في 25 من تموز الفائت، تعرضت سوريا لحرائق غابات سببها انفجار مولدة كهرباء أو خزان كهربائي، زاد من حدتها الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة، وما تبع ذلك من قيام بعض السكان "بإشعال حرائق بمناطق مجاورة بهدف التحطيب وتوسعة أراضيهم الزراعية على حساب أملاك الدولة"، وفقاً لمصادر محلية من سكان المنطقة.
وفي الوقت الذي أكدت فيه وسائل إعلام مقربة من النظام السوري اقتصار أضرار الحرائق على المساحات الحراجية بنسبة كبيرة وبعض الأشجار المثمرة، أفادت المصادر المحلية Gموقع تلفزيون سوريا بوقوع أضرار وخسائر كبيرة في رزق مزارعين من المنطقة خصوصاً في محاصيل الزيتون ومزارع الأبقار.
بساتين في اللاذقية تحولت إلى رماد
وقال مزارع خمسيني من قرية بيت حليبية التابعة لمشقيتا يدعى أبو إبراهيم لموقع تلفزيون سوريا "إنَّ الحريق حوَّل بستانه الذي يحوي أكثر من 200 شجرة زيتون إلى رماد"، مضيفاً، أنَّ النيران اقتربت من منزله وأنه اضطر للنزوح وعائلته إلى مدينة اللاذقية لدى أحد أقاربه حيث يسكن حتى اليوم تمهيداً لإصلاح أضرار منزله وتنظيفه من آثار الحريق والدخان.
وأكد المزارع في حديثه، أنَّ هناك سكانا من المنطقة ساهموا بتوسعة رقعة الحرائق من خلال إضرام النار في بقع مجاورة للحريق بهدف تحقيق مصالحهم الشخصية في التحطيب (بيع الحطب) وفي توسعة ملكياتهم الخاصة على حساب أملاك الدولة، إذ بعد احتراق مساحات حراجية قريبة من أرض بعض المزارعين يقومون بعملية استصلاح بسيط لها ومن ثم ضمها لملكيتهم الزراعية.
ولا يختلف ما حدث مع أبو ابراهيم، عما حصل مع الموظف المتقاعد سهيل 65 عاماً، من قرية سولاس في مشقيتا، إذ تعرض منزله للاحتراق من الخارج بنسبة كبيرة، ما دفعه للنزوح وحمَّله تكاليف إصلاح النوافذ والأبواب والدهان لمنزله في ظل غلاء الأسعار وعدم تناسبها مع دخله الذي لا يتجاوز الـ 100 ألف ليرة شهريا.
وفي قرية سولاس أيضاً تعرض مزارع آخر ويدعى صالح 47 عاماً لخسارة مزرعة أبقار تحوي 10 بقرات لم يستطع إنقاذها نتيجة كثافة النيران التي وصلت إليها ليلاً، فضلاً عن خسارته لمساحة 15 دونما من الرمان والجوز، "اشتعلت وتفحمت"، حسب وصفه.
وكانت حرائق اللاذقية اندلعت في 5 مناطق من المحافظة وهي "ربيعة ومشقيتا والسرسكية وبللوران وشحرورة" واستمرت لأكثر من أسبوع حتى تمكنت فرق الإطفاء من إخمادها والسيطرة عليها، وهو ما دفع محافظة اللاذقية بحسب صحيفة الوطن المقربة من النظام، لإخلاء عدد من المنازل في مزارع حاصرتها النيران ضمن مواقع الحريق بمنطقة مشقيتا لضمان سلامة الأهالي ونقلهم إلى مراكز إيواء بشكل مؤقت لحين السيطرة على النيران وإخمادها.
كذلك، أصدر المحافظ عامر هلال قراراً يقضي بتشكيل لجنة لحصر الأضرار الناجمة عن الحرائق من أراض ومعدات وآليات زراعية، وثروة حيوانية، وعقارات سكنية وأثاث وأبنية زراعية خلال 10 أيام في مناطق الحرائق التي بلغت مساحتها نحو 2400 هكتار، وفقاً لتصريح وزير الزراعة حسان قطنا.
وبناءً على هذه اللجنة يتوجب على كل متضرر تقديم بيانات صحيحة ودقيقة وإثبات الملكية للعقارات والأراضي أصولاً سواء كانت ملكية خاصة أو مستثمرة بأجور المثل أو في حكمها، وذلك تحت طائلة اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه في خلاف ذلك. وفقا لصحيفة الوطن.
اقرأ أيضا:الحرائق تأكل أرزاق السوريين في الساحل
في المقابل لا يتوقع متضررو الحرائق ومنهم المزارع صالح، أن تكون تعويضات حكومة النظام متناسبة مع حجم خساراتهم خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد وعدم قدرة النظام على توفير الخدمات الأساسية للسكان في مناطق سيطرته.