icon
التغطية الحية

جمعوا مليون جنيه.. الحكم بالسجن على 3 مهربين سوريين في فرنسا

2021.12.28 | 16:21 دمشق

إحدى الصور التي عثرت عليها الشرطة في جوال أحد المهربين
إحدى الصور التي عثرت عليها الشرطة في جوال أحد المهربين
ديلي ميل - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

من المحتمل أن يتم الكشف اليوم عن هوية تجار البشر الثلاثة الذين جمعوا أكثر من مليون جنيه إسترليني عبر تهريب مئات المهاجرين بين فرنسا وبريطانيا، بعدما صدر الحكم بالسجن على السوري محمد فياض، 22 عاماً، وزميليه الكرديين، شارام شورش، 25 عاماً، وعلي هالدين، 25 عاماً، وذلك لقيامهم بتسهيل عبور أكثر من 500 رحلة تهريب، حيث أدين هؤلاء بعد أسابيع على غرق قارب قبالة كاليه الفرنسية، ما أدى لوفاة 27 شخصاً.

وفي المحكمة التي أصدرت الحكم بشمالي فرنسا، خاطبت المدعي العام، أديلين دوباردون المهربين قائلة: "ما لدينا هنا هو استخفافكم بحياة الآخرين، وكأن البشر مجرد سلعة".

وبناء على الحكم الصادر، سيمضي محمد فياض أربع سنوات خلف القضبان لكونه اللاعب الرئيسي في العمليات التي جرت على مدار ستة أسابيع، حيث ذكر مصدر قضائي فرنسي رفيع المستوى أن سلوك هذا الفتى البالغ من العمر 22 عاماً يحمل السمات التي تميز من يحتل مرتبة عالية ضمن شبكة الاتجار بالبشر.

جمعوا أكثر من مليون جنيه إسترليني

أما شارام شورش فقد حكم عليه بالسجن لمدة سنتين وعلي هالدين لمدة 12 شهراً، في حين طالب الادعاء بعقوبات أقسى تصل إلى سبع سنوات، لأن هؤلاء الثلاثة ساعدوا مئات المهاجرين على التسلل إلى بريطانيا خلسة وبطريقة غير قانونية ما بين 27 حزيران و 9 آب الماضيين، حيث كانوا يحصلون على مبلغ ألفي يورو إلى ثلاثة آلاف يورو عن كل مهاجر، ما يعني أن ما جمعوه وصل إلى أكثر من مليون جنيه إسترليني حسب ما أفادت به الشرطة.

الشرطة قبضت عليهم بالصدفة

غير أن تلك الأموال كانت تصل لشخصيات أعلى منزلة ضمن شبكة التهريب، ولذلك لم تتمكن الشرطة من استعادتها، إذ تم إلقاء القبض على هؤلاء الشبان في ساعات الصباح الأولى من العاشر من آب في كاليه بعدما تم طلب منهم التوقف بسيارتهم من أجل إجراء تفتيش روتيني على الهويات، فقام رجال الشرطة بتفتيش السيارة وعثروا على 16 سترة نجاة مبللة بالكامل إلى جانب دفتر سجلت فيه أسماء مئة مهاجر مع المبالغ التي تم تحصيلها من كل واحد منهم، وقد تم تحديد البعض بأنه طفل في تلك القوائم، وتشير سجلات المحكمة إلى أن أنجح عمليات العبور التي قاموا بها كانت يوم 19 تموز وذلك عندما دفعوا بـ 83 راكباً للعبور في زورق واحد.

أخذ محمد فياض يمسح دموعه في أثناء استجوابه في قاعة المحكمة، عندما قالت له السيدة دوباردون: "لم تفكر ولو للحظة بالمهاجرين الذين يمكن أن يغرقوا في البحر، بل كل ما فكرت به هو نفسك فقط".

فما كان منه إلا أن رد كاذباً بقوله: "لقد دفعت أجرة العبور أنا أيضاً، وذلك لأني لست بمهرب، وأنا أطيع أوامر المهربين لأنهم يخيفونني".

أما محامي الدفاع، كمال عباس، فقد ذكر أن موكله هرب من المذبحة التي تجري في سوريا في عام 2019، حيث سافر إلى 12 دولة قبل أن يصل إلى فرنسا في كانون الثاني 2021.

 

ثفقصث.jpg
محمد فياض المتهم بالاتجار بالبشر بين فرنسا وبريطانيا

 

بينما ادعى شارام شورش أنه كان يجمع المال من أجل والده المريض الذي يقيم في مدينته كركوك بشمالي العراق، حيث قال: "أعمل ميكانيكياً" ثم أخذ يبكي وهو في قفص الاتهام بالمحكمة ويقول: "كل ما فعلته هو أني أصلحت ثلاثة محركات".

 

 

لاىةر.jpg
شارام شورش المتهم بالاتجار بالبشر بين فرنسا وبريطانيا 

 

وقد التمس الثلاثة البراءة وادعوا جهلهم خلال التحقيقات وفي جلسة الاستماع النهائية التي عقدت بالمحكمة، كما ذكروا أنهم كانوا يعملون لدى شبكة تهريب سرية، لا يعرفون عنها سوى اسمها فقط وهو سوكا، أما مكانها فغير معروف بالنسبة لهم.

غير أن الوثائق السرية التي قدمتها الشرطة للمحكمة تكذب ادعاءاتهم بأنهم مجرد شركاء أمضوا مع تلك العصابة فترة قصيرة من الزمن، فقد كانوا يستعينون بهواتف ذكية لجلب الزبائن، وقد بحثت الشرطة في سجلات هواتفهم باستخدام بيانات تعقب تحديد الموقع الجغرافي ضمن التطبيقات لديهم فتبين بأنهم قاموا بتسيير رحلات من باريس إلى الساحل.

 

غعهفغع.jpg
إحدى الصور التي تم العثور عليها على أحد هواتف المهربين

 

كما أن هاتف محمد فياض ممتلئ بأسماء المهاجرين وصورهم، بالإضافة إلى معلومات حول الأموال التي دفعوها مع صور لجوازات سفرهم.

وقد نجح مسؤولون في مقارنة بيانات 327 شخصاً وجدت ضمن هواتف هؤلاء المهربين وأرسلت إلى حرس الحدود البريطاني مع بيانات من نجحوا في العبور إلى بريطانيا، فيما بقي مصير 200 آخرين غير معروف حيال نجاحهم في العبور أم لا.

كما أوردت سجلات الشرطة تسجيلاً مصوراً يظهر فيه محمد وهو يضع مبلغ 200 يورو على طاولة مملوءة بساعات فاخرة.

 المصدر: ديلي ميل