التقى تلفزيون سوريا، الأحد، بشاب فلسطيني ناجٍ من حادثة غرق "مركب طرطوس"، الذي راح ضحيته نحو 100 شخص بينهم عشرات لم تعرف هوياتهم بعد.
وقال الشاب إبراهيم منصور الناجي من الحادثة، إنّ المهرب المدعو "أبا علي نديمي" اتصل بهم في اليوم المحدد للسفر، وأخذهم بالسيارات إلى أرض مهجورة بمنطقة بنين وكان عدد الموجودين نحو 200 شخص، مما أدى إلى اعتراض البعض لأن الاتفاق كان ينص على ركوب 100 شخص فقط في المركب.
وفي محاولة لاحتواء الموقف، تظاهر المهرب أنه يعيد مجموعات من الموجودين إلا أنه كان ينقلهم مباشرة إلى المركب في البحر، باستخدام سفينة صغيرة تستخدم للصيد.
بدوره، عارض شخص يدعى أسامة الصعود إلى المركب والذي كان يفترض أنه سيقوده خلال الرحلة، وذلك لخطورة الموقف والاكتظاظ الكبير داخل المركب، لكنه رضخ تحت تهديد المهربين بقتل أطفاله في حال رفض القيادة.
وبعد الانطلاق بثلاث ساعات، تعطل محرك المركب وسط البحر، واتصل الركاب بالمهرب (أبي علي)، الذي ادعى أنه سيرسل مركباً آخر خلال وقت قصير، كما اتصلوا بطواقم النجدة اللبنانية على الرقم 112، إلا أنه لم يحضر مركب جديد لنقلهم كما لم تحضر فرق الإنقاذ.
وقال الشاب إن نحو 110 أشخاص فقدوا في الانقلاب الأول للمركب نتيجة الأمواج العاتية، بينهم المدعو أسامة الذي يفترض أنه يقود المركب وعائلته، وظل نحو 40 شخصاً حاولوا الثبات إلى أن يصل المركب أو فرق النجدة.
وعندما فقد الشاب الأمل بوصول الإمدادات، بدأ يسبح نحو شاطئ طرطوس وعثرت عليه قوارب تابعة للقوات الروسية، ولم يتبق خلال محاولات السباحة للعودة إلى الشاطئ سوى 20 شخصاً على قيد الحياة من أصل جميع ركاب القارب.
#تلفزيون_سوريا يلتقي بفلسطيني ناجي من مركب الموت الذي غرق قرب #طرطوس
— تلفزيون سوريا (@syr_television) September 25, 2022
تقرير: أحمد القصير pic.twitter.com/XNyEwqpsGE
98 غريقاً في حادثة "مركب طرطوس"
بلغ عدد الضحايا الذين انتُشلت جثامينهم من البحر قبالة ساحل طرطوس 98 شخصاً، بحسب آخر إحصاء رسمي، في حين استقر عدد الناجين عند 20 ولا أمل بإنقاذ أي جديد بعد أن مضى على غرق المركب خمسة أيام.
وكانت وزارة النقل في حكومة النظام السوري قالت إن القارب انطلق من المنية شمالي لبنان منذ عدة أيام بقصد الهجرة إلى أوروبا، وعلى متنه ما بين 120 و150 شخصاً من عدة جنسيات، وغرق قرب سواحل جزيرة أرواد بمحافظة طرطوس.