أكدت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" أن الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد اعتقلت عددا من الشبان السوريين والفلسطينيين الناجين من حادثة غرق المركب قبالة سواحل محافظة طرطوس.
ونقلت "مجموعة العمل" عن مصادر مطلعة، أن أجهزة النظام الأمنية اعتقلت الشبان بحجة أنهم "مطلوبون أمنيا وللخدمة الإلزامية"، في حين لم يتسن للمجموعة التأكد من أسماء وهوية المعتقلين.
ونشرت شبكة "شاهد عيان حلب" المعنية بنقل أخبار اللاجئين السوريين منشوراً على صفحتها في (فيس بوك)، تحدثت فيه عن معلومات مؤكدة وصلت لها من داخل "مشفى الباسل" في طرطوس تفيد بأن أجهزة النظام الأمنية اعتقلت ناجين من حادثة غرق القارب في طرطوس بعضهم من الجنسية الفلسطينية.
مخاوف على مصير الناجين
وحذّرت "مجموعة الإنقاذ الموحد" المتخصصة باستلام نداءات الاستغاثة من طالبي اللجوء إلى دول الاتحاد الأوروبي، من المصير الخطير الذي يمكن أن يهدد حياة بعض الناجين من المركب اللبناني الغارق قبالة سواحل طرطوس.
وعبّرت مجموعة الإنقاذ عن مخاوفها من اعتقال وتعذيب أجهزة النظام الأمنية للناجين من حادث غرق قارب اللاجئين، ولا سيما أن معظمهم من اللاجئين السوريين بلبنان الذين فضّلوا البحر ومواجهة الموت على العودة إلى مناطق سيطرة النظام السوري.
98 غريقاً في حادثة "مركب طرطوس"
بلغ عدد الضحايا الذين انتُشلت جثامينهم من البحر قبالة ساحل طرطوس 98 شخصاً، بحسب آخر إحصاء رسمي، في حين استقر عدد الناجين عند 20 ولا أمل بإنقاذ أي جديد بعد أن مضى على غرق المركب خمسة أيام.
وكانت وزارة النقل في حكومة النظام السوري قالت إن القارب انطلق من المنية شمالي لبنان منذ عدة أيام بقصد الهجرة إلى أوروبا، وعلى متنه ما بين 120 و150 شخصاً من عدة جنسيات، وغرق قرب سواحل جزيرة أرواد بمحافظة طرطوس.
حقائق جديدة تتكشف عن مأساة قارب #طرطوس.. إليك آخر التفاصيل#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/6XCsGWJ9z8
— تلفزيون سوريا (@syr_television) September 24, 2022
سوريا غير آمنة للعائدين
وأكدت تقارير عديدة صدرت عن منظمات حقوقية تعرّض غالبية اللاجئين السوريين العائدين إلى مناطق سيطرة النظام، إما للاعتقال والتغييب أو الابتزاز والتضييق ومختلف الانتهاكات الأخرى، في الوقت الذي يزعم فيه النظام استعداده لاستقبال المهجّرين العائدين إلى البلاد.
في تقرير أصدرته في تشرين الأول الماضي، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن اللاجئين السوريين العائدين إلى سوريا من لبنان والأردن بين عامي 2017 و2021 "واجهوا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان واضطهادا على يد قوات النظام والميليشيات التابعة لها".
وأشار تقرير المنظمة الذي جاء بعنوان "حياة أشبه بالموت: عودة اللاجئين السوريين من لبنان والأردن"، إلى أن سوريا ليست آمنة للعودة، مضيفة أنها "وثقت 21 حالة اعتقال واحتجاز تعسفي، و13 حالة تعذيب، وثلاث حالات اختطاف، وخمس حالات قتل خارج نطاق القضاء، و17 حالة اختفاء قسري، وحالة عنف جنسي مزعوم".