أحرق تنظيم "الشبيبة الثورية" مقرين للمجلس الوطني الكردي خلال 24 ساعة الماضية في محافظة الحسكة، رغم تدخل الخارجية الأميركية لوقف هذه الهجمات التي طالت أربعة مقار منذ مطلع الشهر الجاري.
وقال مصدر من المجلس الوطني الكردي لموقع تلفزيون سوريا، الإثنين، إن "عناصر تنظيم الشبيبة الثورية أحرقوا ليلة أمس مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا، في بلدة معبدة بريف القامشلي".
وأشار المصدر إلى أن "قرابة خمسة أشخاص مسلحين من عناصر التنظيم هاجموا المقر حين كان مغلقاً بعبوات المولوتوف وأحرقوه بشكل كامل".
وليلة السبت أحرق مسلحو تنظيم "الشبيبة الثورية" مكتبا آخر للحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا في مدينة المالكية اقصى شمال شرقي البلاد.
والحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا المعروف اختصاراً بـ PDK-S أكبر أحزاب المجلس الوطني الكردي المعارض، ويعد حليفا وامتدادا للحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق الذي يتزعمه مسعود البارزاني.
واتهم المجلس الوطني الكردي في تصريح صحفي أمس الأحد "مجموعة مسلحة تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) بحرق مقاره والاعتداء على أعضائه".
العمال الكردستاني لا يستمع لواشنطن
وقال مصدر مقرب من "قسد" لموقع تلفزيون سوريا إن "عمليات حرق مقار أحزاب المجلس الوطني الكردي جاءت بعد الضغوط الأميركية على قوات سوريا الديمقراطية لوقف هذه الهجمات، في رسالة واضحة من حزب العمال الكردستاني لواشنطن بأنه هو من يحكم ولا سلطة لها في شمال شرقي سوريا وأن بي كي كي لا يرضخ للضغوط الأميركية".
وشدد أن "العمال الكردستاني أصبح يفرض نفسه كجهة حاكمة علناً وانتقل من التحكم بالمنطقة من خلف الكواليس إلى الواجهة مع تقويضه لنفوذ "قسد" وقائدها مظلوم عبدي والمسؤولين السوريين عموماً وربط كل المؤسسات بكوادر الحزب من الجنسية غير السورية خلال السنوات الثلاث الماضية ".
ويرى المصدر أن "المنطقة تتجه نحو المزيد من الفوضى والتضييق على الحريات وارتفاع وتيرة الانتهاكات من جراء تقلص نفوذ المؤسسات المدنية والأمنية والعسكرية وتنامي نفوذ المجموعات المسلحة مثل الشبيبة الثورية والاستخبارات المرتبطة بشكل مباشر بكوادر العمال الكردستاني في المنطقة".
أميركا توبّخ مظلوم عبدي
كشف مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا عن توبيخ الإدارة الأميركية لمسؤولي "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على خلفية تعرض مقرين للمجلس الوطني الكردي للحرق والاعتداء من قبل عناصر تنظيم "الشبيبة الثورية" خلال الأسبوع الفائت.
وقال المصدر إن "مسؤولين في الخارجية الأميركية أجروا اتصالات الجمعة من واشنطن مع قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي حول حوادث حرق مقار المجلس الوطني الكردي والتضييق على نشاطاته من قبل تنظيم الشبيبة الثورية".
وأوضح أن "الخارجية أبدت انزعاجها من الهجمات والاعتداءات التي طالت المجلس الوطني الكردي ووبخت عبدي ودعته لوقف هذه الهجمات بشكل فوري والبدء بالتحقيق واعتقال المتسببين بها".
واشنطن تدعو لوقف الهجمات على الوطني الكردي
وأعربت الولايات المتحدة، صباح الجمعة، عن القلق إزاء الهجمات على مكاتب "المجلس الوطني الكردي" في شمال شرقي سوريا، داعية إلى وقف هذه الهجمات.
وفي تغريدة عبر منصة "إكس"، قال حساب السفارة الأميركية في سوريا "نشعر بالقلق إزاء التقارير المستمرة عن الهجمات على مكاتب المجلس الوطني الكردي في شمالي سوريا، وندعو بشكل عاجل إلى وقف هذه الهجمات".
ودعت الولايات المتحدة جميع الأطراف إلى "الانخراط في خطاب سلمي وهادف، لتحقيق تطلعات الشعب السوري دون عنف".
حرق مقار المجلس الوطني الكردي
مطلع الشهر الجاري أقدم عشرات المسلحين من تنظيم "الشبيبة الثورية" على مهاجمة مقر "الوطني الكردي" في مدينة عين العرب (كوباني) وأحرقوا وخربوا محتوياته، واعتدوا بالضرب بالعصي والحجارة على عشرات الحاضرين، بينهم نساء وأطفال، ما تسبب بوقوع إصابات في صفوف الحاضرين.
وفي وقت متأخر من ليلة يوم الأربعاء، أقدم عناصر من تنظيم "الشبيبة الثورية"، التابع لحزب "العمال الكردستاني"، على حرق مقر "المجلس الوطني الكردي" في مدينة عامودا بريف الحسكة، وفق ما أكده مصدر مسؤول في المجلس لموقع تلفزيون سوريا.
ودعا المجلس الوطني الكردي، في بيان له، يوم الخميس، "التحالف الدولي" والولايات المتحدة الأميركية، إلى "اتخاذ ما يلزم للضغط على حزب الاتحاد الديمقراطي للكف عن هذه الأعمال الترهيبية، التي تكشف القناع عن زيف ادعاءاته التضليلية".