احتفت جامعة إدلب، بانضمامها رسمياً إلى "اتحاد جامعات حوض البحر الأبيض المتوسط"، وعلّقت وفقاً لما نشرته عبر الحساب الرسمي في "فيس بوك": "نبارك لأهلنا وأبنائنا في عموم المناطق المحررة وللثورة السورية هذا الإنجاز".
وعلى وقع الخبر المعلن عنه من قبل جامعة إدلب، والذي لاقى ترحيباً واسعاً من الأوساط المدنية والشعبية والطلاب، حضرت العديد من التساؤلات حول طبيعة هذا الانضمام وما هي الامتيازات على الصعيد الأكاديمي والاعتراف الذي يحملها للجامعة وطلبتها، وهو ما حاولنا خلال التقرير إيضاحه.
كيف تقرأ الجامعة خطوة الانضمام؟
للوقوف على بدايات الخطوة ومساعي الجامعة في طريقها، يوضح الدكتور أحمد أبو حجر رئيس جامعة إدلب، أنّ "الانضمام كان بعد تواصل بين جامعة إدلب مع إدارة الاتحاد التي تتخذ من إيطاليا مقراً لها، وجملة من المراسلات، التي أثمرت عن الموافقة على الانضمام إلى الاتحاد بعد تحقيق عدة طلبات من قبل الجامعة".
وأكد "أبو حجر" في حديث لموقع تلفزيون سوريا، أنّ الانضمام لـ"الاتحاد جامعات حوض البحر الأبيض المتوسط" ليس اعترافاً دولياً أو إقليمياً، إنما هو فقط تعزيز أكاديمي وبحثي لجامعة إدلب مع الجامعات التي تجاوز عددها الـ 100 جامعة.
ويضيف: "نحن دائماً نسعى في الجامعة إلى تدوين ملف جامعة إدلب واعتماده بشكل كبير في أي خطوة تسعى إلى إظهار جامعة إدلب بالمكانة الصحيحة التي يجب أن تكون بها، بمكانة دولية مرموقة، وانضمام الجامعة إلى الاتحاد هو خطوة في هذا الاتجاه".
ويعوّل "أبو حجر" على أهمية التعاون الأكاديمي بين جامعة إدلب وجامعات البحر الأبيض المتوسط، مؤكداً أنّ انعكاس هذا التعاون سيكون إيجابياً على جودة التعليم الأكاديمي الموجود في جامعة إدلب.
الطلاب يرحبون
زرع خبر انضمام الجامعة إلى محفل أكاديمي جديد، نوعاً من الأمل لدى الطلاب الحالمين بإعلان اعتراف رسمي بالجامعة، معبرين عن حاجتهم إلى مزيد من الخطوات في طريق الاعتماد الدولي خشية على مستقبلهم العلمي.
يقول حسين الطويل وهو طالب في معهد اللغة التركية التابع للجامعة، إنّ "خطوة انضمام جامعة إدلب إلى اتحاد جامعات حوض البحر الأبيض المتوسط تعزز الدوافع عند الطلاب والطالبات للمثابرة على إكمال التعليم والسعي لإحراز المراكز الأولى".
ويضيف لموقع تلفزيون سوريا: "اليوم في إدلب، هناك إقبال كبير على متابعة التعليم ومنهم منقطعون لسنوات طويلة عن الدراسة عادوا إليها، ساهم في ذلك توفر عوامل عديدة منها الاختصاصات الأدبية والعلمية وكوادر تعليمية ذات مستوى عالٍ".
الطالب قصي الزين طالب في كلية الشريعة والحقوق، يوضح أنّ "الخطوة جاءت بعد معاناة طويلة من التهميش، وهو إنجاز للجامعة وبالمقابل تحفيز ودافع للطلاب بعدم التهاون بما يتعلق بمسألة الاعتراف".
ويزيد قائلا "أي خطوة على طريق الاعتراف تبدد المخاوف من عدم الاعتراف بشهاداتنا مستقبلاً في سوق العمل، وبالتالي تكون حالة الاحتفاء والسعادة الكبيرة بهذا النوع من الأخبار طبيعية جداً من قبل الطلاب".
ويشير "الزين" إلى أنّ بعد خبر دخول جامعة إدلب لـ"الاتحاد"، سيدفعه نحو الاجتهاد بشكل أفضل في السنة الدراسية القادمة، بعد أن كان أكثر تفلُّتاً دراسياً خلال سنوات دراسته السابقة، لأن الاعتراف كما هو حق من حقوق الطلاب هو أيضاً مسؤولية.
محمد حسين طالب في كلية التربية، رحّب بالخطوة الجديدة، واعتبر أنّ أي تقدم بخصوص الاعتراف بالجامعة والشهادة الصادرة هو مصدر تفاؤل وسعادة لأي طالب جامعي.
ويوضح "حسين" لموقع تلفزيون سوريا أنّ الاعتراف يفتح آفاقاً أمام الطلاب ويمكنهم من دخول سوق العمل خارج البلاد كما في داخلها، ولن يكون عائقاً أمامهم مستقبلاً.
ما هو اتحاد جامعات حوض البحر المتوسط؟
تأسس اتحاد جامعات حوض البحر المتوسط في تشرين الأول 1991، ويضم 127 جامعة من البلدان الـ 23 المطلة على البحر المتوسط من ضفتيه، ويهدف إلى تطوير البحوث الجامعية والتعليمية في المنطقة "أورومتوسطية" من أجل المساهمة في التعاون العلمي والثقافي والاجتماعي.
ووفقاً لما ورد في الموقع الرسمي لـ"الاتحاد"، فإن أبرز ما يهدف إليه ويعمل على تحقيقه الاتحاد، هو تعزيز البعد الدولي للجامعات، والدعم الأكاديمي لإحداث جامعات وكليات جديدة، والتخطيط وجمع التمويلات للأنشطة، إضافةً إلى الإعلان عن الدعوات لتقديم المقترحات والفرص التي تتيحها اللجنة الدولية والأوروبية.
وأيضاً يهدف إلى البحث عن الشراكة والمساعدة التقنية والتخطيط والنشر وتعزيز التنقل في المنطقة (الأورو ـ متوسطية) للطلبة والباحثين وأعضاء هيئة التدريس والمساعدة التقنية من أجل تعزيز وضمان الجودة في التعليم العالي وإنشاء المواضيع للشبكات الفرعية لتعزيز التعاون العلمي.
خطوات سابقة
تأتي خطوات الاعتماد الأكاديمي وخوض المحافل العلمية متسارعة لدى جامعة إدلب وباقي جامعات منطقة شمالي غربي سوريا الخاضعة لإدارة المعارضة، كان آخرها إرسال مجموعة طلاب من مختلف الاختصاصات إلى جامعات تركية لدراسة مرحلتي "الماجستير والدكتوراه".
ودخل نحو 30 طالباً من عدة اختصاصات منها "التربية وعلم النفس والإدارة والهندسة الزراعية والطب البيطري وعلم الأحياء والفيزياء والكيمياء"، على دفعتين للبدء بمرحلة الدراسات العليا بموجب ما يعرف بـ"المنحة التركية" إلى عدة جامعات تركية، بعد دراسة اللغة التركية لمدة سنة بموجب نظام "أون لاين" بسبب أزمة فيروس "كورونا المستجد".
وتضم جامعة إدلب نحو 14 ألف طالب وطالبة من مختلف الاختصاصات العلمية والأدبية، أبرزها الطب والصيدلة والهندسات والآداب والشريعة والحقوق والإدارة والاقتصاد.