي يرغب في تحييد الأراضي السورية عن التصعيد بين إسرائيل وإيران، من خلال استهداف مستودعات الصواريخ والذخائر التي قد تستخدمها الميليشيات الإيرانية في هجمات انطلاقاً من سوريا.

خلال ولاية ترامب الأولى، استطاعت روسيا من خلال التنسيق مع إسرائيل تعزيز وضعها السياسي في الملف السوري، مما أتاح لها المضي في الحسم العسكري بمناطق متعددة في سوريا منذ أواخر عام 2016 دون أي اعتراض أميركي، وهو ما قد يدفعها إلى تكرار هذه الوصفة مجدداً.