تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً قالوا إنه يوثق اعتداء "حجاج" على قبر الصحابي معاوية بن أبي سفيان في العاصمة السورية دمشق.
وليست المرة الأولى التي تنتشر فيها تسجيلات مصورة لاعتداءات "الحجاج" على ما يعرف بقبر معاوية بن أبي سفيان في مقبرة الباب الصغير بدمشق، فقد وثقت الكاميرات طوال السنوات الماضية محاولات تحطيم للسياج المحيط بالضريح أو رمي أحجار وأحذية والتفوه بعبارات نابية في المكان.
دمشق المحتلة.. قبر الصحابي معاوية بن سفيان في مقبرة الباب الصغير بمدينة دمشق المحتلة pic.twitter.com/D7PgiWHxy7
— فهد عبد العزيز الخالدي 不 (@Fahad_abdelazee) January 30, 2024
قبر معاوية بن أبي سفيان في دمشق
ومعاوية بن أبي سفيان هو أحد الصحابة البارزين في الإسلام وكان كاتب الوحي على يد النبي محمد (ص)، وكان أحد القادة العسكريين البارزين في الجيش الإسلامي خلال عهد الخلفاء الراشدين، وهو الخليفة الأموي الأول.
وقالت مدونة "Born In Damascus" استنادا إلى ما كتبه المسعودي إن العديد من المعالم الأثرية المرتبطة بالفترة الأموية تعرضت للتدمير والتشويه مع بدء الخلافة العباسية.
لكن، يُروى أن قبر عمر بن عبد العزيز وربما معاوية بقيا محفوظين، مع وجود شكوك حول حقيقة هذه الروايات في ضوء ما قيل عن محو العباسيين لكل آثار المقابر الأموية وتحويلها إلى حقول زراعية لمدة قرن من الزمان.
على الرغم من هذا، يظل ما يُعرف بـ "ضريح معاوية" قائماً في مقبرة الباب الصغير بدمشق، لكنه في الواقع لا يعدو كونه إعادة بناء للموقع الأصلي للقبر. ويتفق الخبراء على أن أقدم ما في المقبرة يعود إلى العصر الفاطمي، حوالي العام 1048 ميلادي.
وجاء في مدونة "Born In Damascus" أن شاهدة "قبر معاوية" التي تعود إلى العهد المملوكي، تحمل نقوشاً بخط النسخ تقول:
"بسم الله الرحمن الرحيم، هذا قبر خال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان، كاتب الوحي ورديف رسول الله صلى الله عليه وسلم".
ويحمل القبر نفسه عبارات بخط النسخ العثماني: "هذا مرقد سيدنا معاوية رضي الله عنه، جدد هذا المقام صاحب الخيرات ادنوي الحاج محمد باشا محافظ شام سنة 1115 (1703-1704 ميلادي)".
مواقع محتملة لقبر معاوية بن أبي سفيان
وجاء في المدونة التي استندت إلى بحث ومعلومات من مصادر تاريخية، تتضمن: "دمشق تطور وبنيان مدينة مشرقية إسلامية" وأعمال فيليب حتي، Dorothée Sack، Khaled Moaz-Solange Ory، وRoss Burns؛ أنه بالرغم من أن الضريح الموجود اليوم تم تجديده في العهد العثماني، بينما هناك عدة روايات أخرى تشير إلى مواقع مختلفة قيل إنها كانت مكان قبر معاوية بن أبي سفيان:
- دار الإمارة الخضراء: وفقاً لبعض الروايات، يُعتقد أن قبر معاوية كان يقع بالقرب من دار الإمارة الخضراء، الموجودة على الجدار الجنوبي للجامع الأموي وشرقي قصر العظم الحالي.
- زاوية الهنود: يُقال إن موقعا آخر محتملا لقبر معاوية هو في زاوية الهنود، جنوب شرقي الجامع الأموي. ويُشار إلى أنه كان جزءاً من منطقة معبد المشتري الخارجي أو peribolos. ومع ذلك، لا توجد أدلة نصية تؤيد هذه الرواية.
- جدار الجامع الأموي: وفقاً لتقليد آخر، وثقه ابن عساكر، كان قبر معاوية موجوداً بالقرب من جدار الجامع الأموي، في المكان الذي كان يجتمع فيه قراء القرآن السبعة، شرقي مقصورة الصحابة.
هذه المعلومات تبرز اختلاف الروايات بمكان دفن معاوية بن أبي سفيان، مما يضيف مزيداً من الغموض حول الحقيقة التاريخية لموقع قبره الفعلي.