تضاربت الروايات حول ملابسات وفاة الطالب ورد نظير كفتارو (14 عاماً)، أمس الثلاثاء، في إحدى مدارس العاصمة دمشق، إن كانت حادثة متعمدة أم واقعة عرضية جرت دون قصد.
الرواية الأولى لوفاة ورد كفتارو
بدأت الحادثة يوم الخميس الماضي، حيث أقدم أحد الطلاب على دفع ورد من المقعد على سبيل المزاح في مدرسة نجم الدين عزت بدمشق، ليسقط ويرتطم رأسه على الأرض، ومما زاد الإصابة سوءاً، وقوع زميل آخر على جسد ورد من غير قصد، عندما كان يركض لمغادرة الصف بعد انتهاء الدرس، بحسب صفحات محلية.
وتسببت الحادثة في إصابة ورد بكسر في الجمجمة، دخل على إثرها بموت دماغي لمدة 5 أيام، قبل أن يعلن عن وفاته أمس الثلاثاء.
الرواية الثانية لوفاة ورد كفتارو
نشرت صفحة محلية باسم "العربية دمشق"، اليوم الأربعاء، تفاصيل جديدة حول وفاة ورد، نقلاً عن تقرير الطبيب الشرعي قوله إن ورد توفي سريرياً، يوم الخميس الماضي، بعد تعرضه للضرب المبرح على رأسه في المدرسة.
كما نقلت الصفحة عن طبيب في قسم الإسعاف في مشفى أمية، أن ورد تعرض للضرب من قبل أحد زملائه يدعى "ك. خ"، بسبب شجار بدأ بمشادة كلامية بين الطالبين ضمن الصف، حيث أقدم "ك. خ" على ضربه بقدمه مباشرة على الرأس، مما أدى لكسر مباشر في الجمجمة تسببت بموت الدماغ.
محاولات للتستر على الجريمة
وخلال تحقيقات الجهات المختصة في مجريات الحادثة، تعاون مدير المدرسة والكادر التدريسي على تغيير الحقيقة ضمن التحقيق، حيث أفادوا بأن ورد سقط من تلقاء نفسه في ردهة المدرسة، إضافة إلى إخفاء الطلّاب الشهود على الواقعة عن المحققين، وعملوا على تغيير حضورهم إلى غياب ضمن سجلات الدوام الرسمي للمدرسة، بحسب "العربية دمشق".
تضارب الروايات حول سبب الوفاة
وتصدر اسم الطالب ورد نظير كفتارو مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا، بعد تضارب الأنباء حول وفاته، وسط صمت رسمي من وزارة التربية في حكومة النظام السوري، وأجهزة الشرطة في دمشق، ليترك الباب مفتوحاً أمام التكهنات والشائعات.
وتعاني المدارس السورية من غياب رقابة الكوادر التعليمية، بسبب اكتظاظ الصفوف بالطلاب وتحمل المدارس أكثر من طاقتها الاستيعابية، وذلك بعد خروج المئات من المدارس عن الخدمة بسبب قصف قوات النظام وروسيا.
ما أثر الحرب على صحة الطلاب النفسية؟
وكانت الموجهة الاختصاصية في الإرشاد النفسي بوزارة التربية التابعة لحكومة النظام السوري، رفاه دادا، تحدثت عن انتشار اضطرابات نفسية بين الطلاب ابتداءً من الصف الأول وحتى المرحلة الثانوية.
والاضطرابات النفسية في المراحل العمرية الصغيرة غالباً ما تكون اضطراب ما بعد الصدمة، بحسب دادا، ويعود ذلك للظروف المعيشية والأوضاع في البلاد بالدرجة الأولى، وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات والإحباطات المتكررة.