نشر مركز "جسور للدراسات" تقريراً تحدث فيه عن الحملة التي أطلقتها "هيئة تحرير الشام" ضد تنظيمات جهادية غربي إدلب، وفي منطقة جبل التركمان شمالي اللاذقية، مشيراً إلى أن للهيئة "حساباتها الخاصة في التعاطي مع التنظيمات الجهادية".
واستهدفت العملية التي أطلقتها الهيئة، الإثنين الماضي، كتيبة "جند الله"، التي تضم مقاتلين أجانب من الجنسية الأذرية والتركية إلى جانب سوريين، بالإضافة إلى فصيل "جنود الشام"، الذي يقوده مسلم الشيشاني.
وأوضح التقرير أن "الهيئة تتجنب إطلاق حملة واسعة ومتزامنة ضد التنظيمات الجهادية، رغم قدرتها على ذلك"، مشيراً إلى أنها "تركز على ضرب كل تنظيم بتوقيت يُحقق أكبر قدر ممكن من المكاسب".
ووفق "جسور للدراسات"، فإنه "على الصعيد الداخلي، لا ترغب الهيئة بتجميع الفصائل الجهادية ضدها، ولهذا حصرت معركتها بين عامي 2019 و 2021، مع تنظيم حراس الدين، وبعد أن تحول إلى فلول وخلايا متخفية، وانتهت سيطرته الجغرافية في محافظة إدلب"، مشيراً إلى أن الهيئة "نقلت المواجهات ضد كل من جنود الشام، ثم حالياً كتيبة جند الله، خاصة بعد معلومات عن احتواء كتيبة جند الله لبعض العناصر المنتسبين إلى حراس الدين".
وأضاف أن "سلسلة العمليات ضد جميع تلك التنظيمات تأتي في سياق سياسة الهيئة الرافضة لبقاء أي تشكيل يسعى لاستقلالية قراره العسكري، ولا يلتزم بالقرارات الصادرة عن غرفة العمليات التي تقودها الهيئة، والتي تعمل على تحويلها إلى مجلس عسكري".
وعن الرسائل للجهات الخارجية، قال التقرير إنها "حاضرة في عمليات الهيئة الأمنية ضد التنظيمات الجهادية"، موضحاً أن "المواجهات سابقاً مع حراس الدين، والحالية مع الفصائل المتمركزة غربي إدلب وشمالي اللاذقية، تعطي انطباعاً للدول الفاعلة في الملف السوري، أن الهيئة مستعدة للاشتراك في عملية مكافحة الإرهاب، وأنها قامت بتحولات حقيقية في بنيتها، وغيرت أيديولوجيتها".
وأشار التقرير إلى أن الهيئة "تريد أن تعطي انطباعاً أيضاً بأنها قادرة على تفهّم مصالح تلك الدول الأمنية الحريصة على إنهاء تشكيلات جهادية معينة تسبب قلقاً لها، في محاولة لاستثمار هذا الحراك كمكتسبات سياسية، تسهم في إطالة عمرها، وتدفع الأطراف الدولية للقبول الضمني باستمرار هيمنتها في إدلب".
وخلص التقرير إلى أن الهيئة "على الأرجح ستتجنب في المعارك الحالية إنهاء جميع التنظيمات الجهادية بشكل كامل، حرصاً على الاحتفاظ بهذه الورقة للمناورة السياسية لاحقاً"، مضيفاً أنها "ستحرص على تقويض السيطرة الجغرافية للجهاديين، وعدم السماح لهم بالاستمرار في الاستحواذ على بقعة جغرافية كمعقل لهم".
والإثنين الماضي، نشرت "هيئة تحرير الشام" عناصر عسكرية وأمنية، سيرتها ليلاً في عدة أرتال في مدينة جسر الشغور غربي إدلب وجبل التركمان شمالي اللاذقية، مستهدفة جماعة "جند الله"، موجهة لها عدة تهم، أبرزها "الاحتطاب والغلو والتكفير والقتل وإيواء الفارين من القضاء"، ليتم بعد ذلك إخراج الفصيل الذي يتزعمه مسلم الشيشاني، من جبال الساحل إلى منطقة دركوش بريف إدلب الغربي.