توفر جامعة إدلب بدءاً من العام الدراسي الجاري، سكناً طلابياً للذكور والإناث على حدّ سواء، ضمن خطتها في تذليل عوائق الإقامة والوصول إلى الجامعة أمام طلابها وخاصةً الطالبات، إضافةً للمشقّة الماديّة وأجور التنقلات.
وفي هذا السياق، افتتحت جامعة إدلب مع بداية العام الدراسي سكناً طلابياً خاصاً بالإناث، وجاءت بعدها خطوة مماثلة تشمل الطلاب الذكور من خلال اعتماد مبنى مؤلف من طابقين في منطقة دوار الكرة الأرضية في مدينة إدلب ليكون سكناً خاصاً بالطلاب.
وعلى الرغم من محدودية السعة الاستيعابية للسكنين الطلابيين، تربط جامعة إدلب خطة التوسعة بالإقبال الطلابي على السكن مع بدء العام الدراسي المقبل، بحسب الدكتور مهدي الكل، نائب رئيس جامعة إدلب للشؤون الإدارية.
ويراعي السكن وفقاً لما أشار الكل، لموقع "تلفزيون سوريا"، عدة شروط ومعايير منها أن يكون الطالب ناجحاً (غير راسب)، أو مستجداً وكذلك المسافة فالأَولى للأبعد.
زار موقع "تلفزيون سوريا" المبنيين المخصصين لطلاب جامعة إدلب، وتوقف على أبرز الخدمات والتسهيلات المقدمة للطلبة، والعوائق والملاحظات التي تعترضهم في السكن الطلابي المخصص ضمن منطقتين منفصلتين في مدينة إدلب.
سكن الطالبات
ختام شاهينة، مديرة الوحدة السكنية تقول لموقع تلفزيون سوريا، إنّ خطوة افتتاح وحدة سكنية للإناث، كانت خدمة رائدة تُقدم عليها جامعة إدلب، انطلاقاً من الخدمات المقدمة للطالبات، من كهرباء وإنترنت ومياه إضافةً إلى اعتماد نظام داخلي للوحدة السكانية.
وعن النظام الداخلي تتحدث عن مواعيد محددة لدخول ومغادرة الطالبات للسكن، إذ أنّ الخروج يكون في السابعة والنصف، في حين يغلق باب السكن في الساعة السادسة ضمن التوقيت الصيفي حالياً، والخامسة في التوقيت الشتوي، كما يوجد استثناءات إنسانية ونظام زيارات ضمن جدول منسّق.
وتبرز أهمية السكن في تأمين خدمة الحماية، وتعلّق حولها "شاهينة" ضمن حديثها: "ممنوع دخول أي شخص دون إذن مسبق وبدرجة قرابة من الأولى أو الثانية بعد التأكد من الهوية، وضمن برنامج منسق ومواعيد محددة"، كما يوفر السكن خدمة إسعافية استجابةً لأي طارئ.
يستوعب السكن الخاص بالإناث قرابة 118 طالبةً، بحسب "شاهينة" في حين يشغله حتى اليوم 75 طالبة، مبينةً أنّ التحكم بالطاقة الاستيعابية ضمن الوحدة السكنية ما زال بأريحية، نظراً لمحدودية الإقبال على اعتبارها السنة الأولى.
وتشير محدثتنا لوجود شواغر في السكن الطلابي الخاص بالإناث، كما أنّ باب التسجيل فيه ما زال مفتوحاً أمام الطالبات.
ويوفر السكن الطلابي خدماته من إنترنت وكهرباء ومياه مجاناً، مقابل أجر شهري تقول عنه الجامعة إنه "رمزي" وهو مبلغ 60 ليرة تركية مقبوضة دفعة واحدة لمدة أربعة أشهر بموجب عقد مع الطالب وكانت هذه الجزئية محط انتقاد لدى الطلبة، بسبب إقرارها دفعة واحدة على الطالب.
وترجح "شاهينة" أن يكون الإقبال أكبر في السنة القادمة بناءً على الخدمات المقدمة في الوحدات السكنية، ونجاح المشروع.
دعد حلاق طالبة في معهد إدارة الأعمال، تقيم في السكن، تجد فارقاً كبيراً بين إقامتها السابقة في منزل مستأجر، وبين إقامتها اليوم في السكن الطلابي، تقول لموقع تلفزيون سوريا، إنّ السكن الطلابي أكثر أماناً واستقراراً، إذ أنّ في المنزل بأية لحظة من ممكن أن يخرجنا صاحبه منه أو يزيد الأجرة الشهرية.
وتقف "حلّاق" عند مسألة تأمين الخدمات، فهي الآن في السكن مؤمّنة وجاهزة دون أي عناء من قبل الطالبات، في حين أنّ في المنزل الخاص يترتب عليهنّ ذلك من تأمين مياه وكهرباء وغيرها، كما أنها تثني على مسألة الحماية والنظام المطبّق في تنظيم الدخول والخروج للسكن، معتبرةً أنه على الجميع دون استثناء.
زينت الموسى من قرية شنان، طالبة طب بشري وتقيم في السكن، تعتبر أّنّ أبرز ما يؤمنه لها السكن مقارنةً بغيره هو الهدوء والراحة النفسية، إضافةً إلى تأمين سكن يرضي عائلتها بالدرجة الأولى وهو ما وجدته فعلاً في السكن الجامعي إلى جانت طالبات أخريات.
وتضيف: "إنّ الخدمات ممتازة وأبرزها الحراسة والحماية، وشعور الاطمئنان التي تشعره في الوحدة السكنية هو الأفضل".
سكن الطلاب.. ضجيج
في السكن الطلابي المخصص للطلاب الذكور، والكائن في طابقين يطلان مباشرة على دوار الكرة الأرضية حيث الحركة والازدحام وسط مدينة إدلب، هذا الموقع الذي يعكس معاناة من نوع آخر وفقاً للطلاب نظراً للضجيج والصخب نتيجة السيارات والمارة ومولدات الكهرباء ما يؤثر في العملية الدراسية، في وقتٍ يستحسنون فيه باقي الخدمات المقدمة من كهرباء ومياه ضمن الوحدة السكنية.
خالد شيخ محمد طالب طب بشري يقيم في السكن، يقول لموقع تلفزيون سوريا: السكن مقبول لكن مشكلة الضجيج تتصدر المشكلات، كما أنه لا يوجد مواصلات من السكن إلى الجامعة".
ويضيف: "بالنسبة للرسوم كانت قليلة ومقبولة، لكن مشكلتها تمّ دفعها على دفعة واحدة لمدة أربعة أشهر، أما باقي الخدمات جيدة".
محمود العلي يدرس في كلية العلوم ويقيم في السكن، يقول إن دخوله السكن كان بموجب رابط إلكتروني سجل من خلاله، تبعه تسجيل كتابي في رئاسة الجامعة مقابل رسوم مالية بقيمة 60 ليرة تركية.
وتعليقاً على المبلغ المالي، يكرر "العلي" المطلب ذاته، فيما لو كانت الرسوم شهرية وليست دفعة واحدة كما جرى خلال تسجيلهم، إضافةً أن خدمة الإنترنت على حساب الطالب.
ويؤكد "العلي" أن السكن الطلابي مقارنةً في استئجار البيوت أفضل وأكثر راحةً مادياً ومعنوياً، فيما طالب في ختام حديثه بخزانات للغرف ومراوح هوائية بسبب حر الصيف.
وتعليقاً على مسألة الضجيج يوضح نائب رئيس الجامعة "الكل"، أنّ المشكلة مرتبطة بمشروع توسعة ينتقل على إثره الطلاب إلى مكان أفضل وأكثر هدوءاً، كما أنّ المكان الحالي هو في قلب المدينة وقريب من جميع الكليات وبالتالي يوفر جهداً على الطلاب.
الاستئجار خيار صعب
يعتبر استئجار الطلبة منزلاً خاصاً خلال فترة الدراسة، خياراً صعباً مادياً ومعنوياً، في مدينة إدلب وفقاً لاستطلاع عدد من الطلاب، وذلك بسبب خصوصية المجتمع التي تتحفظ على تأجير طلاب شباب في منزل سكني، إضافةً إلى ارتفاع الأجور الشهرية للمنازل وكذلك تأمين الخدمات.
بشير بصيص طالب سنة رابعة كلية الاقتصاد في جامعة إدلب، يروي تفاصيل رحلة الإقامة خلال سنوات دراسته في مدينة إدلب، يقول: خلال أربع سنوات دراسة، تنقلت في عدة أحياء ومنازل في إدلب، يعود ذلك لصعوبة الحصول على منزل وتحقيق الشروط المناسبة أبرزها الأجر المرتفع الذي يتراوح من 50 إلى 200 دولار، بحسب ظروف المنزل وتجهيزه".
ويوضح أنّ الطلبة الشباب يواجهون صعوبةً في تأمين منازل بسبب تحفظ بعض المكاتب على تأجير شباب في أبنية سكنية عائلية، علاوةً على إجراءات تعسفية يمارسها بعض أصحاب المكاتب العقارية منها المطالبة فجأةً بإفراغ المنزل بموجب حجج هدفها الحصول على أجر أكبر دون مراعاة ظروف الدراسة للطلاب".
ويشير في ختام حديثه إلى أنّ هذه الإجراءات والمشقة التي عاشها خلال رحلة الدراسة هذه، دفعته إلى الاستئجار خارج مدينة إدلب في العام الدراسي الجاري، وعليه استقر في بلدة الفوعة شمالي إدلب القريبة من المدينة".
أما الطالب محمد زياد حلاق، كان له تجربة إقامة في منزل مستأجر خلال سنتين دراسيتين في مدينة إدلب، يقول إنّ خياراتنا في المنازل كانت معظمها في أقبية مظلمة أو في طوابق مرتفعة.
ويضيف لموقع تلفزيون سوريا: "الكثير من المكاتب العقارية ترفض تأجيرنا لأننا شباب وهناك عائلات تقيم في البناء السكني، وهو ما سبب لنا متاعب إضافية غير المادية منها".
"حلاق" قرر في السنتين التاليتين، الاقتصار على الدوام العملي، وعاد ليستقر حيث مكان إقامة عائلته في بلدة قاح شمالي إدلب، توفيراً لمصاريف زائدة ممكن الاستغناء عنها.
محدثنا "بصيص" وجد في خطوة جامعة إدلب بتأمين وحدات سكنية للطلاب خطوة مميزة، آملاً أن تخفف من معاناة الطلاب في تأمين سكن وخاصة القادمين من خارج مدينة إدلب.
ويدرس في جامعة إدلب بحسب آخر إحصاءات الجامعة في العام الدراسي الحالي، نحو 14 ألف طالب من مختلف الكليات والمعاهد.