قال مصدر مقرّب من نظام الأسد لصحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم الجمعة، بأن روسيا طالبت الميليشيات الإيرانية بإخلاء موقع عسكري مهم غربي حماة وآخر بالقرب من مدينة طرطوس وسط وغرب سوريا، لتفادي الضربات الإسرائيلية التي تزايدت في الآونة الأخيرة.
وأضاف المصدر، أن ثلاثة ضباط روس التقوا بنظرائهم الإيرانيين، أول أمس الأربعاء، في مطار حماة العسكري وأبلغوهم بضرورة إخلاء مقار عسكرية إيرانية قريبة من موقع الفوج "49"، التابع لقوات النظام.
وتابع حديثه، كما طلب الجانب الروسي من الإيرانيين إخلاء موقع عسكري إيراني ثانٍ في منطقة الحميدية جنوب محافظة طرطوس على الساحل السوري غربي البلاد في أسرع وقت.
وبرر المصدر الطلب الروسي لتفادي القصف الجوي الإسرائيلي، والمحافظة على استقرار الجزء الغربي من سوريا، وعدم إعطاء الإسرائيليين حجة أو ذريعة لمواصلة القصف مع بقاء الوجود الإيراني في هذا الجزء المهم من سوريا، على حد قوله.
وأوضح المصدر أن طلب الإخلاء يأتي بعد تزايد وتيرة الضربات الإسرائيلية مؤخراً على الموقعين المذكورين.
والفوج "49" أحد المواقع العسكرية الخاصة بالدفاع الجوي يقع غربي حماة، ويحتوي على صواريخ بعيدة المدى من طراز "S-200" وأسلحة أخرى روسية الصنع.
وتشير التقارير إلى أن الإيرانيين لديهم قواعد لتصنيع الصواريخ المتوسطة المدى في وسط وغرب سوريا، القريبة من القواعد الروسية في الساحل، لا سيما بعد الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة لمنطقة الجنوب.
الضربات الإسرائيلية على مصياف وجنوبي طرطوس
وشنت إسرائيل خلال هذا العام 22 هجوماً صاروخيا وجوياً، 3 منها على منطقة مصياف و3 على منطقة الحميدية جنوبي طرطوس، أسفرت عن مقتل العديد من جنود الأسد وإصابة مدنيين وفقاً لوكالة أنباء النظام "سانا".
- 9 نيسان/أبريل، غارة جوية إسرائيلية تستهدف مواقع عسكرية في منطقة مصياف غربي حماة.
- 13 أيار/مايو، غارة إسرائيلية هي "الأعنف" هذا العام، استمرت نحو 40 دقيقة، وأسفرت عن مقتل 5 جنود للأسد، وفقاً لـ "سانا".
- 2 تموز/يوليو، غارة إسرائيلية على منطقة الحميدية جنوبي طرطوس، أسفرت عن إصابة مدنيين اثنين.
- 14 آب/أغسطس، غارة إسرائيلية على جنوبي طرطوس، أسفرت عن مقتل 3 جنود وإصابة آخرين.
- 25 آب/أغسطس، غارة إسرائيلية مزدوجة على منطقة مصياف وعلى جنوبي طرطوس، أسفرت عن إصابة مدنيين واندلاع حرائق.
وأشارت تقارير إسرائيلية، من بينها "القناة 13" إلى أن الروس فعّلوا بعد الغارة الإسرائيلية في أيار/مايو الماضي، منظومة الدفاع الجوي "S-300" ولكن لم تحدث أي أضرار، الأمر الذي أكده وزير الدفاع الإسرائيلي لاحقاً، الأمر الذي يشير إلى حجم التعقيد الذي تواجهه موسكو في هذا المنطقة.
وفي سياق متصل، كشفت صور أقمار صناعية، الإثنين الماضي، نقل روسيا منظومة "S-300" من سوريا إلى شبه جزيرة القرم، في محاولة على ما يبدو لتعزيز دفاعاتها الجوية في الحرب مع أوكرانيا.
سحب "S-300" والانشغال بالحرب الأوكرانية، قد يعتبران من أهم الأسباب التي دعت موسكو لطلب إخلاء الميليشيات الإيرانية من المناطق القريبة من قواعدها في سوريا.