كشفت صور أقمار صناعية نقل روسيا صواريخ الدفاع الجوي إس-300 من سوريا إلى ميناء روسي بالقرب من شبه جزيرة القرم، بعد أيام من الكشف عن تفكيكها.
وقالت وكالة رويترز نقلاً عن شركة إسرائيلية متخصصة في التقاط صور بالأقمار الصناعية إن روسيا نقلت بطارية صواريخ إس-300 المضادة للطائرات من سوريا إلى ميناء روسي بالقرب من شبه جزيرة القرم، في محاولة على ما يبدو لتعزيز دفاعاتها الجوية في الحرب مع أوكرانيا.
والتقطت شركة إيميج سات انترناشيونال والتي تعرف اختصارا باسم (آي.إس.آي) صورا تظهر وجود بطارية إس-300 المضادة للطائرات في مصياف بسوريا في نيسان وصورا أخرى للموقع بعد خلوه منها في 25 آب عقب نقل مكوناتها إلى ميناء طرطوس.
وأظهرت صور منفصلة مكونات البطارية على رصيف في طرطوس في الفترة ما بين 12 و 17 آب. وبحلول 20 آب، كانت قد غادرت سوريا بصورة نهائية، وخلصت الشركة إلى أنها شُحنت على متن السفينة الروسية سبارتا 2 التي غادرت طرطوس إلى ميناء نوفوروسيسك الروسي.
وتُظهر بيانات من رفينيتيف أيكون أن سبارتا 2 موجودة حاليا في نوفوروسيسك، بعد أن وصلت إلى المرفأ عبر مضيق الدردنيل في تركيا. ورفضت وزارة الدفاع الروسية التعليق على الأمر.
تعزيز للدفاعات الروسية
وقالت وكالة رويترز إن نقل الصواريخ ستكون إشارة إلى تحرك روسي مهم لتعزيز الدفاعات بالقرب من مسرح العمليات في أوكرانيا، حيث تعرضت قواتها لهجمات مدمرة في الأسابيع الماضية.
وفي واحد من تلك الهجمات، دُمرت ثماني طائرات حربية روسية هذا الشهر في سلسلة انفجارات في قاعدة جوية بشبه جزيرة القرم. وامتنعت أوكرانيا عن القول إنها نفذت الهجمات أو كيف نفذتها.
وأظهرت صور شركة إيميج سات انترناشيونال أن مكون الرادار الخاص بالبطارية إس-300 نُقل منفردا من قاعدة مصياف إلى قاعدة حميميم الجوية على الساحل السوري شمالي طرطوس.
وقال محللو الشركة إنهم يقدرون أن حجم الرادار ووزنه جعلا من غير المناسب شحنه بطريق البحر وأنه ربما يحتاج إلى شحنه جوا بطائرة نقل إليوشن-76 من حميميم إلى روسيا.
منظومة "S-300" في سوريا
قدمت روسيا نظام الدفاع الجوي "S-300" للنظام السوري مجاناً، ونقلت ثلاث كتائب مع ثماني قاذفات لكل منها، على الرغم من الاعتراضات الشديدة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وجاء تسليم روسيا لنظام الدفاع الجوي إلى سوريا في أعقاب إسقاط طائرة تجسس روسية، بطريق الخطأ، من قبل قوات النظام، التي كانت ترد على غارة إسرائيلية فوق المجال الجوي السوري، في حين ألقت روسيا باللوم على إسرائيل في الحادث الذي تسبب بمقتل 15 جنديا روسيا كانوا على متن الطائرة.
وضغطت إسرائيل وحلفاؤها لسنوات على روسيا لعدم منح النظام السوري، واللاعبين الإقليميين الآخرين، نظام الدفاع الجوي "S-300"، بحجة أنه "يحد من قدرة إسرائيل على مواجهة التهديدات، بما في ذلك تهديدات حزب الله".